95
الرواشح السماوية

بالحديث والرواية والفقه . له كتب ، منها : كتاب توليدات بني أُميّة في الحديث ، وذكر الأحاديث الموضوعة ، والكتاب الذي يُعْزى إلى أبي عيسى الورّاق في نقض العثمانيّة له ، وكتاب الأسفار ، ودلائل الأئمّة عليهم السلام . ۱
فإذن قد انصرح أنّ الطريق من جِهة محمّد بن هارون أبي عيسى الورّاق يجب أن يُعدّ حسناً ؛ لأنّه من الممدوحين الحُذّاق ، ومن المتكلّمين الأجلاّء ، وهو من طبقات من لم يرو .
وأمّا محمّد بن هارون الذي روى عن مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام ، ويروي عنه محمّد بن أحمد بن يحيى ، وأورده الحسن بن داود في المجروحين ۲ فضعيف ، وقد ذكره النجاشي في ترجمة محمّد بن أحمد بن يحيى ، وعدّه فيمن كان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثنى من رواية محمّد بن أحمد بن يحيى ما رواه عنهم ، ويستثنيهم من رجال نوادر الحكمة . ۳
وهناك ثالث هو محمّد بن هارون بن عمران الهَمداني صاحب حكاية الحوانيت ۴ رواها رئيس المحدّثين بسنده عنه في كتاب الحجّة في باب مولد

1.رجال النجاشي : ۱۱۷ / ۳۰۰ .

2.رجال ابن داود : ۵۱۲ / ۴۷۴ .

3.رجال النجاشي : ۳۴۸ / ۹۳۹ ، باب الميم .

4.في حواشي النسخ : «وها هي الحكاية المرويّة بسنده عن عليّ بن محمّد ، عن محمّد بن هارون بن عمران الهمداني قال : كان للناحية عليَّ خمسمائة دينار فضقت بها ذرعاً ، ثمّ قلت في نفسي : لي حوانيتُ اشتريتها بخمسمائة وثلاثين ديناراً قد جعلتها للناحية بخمسمائة دينار ولم أنطلق بها ، فكتب إلى محمّد بن جعفر : اقبض الحوانيت من محمّد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عليه . والصدوق أيضاً في كتاب كمال الدين وتمام النعمة رواها بعينها بسنده عنه ، قال : حدّثني أبي رحمه اللّه قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه ، عن محمّد بن هارون قال : كان للغريم عَليَّ خمسمائة دينار ، فأنا ليلةً ببغداد وقد كان لها ريح وظلّة وقد فزعت فزعاً شديداً ، وفكرت فيما عَليّ ولي ، قلت في نفسي : لي حوانيتُ اشتريتها بخمسمائة وثلاثين دينارا فقد جعلتها للغريم عليه السلام بخمسمائة دينار ، فجاءني مَن تسلّم منّي الحوانيتَ ، وما كتبت إليه في شيء من ذلك من قبل أن ينطلق به لساني ، ولا أخبرت به أحداً . (منه مدّ ظلّه العالي)» . وراجع الكافي ۱ : ۵۲۴ ، باب مولد الصاحب عليه السلام ، ح ۲۸ ، وكمال الدين وتمام النعمة : ۴۹۲ ، باب ذكر التوقيعات الواردة عن القائم عليه السلام ، ح ۱۷ .


الرواشح السماوية
94

ولايستحيون من إنكار ضوء الشمس ضاحيةَ النهار ، ويقولون :
الظاهر أنّ هذه المذاهب ـ أعني دعوى النصّ الجليّ ـ ممّا وضعه هشام بن الحكم ، ونصره ابن الراوندي ، وأبو عيسى الورّاق ، وإخوانهم .
وبالجملة : لامطعن ولاغميزة في أبي عيسى أصلاً ، وإنّما الطاعن فيه مطعون في دينه ، والغامز ۱ مغموز في إسلامه .
وقال السيّد المرتضى في كتاب الشافي : «إنّه رماه المعتزلة مثلَ ما رموا ابن الراوندي القاضي» . ۲ ونقله العلاّمة في الخلاصة ؛ ۳ ولذلك ذكر الشيخ تقيّ الدين الحسن بن داود في كتابه في قسم الممدوحين ۴ ولم يذكره في قسم المجروحين ، مع التزامه إعادةَ ذكر مَن فيه غميزة مّا ـ وهو من الثُّبَّت ۵
الثقات ـ في المجروحين أيضاً حتّى سعد بن عبد اللّه الأشعري وهشام بن الحكم وبريد بن معاوية العجلي وغيرهم من الوجوه والأعيان .
وقال شيخنا النجاشي وغيره من الشيوخ في ترجمة ثبيت بن محمّد أبي محمّد العسكري مدحاً له وتوقيراً لأمره :
صاحب أبي عيسى الورّاق ، متكلّم حاذق ، من أصحابنا العسكريّين وكان له اطّلاع ۶

1.في حاشية «أ» : «من قولهم : ليس في فلان غميزة أي مطعن ، والمغموز : المتّهم ، والغامز : العائب» . كما في القاموس المحيط ۲ : ۱۸۵ ، (غ . م . ز) .

2.الشافي في الإمامة ۱ : ۸۹ .

3.خلاصة الأقوال : ۳۹۹ / ۱۶۰۸ .

4.رجال ابن داود : ۳۳۸ / ۱۴۹۰ .

5.في حاشية «أ» و«ب» : «الثَبَت ـ بفتحتين ـ بمعنى الحجّة والجمع الثُّبَّتُ» . كما في المغرب : ۶۵ ، (ث . ب . ت) .

6.في حواشي النسخ : «اطّلاع : هنا افتعال من الضلاعة ، والضَلَع ـ بالتحريك ـ بمعنى القوّة ، واحتمال الثقيل ، فقيل : اضطلاع بقلب «التاء» «طاءاً» ، ثمّ اطّلاع بقلب «الضاد» المعجمة «طاءاً» أيضاً ، ثمّ إدغام إحدى «الطاءين» في الأُخرى ، كالادّ كار ب «الدال» المهملة : افتعال من الذكر خلاف النسيان ، والادّخار أيضاً ب «الدال» المهملة المشدّدة : افتعال من الذخر ، والذخيرة ب «الذال» و«الخاء» المعجمتين . ومعناه : الحذاقة (في «أ» الخلافة) والتضلّع ، وليس هو مطاوعَ أطلعته على الشيء فاطّلع ؛ فلذلك عُدّي ب «الباء» لا ب «على» . هذا على ما ذهب إليه بعض منهم محافظةً على مراعاة القياس . وبعض آخَرُ يوجب رعايةَ استطالة «الضاد» فيذهب إلى امتناع ذلك ، ويجوّز الشذوذ على الشذوذ ، فيقول في نحو «اضطلع» و «اضطرب» «اضّلع» «واضّرب» شاذّ على شاذّ ، أمّا الشذوذَ ، فلأنّ حروف «ضَوِيَ» مِشْفَر لاتُدغم فيما يقاربها . وأمّا كونه على الشذوذ ، فلأنّ القياس قلب الأوّل إلى الثاني . وكذلك في نحو «اصطبر» «اصّبر» شذوذا على الشذوذ ، لا«اطّبر» وإن كان على القياس ؛ لئلاّ يفوت صفير «الصاد» . (منه مدّ ظلّه العالي) » .

  • نام منبع :
    الرواشح السماوية
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1380
    نوبت چاپ :
    الاولی
    پیوند معرفی کتاب :
    http://www.hadith.net/post/49603
تعداد بازدید : 91791
صفحه از 360
پرینت  ارسال به