551
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

أترجعون ؟ قالوا : نعم . قلت : أمّا قولكم : إنّه حكّم الرجال في دين اللّه فإنّ اللّه تعالى يقول : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ ـ إلى قوله : ـ يَحْكُمُ بِهِ ذَوا عَدْلٍ مِنكُمْ »۱ ، وقال في المرأة وزوجها : « وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا »۲ أنشدكم اللّه أفيحكّم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وصلاح ذات بينهم أحقّ أم في إرنب ثمنها ربع درهم ؟ قالوا : اللهمّ في حقن دمائهم وإصلاح ذات بينهم ، قال : أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهمّ نعم . قال : وأمّا قولكم : إنّه قاتل ولم يَسْبُ ولم يغنم ، أتسبون اُمّكم أم تستحلّون منها ما تستحلّون من غيرها ؟ فإن قلتم نعم فقد كفرتم ، وإن زعمتم أنّها ليست باُمّكم فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام ؛ إنّ اللّه عزّوجلّ يقول : « النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ » فأنتم تتردّدون بين ضلالتين فاختاروا أيتهما شئتم ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهمّ نعم . وأمّا قولكم : محا نفسه من أميرالمؤمنين فإنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهدعا قريشاً يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتاباً ، فقال : اكتب : « هذا ما قاضى عليه محمّد رسول اللّه »فقالوا : واللّه لو كنّا نعلم أنّك رسول اللّه ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب : محمّد بن عبداللّه ، فقال : « واللّه إنّي لرسول اللّه وإن كذّبتموني ، اكتب يا عليّ : محمّد بن عبداللّه » ، ورسول اللّه كان أفضل من عليّ ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : اللهمّ نعم ، فرجع منهم عشرون ألفاً وبقي أربعة آلاف فقتلوا ۳ .
[ 72 ] عبداللّه بن عمر بن الخطاب : قال أهل التاريخ : كان عبداللّه بن عمر أكبر ولد عمر ، شهد الخندق مع النبيّ صلى الله عليه و آلهوهو ابن خمس عشرة سنة ، مات بمكّة ودفن بها ، هاجر مع أبيه واُمّه إلى المدينة وهو ابن عشر سنين . قال أهل التاريخ : أصاب رجله زجّ رمح بمكّة فورمت رجلاه فتوفّي منها بمكّة سنة أربع ، وقيل : سنة ثلاث وسبعين ودفن بالمحصّب ، وقيل : بذي طوى ، وقيل : بشرف وهو ابن ستّ وثمانين سنة .
[ 73 ] عبداللّه بن عمرو بن العاص : يعدّ في أهل مكّة . قال أهل التاريخ : تحوّل من مكّة إلى طائف . روي أنّه كان يكتب ما يسمع من رسول اللّه صلى الله عليه و آله استأذنه في ذلك فأذن له . وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : أي عبداللّه بن عمرو ! « كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وعقودهم واختلفوا فكانوا هكذا ؟ » وشبّك رسول اللّه صلى الله عليه و آله بين أصابعه . قال : فما تأمرني يا رسول اللّه ؟ قال : « تأخذ ما تعرف ،

1.المائدة (۵) : ۹۵ .

2.النساء (۴) : ۳۵ .

3.مناقب ابن شهر آشوب ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ ؛ بحارالأنوار ، ج ۳۳ ، ص ۳۷۷ ؛ المصنّف للصنعاني ، ج ۱۰ ، ص ۱۵۸ ؛ المعجم الكبير ، ج ۱۰ ، ص ۲۵۷ و ...


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
550

بطعام وكان صائماً يبكي وقال : قتل حمزة فلم يوجد له ما يكفّن فيه إلاّ ثوباً واحداً ، وقتل مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفّن فيه إلاّ ثوباً واحداً ، لقد خشيت أن يكون عجّلت لنا طيّباتنا في حياتنا الدنيا ، وروى حديث [ ... ] وذكر أبو عبيدة بن الجرّاح منهم [ ... ]رواية سعيد بن زيد قال : [ ... ] مات عبدالرحمن بن عوف سنة اثنتين وثلاثين وهو ابن خمس وسبعين سنة وصلّى عليه عثمان ۱ .
[ 69 ] عامر بن عبداللّه بن الجَرّاح : ابن هلال بن أهيب بن اُميّة بن ضَبّة بن الحارث بن فهر بن مالك ، يلتقي مع رسول اللّه صلى الله عليه و آله في فهر بن مالك [ ...] أبو عبيدة بن الجرّاح ، قال ابن [ ... ]أبو أبي عبيدة يتصدّى لأبي عبيدة يوم بدر ، فجعل أبو عبيدة يحيد عنه ، فلمّا أكثر قصده أخذه أبو عبيدة فقتله ، فأنزل اللّه هذه الآية حين قتل أباه : « لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهَ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ »الآية۲ . قال الواقدي : مات أبو عبيدة بن الجرّاح في طاعون عَمْواس بالشام سنة ثمان عشرة ؛ وقال عثمان بن عطا عن أبيه : قبر أبو عبيدة ببيسان ؛ وقال سعيد بن عبدالعزّى : مات بالأُردُنّ وصلّى عليه معاذ بن جبل .
[ 70 ] عبداللّه بن مسعود الهُذَلِي : كنيته أبو عبدالرحمن . وعن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : « من سرّه أن يقرأ القرآن رطباً كما أنزل ، فليقرأ قراءة ابن اُمّ عبد » ۳ . روي عن عبداللّه : قال صلى الله عليه و آله : « لقد رأيتني سادس ستّة ما على الأرض مسلم غيرنا » ۴ .
أقول : هذا هو المراد بما في كلامهم « فلان من الستّة » . توفّي بالمدينة وصلّى عليه الزبير سنة اثنتين وثلاثين ودفن بالبقيع ، وكان أوصى أن يصلّي عليه الزبير للمؤاخاة التي كانت بينهما .
[ 71 ] عبداللّه بن عبّاس : قال أصحاب التاريخ : ولد عبداللّه بن عبّاس في الشعب وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين . وروي عنه أنّه قال : توفّي النّبيّ صلى الله عليه و آله وأنا ابن خمس عشرة سنة ، قال ابن عبّاس : قلت للحرورية : ما تنقمون على ابن عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهوختنه وأصحاب رسول اللّه معه ؟ قالوا : ننقم عليه ثلاثاً ، قلت : وما هنّ ؟ قالوا : أوّلهن أنّه حكّم الرجال في دين اللّه وقد قال اللّه تعالى : « إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ للّهِِ »۵ ، قلت : وماذا ؟ قالوا : قاتل ولم يَسْبُ ولم يغنم ، لئن كانوا كفّاراً لقد حلّت له أموالهم ، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم . قلت : وماذا ؟ قالوا : محا نفسه من أمرالمؤمنين ، فإن لم يكن أميرالمؤمنين فهو أمير الكافرين . قلت : أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب اللّه المحكم وحدّثتكم من سنّة نبيّه ما لا تنكرون

1.بعض الكلمات لا يقرأ في الأصل .

2.المجادلة : ۲۲ .

3.بحارالأنوار ، ج ۳۱ ، ص ۲۱۳ ؛ فضائل الصحابة ، ص ۴۶ ؛ المسند لأحمد بن حنبل ، ج ۱ ، ص ۷ ؛ سنن ابن ماجة ، ج ۱ ، ص ۴۹ ، وفي أكثرهم : يقرأ القرآن غضاً .

4.المستدرك للحاكم ، ج ۳ ، ص ۳۱۳ ؛ المصنّف لابن أبي شيبة ، ج ۷ ، ص ۵۲۱ ؛ الصحيح لابن حبّان ، ج ۱۵ ، ص ۵۳۷ ؛ المعجم الكبير ، ج ۹ ، ص ۶۵ .

5.الأنعام (۶) : ۵۷ .

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسيني الاشكوري، سيد جعفر
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 56838
صفحه از 647
پرینت  ارسال به