245
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

ومثل هذه التوجيهات لا يليق بحال مثل المحشّي ، ولو كان الأمر كما ذكره لكان اللازم على المفيد رحمه اللّه أن يشير إلى أنّ له حال غير استقامة ، كما كان اللازم على النجاشي أن يبيّن أنّ له حال استقامة ، لأن النجاشي ثبت جيّد النظر فكيف يخفى عليه كونه من ثقاته عليه السلامومن أهل الورع والعلم والفقه .
ثمّ إنّ قول الغلاة : إنّه من أركانهم لتقوية أقاويلهم الباطلة ، وقول النجاشي : والغلاة تروي عنه ۱ ، وقول ابن الغضائري : إنّه ضعيف الرواية ۲ ، يدفع أن يكون نسبة الغلوّ إليه ناشئة من ذكر الروايات العاليّة ، بل الظاهر ممّا ذكر أنّ الروايات المرويّة عنه توافق آراءهم الباطلة وأنّ تلك الروايات منسوبة إليه .
نعم ؛ مشايخ العصابة حيث علموا حاله و جلالته واستقامة رأيه من خارج ، لم يجعلوا ذلك طعنا عليه وعلموا حاله من جهة هذه الروايات « جع » .
قوله : ( [ أحبّ أن يختم ] عمري بقتلكم ۳ ) .
في الاختيار عملي بدل عمري ۴ كأنّه أبوسعيد لكونه من الغلاة « م د ح » .
قوله : ( ويذكر الغلاة [ أنّه من أركانهم ] ) .
يمكن أن يكون قول الغلاة إنّه من أركانهم لتقوية أقاويلهم الباطلة بنسبتها إلى مثل داود لا بقوله بها ، ويؤيّد الاحتمال قول الكشّي : ولم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ، ويمكن أن يكون تضعيف النجاشي ناشئا من هذه النسبة ، أو من رواية الغلاة بعض الروايات الفاسدة عنه ، أو فيهما « م ح د » .

[ 402 ] داود بن النُعْمان أخو علي [ بن النُعْمان ]

في نقد الرجال بعد « جش » :
وقال عند ترجمة أخيه [ علي بن النعمان ] : علي بن النعمان الأعلم النخعي أبوالحسن ، مولاهم كوفي « ضا » وأخوه داود أعلى منه ، وابنه الحسن وابنه أحمد رويا الحديث ، وكان علي ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة ، له كتاب ۵ . وروى الكشّي عن حمدويه ، عن أشياخه : أنّه خيّر فاضل ۶ . وقال العلاّمة : ثقة عين ۷ . ولم أجد توثيقه في كتب الرجال صريحا إلاّ في « صه » ، وكأنّه أخذ توثيقه من كلام النجاشي حيث قال : « وأخوه أعلى منه » ، وهذا لا يدلّ على توثيقه كما يستفاد من كلام النجاشي

1.رجال النجاشي ، ص ۱۵۶ ، الرقم ۴۱۰ .

2.الرجال لابن الغضائري ، ص ۵۸ ، الرقم ۱ .

3.كذا في الأصل ، وفي المنهج : عمري بقتل فيكم .

4.اختيار معرفة الرجال ، ص ۴۰۷ ، الرقم ۷۶۶ .

5.رجال النجاشي ، ص ۲۷۴ ، الرقم ۷۱۹ .

6.اختيار معرفة الرجال ، ص ۶۱۲ ، الرقم ۱۱۴۱ .

7.خلاصة الأقوال ، ص ۶۹ ، الرقم ۶ .


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
244

وفي العيون في باب نصّ أبيالحسن عليه السلام :
عن أحمد بن محّمد بن أبينصر البزنطي ، عن زكريّا بن آدم ، عن داود بن كثير قال : قلت لأبيعبداللّه عليه السلام : جعلت فداك وقدمني الموت قبلك ، فإن كان كون فإلى من ؟ قال : إلى ابني موسى فكان ذلك الكون ، فو اللّه ما شككت في [ شيء من أمر ]موسى عليه السلامطرفة عين قط ، ثمّ مكثت نحوا من ثلاثين سنة ، ثمّ أتيت أباالحسن موسى عليه السلامفقلت له : جعلت فداك إن كان كون فإلى من ؟ قال : إلى ابني عليه السلامقال : فكان ذلك الكون فواللّه ما شككت في علي عليه السلام طرفة عين ... ۱ .
فيه دلالة على أنّه من أصحابهم عليهم السلام « جع » .
قوله : ( والغلاة تروي [ عنه ] ) .
يظهر من مواضع أنّ الوُضّاع للحديث حيث أرادوا وضع حديث يروونه عن واحد من أجلّة أصحابنا ممّن هو بريء عن مثله ويختارون من الأئمة غالبا الصادق عليه السلام كما يأتي في سفيان الثوري « جع » .
قوله : ( والأقوى قبول روايته ) .
رجّح الشهيد الثاني في الرواية توثيقه « م د ح » .
وحديث عمر بن عبدالعزيز صريح في أنّ الرجل كان من أهل الأسرار ۲ ، وعن أبيعبداللّه عليه السلام : اعرفوا منازل الرجال منّا على قدر رواياتهم عنّا ۳ « جع » .
قوله : ( وقال المفيد في إرشاده ) .
ما ذكره المفيد لا يعارض تضعيف النجاشي لاحتمال صيرورته كاملاً في بعض الحالات ، فلا يمكن الحكم بصحّة ما رواه عن الكاظم والصادق عليهماالسلام كما لا يخفى ، ولا يبعد عدّ رواياته صحيحة بالجمع بين الأقوال بما نذكره ، ولا يبعد أيضا أن يكون نسبة الغلوّ إليه ناشئة من رواياته بعض المراتب العاليّة التي لا يبلغ ذهن كثير من الناس اتّصاف الحجج عليهم السلامبها ، فيزعمون راويها غاليا « م ح د » .
لا يخفى أنّ التوثيق والجرح في كلامهم يحمل على إطلاقهما ، وإلاّ فيرتفع الانتفاع عن ذكرهما ، وقول المفيد : « وثقاته » يعني : أنّه عليه السلام يصدّق بثقته وهو أعظم من أن يقال : هو ثقة ، فكيف يجوز الحكم بكونه كاملاً في زمانه عليه السلام غير زمان الصادق عليه السلام ؟

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۳۲ و۳۳ ، ح ۲ .

2.اختيار معرفة الرجال ، ص ۴۰۷ ، الرقم ۷۶۵ .

3.قرب الإسناد ، ص ۲۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۴۹ ، ح ۳۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۲ ، ص ۱۵۰ ، ح ۲۳ .

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسيني الاشكوري، سيد جعفر
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 48797
صفحه از 647
پرینت  ارسال به