25
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

فمثال ميزان اللّه على جهة الخصوص من الأكل و الشرب ما يكتفى به بإلهام اللّه تعالى ، و ترى الكفاف به بقدر الضرورة من الحبوب كخبز الشعير و الحنطة ، و إن خطر عليك مع ذلك خوف الموت و إلقاء النفس إلى التهلكة فهو من حيل نفسك و الشيطان في مقام الحقّ البهي ... و حيث آل الأمر إلى ما ذكرنا من مثال ميزان اللّه على جهة الخصوص ، احتجنا إلى تقدير مثال ميزان اللّه في الأكل و الشرب ، و هو المقصود من وضع الكتاب التباشير ... لكن في ذلك مشقة عظيمة ، و من كان هذا شأنه فقد أقام مقام من يرى الموت الأحمر في كلّ لحظة من لحظات زمانه ... فمثال ميزان اللّه لا يدخل فيه الراحة و حقيقة ميزان اللّه دخول الراحة فيه يضعف شوق لقاء اللّه ، و يخرجك هذا الراحة عن الصراط المستقيم ، و الزوال عن الصراط المستقيم الذي لا يعلم حدّ استقامته و استوائه إلا اللّه مقتضاه البعد شيئا إلى نهاية البعد ... و من المعلوم أنّ الخروج من الميزان الوحداني الذي هو ميزان اللّه يستلزم الدخول إلى ميزان آخر ... و مقابل ميزان اللّه تعالى من تلك الموازين الكثيرة ميزان الشيطان ، و ميزان الشيطان تحت جميع الموازين .
ثمّ ذكر الصحائف العشرة من الصحف الإدريسية إلى أن قال :
و بالجملة لا طريق للعلم منّي في خالص الصحف الإدريسية إلاّ بعد حضور الكتاب ، و الكتاب ليس بمحضري،وكان غرضي مجرّد القراءه والمناجات بها مع ربّي الذي جعل الاخوّة بين إدريس عليه السلام و بيني ، و لا يخفى أنّ نظم صحف الإدريسية تفترق نظم القرآن و نسقه ، لكمال إنصاف رسول اللّه الحبّ للّه و البغض للّه ... و في تضاعيف الصحف الإدريسية لا يتراءى ذكر العلم و أنّه تعالى محيط بكلّ شيء علما و أمثال ذلك ممّا يناسب فيه ذكر العلم ، بل الغالب ذكر العدل ... و محمّد صلى الله عليه و آلهقاسم الجنّة و النار ، و لا يتمّ ذلك إلاّ بأن يكون مظهرا للحبّ إلى اللّه و البغض في اللّه ، فرسول اللّه صلى الله عليه و آلهصاحب المرتبة العظيمة ، و إدريس عليه السلام صاحب الرتبة الصغيرة ... و قد استبان ممّا ذكرنا أنّ العزلة من أيّ جهة كانت هي مثال ميزان اللّه تعالى ... و قد استبان أيضا أنّ الملك لما لم يكن إلاّ ملك اللّه ، فيكون جلّ جلاله مراد الرجال ، و لا مراد لهم سواه في هذه النشأة الأُولى و عالم الصورة و المثال ... و قد استبان أيضا أنّ محمّدا صلى الله عليه و آله من عظم مقامه يختصّ كتابه بكتاب واحد لاكتاب فوقه مشتملاً على جميع الكتب والصحف، و جميع الكتب و الصحف يكون من بركة محمّد صلى الله عليه و آله ، و في قرآنه يكون تبيان كلّ شيء ، و بالجملة القرآن مختصّ بمحمّد صلى الله عليه و آله و لا يكون لغيره مثل هذا القرآن ، نعم يكون لهم دون القرآن مختصّا بالأحكام أو البشارة أو الموعظة و يكون صحفا فيها ما يناسب حالهم و أهل ذلك الزمان و غيرهم ... و يظهر من بعض الروايات حرمة الأكل بطريقة ما يأكل العجم ... و ربّما اتّفق بعض الصحف على نظم القرآن ، و ذلك لتحقّق السبقية لهم ببركة محمّد صلى الله عليه و آلهلكونهم من أُمّته ... و الصحيفة على نظم القرآن لا يخرج عن كونه


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
24

و رسالته الموسومة بالتباشير معروفة فيها أُمور ظاهرها كفرٌ ، و لا يمكننا أن نطلع على بواطنها ، و لا اعلم أنّه كيف ظهر منه تلك الفلتات و برز منه تلك الفرطات ، و ظاهر الشرع لازم الاتّباع يمنعنا من أن نؤمن به ، و لذلك لم نزر قبره و لم ندع له بدعاء ... ، كان ذكره « اللّه اللّه » يقوله صباحا و مساءا ، ليلاً و نهارا ، لا يفتر منه ساعة ، قيل : و ادمانه فيه و ولوعه فيه أخرج مقلتيه من عينيه و أخذهما بيديه شاكرا راضيا ، و أُموره العجيبة كثيرة ، إن أردنا أن نذكرها لم تحوه كراريس ، غير أنّ قصد الاختصار يمنعنا عن ذلك .
و الذى أوجب هجمة البعض على المترجم له ما قاله في رسالته في آداب السير و السلوك المسمّى ب «التباشير» و جاء برموز و ايماءات ، و تعرض في طيّ مقاله إلى بيان مقاصده ، و نحن نذكر صريح بعض عباراته حتّى يكون القارئ على بصيرة كاملة في حكمه و قضائه على المؤلّف ، و هي :
اما بعد: شب جمعه 19شهر جمادى الثانى 1159.. در اين شب معرفت ميزان اللّه بوجه بنده را حاصل شد ، و در بيان ميزان اللّه آنچه بعبارت درآيد هكذا : ميزان اللّه نورى باشد كه مقوم همه انوار باشد ، و به عبارت ديگر معيارى باشد كه معطى نور باشد ، و به عبارت ديگر نفس سبّوح باشد ، و به عبارت ديگر يك يك از اصوات متألفه متفقه الهيه باشد به شرط تأليف ... و شرط تأليف را مثال و صورت آن باشد كه صاحب قالب متصف باشد به جميع اوامر ، و مجتنب باشد از جميع مناهى شرعى ، يا گوئيم متصف باشد به جميع حسنات و خالى از جميع سيئات باشد ... ، پس مجرد اجتناب از زياده از قدر ضرورت همين در اكل و شرب كافى نباشد ، بلكه اجتناب از گفتن و شنيدن و بوئيدن و ديدن و جميع آنچه از قالب يافته شده مى باشد از زيادتى بر قدر ضرورت خلوّ از آنها معتبر باشد ، و اگر از بعضى زيادتيها خالى نباشد لا جرم در وقت طهارت و پاكيزه شدن نفس آن زيادتيها پيدا شوند و چون باران باريدن گيرند در دل ، و بى اختيار خاطر شرّ به بارش آيد ... و بدانكه اكل و شرب اگر چه امر در ايشان سهل نمايد ، ليكن چون تعلق ايشان به قالب است و قالب بالضرورة محتاج اليه نفس است ، رعايت ميزان اللّه در اكل و شرب بيشتر باشد و بيشتر معتبر باشد نظر به صفات قلب ، و شرور حاصله از اكل و شرب را مدخليت عظيم باشد و در مسلمانى نفس بسيار قوى باشد ... ، پس شكسته ساختن قالب به جوع و عطش از ضروريات باشد و انسان را از آن چاره اى نباشد ، به هر قدر كه نفس به سبب جوع در پايين آيد و افتاده شود،روح اوج گيرد و بلند شود و صاحب بينش گردد... و بالجمله بايد كسى چيزى را از خير كم نشمرد و ترك كند ، و چيزى را از شر كم نشمرد و به فعل آورد ، كه بعضى از كمها در وقتى و زمانى چنان خلق شده نسبت با بعضى از اشخاص كه جليل و كثير باشد ، پس فرمود به كردن بايد كرده شود ، و فرموده به نا كردن بايد كرده نشود ، و نظر نبايد به آن كردن كه آيا نظر شارع به وجوب آنست يا اولويت آن ...

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسيني الاشكوري، سيد جعفر
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 48817
صفحه از 647
پرینت  ارسال به