305
الرواشح السماوية

والنسبة الخارجيّة مطلقا هي الخارجة عن خصوص اعتبار العقل وإن كانت هي في العقل لا غير ، وليس يتصحّح خلّو المستثنى عن حكم الصدر ومقابله بحسب نفس الأمر ؛ إذ الإيجاب والسلب لا يجتمعان ولا يرتفعان بتّةً فإذن لا يعقل اختلاف الإستثناء من النفي والإثبات في مخالفة حكم الصدر بحسب اختلاف النسبتين : النفسيّة والخارجيّة ، فليُتقن .
ومنها : مفهوم العدد .
هذا آخر ما صنَّف في هذا الباب رضي اللّه وقّدس اللّه روحه الشريف ، وحُشر مع آبائه الطاهرين المعصومين .


الرواشح السماوية
304

للمستثنى حكما مخالفا لحكم الصدر ـ وإن اعتبرت دلالته على النسبة النفسيّة ، ففي الاستثناء ـ سواء كان من النفي ، أو الإثبات ـ دلالة على أنّ للمستثنى حكما مخالفا لحكم الصدر وهو عدم الحكم النفسي الثابت في الصدر جمعا بين الأدلّة .
فإن قيل : كما أنّ المخالفة في النسبة النفسيّة هي عدم الحكم النفسي ، فكذلك في الخارجيّة هي عدم الحكم الخارجي ، وقد ذكر أنّ في الاستثناء إعلاما بعدم التعرّض وهو يستلزم عدم الحكم ضرورةً ، فيكون فيه دلالة على المخالفة .
قلنا : الإعلام بعدم التعرّض للشيء ليس إعلاما بعدم ذلك الشيء ، وعدم التعرّض إنّما يستلزم عدم الحكم الذكري ، أو النفسي لا الخارجي . ومن الغلط الظاهر ما تفسّر النسبة الخارجيّة بالنسبة اللسانيّة التي هي الذكر الحكمي .
ثمّ هاهنا بحث وهو أنّ ما ذكر لا يتأتّى فيما هو العمدة في مأخذ الأحكام ، أعني الإنشاء ؛ لعدم دلالته على النسبة الخارجيّة فيلزم أن لا يكون «زيد» في «أكرم الناس إلاّ زيدا» في حكم المسكوت عنه ، بل محكوما عليه بعدم إيجاب إكرامه بلا خلاف .
قلت : النسبة العقديّة المحكيّة عن وقوعها أوْ لا وقوعِها بالعقد النفسي والذكر اللهجي من حيث هي حقّةٌ في حدّ نفسها ، واقعة في نفس الأمر ، لا بتعمّل واختراع من العقل يقال لها : النسبة الخارجيّة ، ومن حيث خصوص تمثلها في الذهن وتطبّع القوّة العاقلة بها تطبّعا إذعانيّا ـ وإن كان ذلك المتمثّل المذعن الواقع في الذهن واقعا في حدّ نفسه لا بتعمّل العقل واختراعه ، بل بإذعانه له وادراكه إيّاه ـ يقال لها : النسبة الذهنيّة النفسيّة المطابقة ـ بما هي ذهنيّة نفسيّة ـ لنفسها بما هي واقعة في حدّ نفسها ، مع عزل النظر عن لحاظ العقل إيّاه وإن لم يكن تحقّقها الواقعي في نفس الأمر إلاّ تحقُّقَها في العقول والأذهان كما في العقود الذهنيّة .
فالنسبة العقدية مطلقا مطابَق ـ بالفتح ـ بأحد الإعتبارين ومطابِق ـ بالكسر ـ بالاعتبار الآخر ولا تفارُقَ وتغاير بينهما بالذات ، وخصوصيات أنحاء الوجود ملغة في المطابقيّة ـ بالفتح ـ والحقّية في نفس الأمر في أنواع العقود على الإطلاق .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    الاولی
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49603
تعداد بازدید : 91650
صفحه از 360
پرینت  ارسال به