557
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

فلمّا قتلوه قال بعضهم لبعض : هذا الذي آلت فيه المكّيّة سلافة بن سعد بن شُهيد ، وكان عاصم قتل بها يوم اُحد ثلاثة بنين من بني عبد الدار ، وكلّهم كانوا أصحاب لواء قريش ، فجعل يرمي ويقول : خذها وأنا ابن الأقلح ، وقالت : لئن قدرت على رأسه لتشربن في قحفه الخمر ، فأرادوا أن يحتزّوا رأسه ليذهبوا به إليها ويبيعوه منها ، فبعث اللّه رِجْلاً من الدَبْر فحمته ، فلم يستطيعوا أن يحتزّوا رأسه ۱ .
قال الشيخ : النابل : صاحب النبل ، والعنابل : الغليظ ، والهابل : التي مات ولدها ، والآئل : الراجع ، وآلت : حلفت ، والرِجل : الجماعة ، والدبر : الزنابير .
أقول : قد أطلنا الكلام هنا لما يقع كثيراً في كلامهم أنّ الأنصار افتخروا بأنّ منّا من حمته الدبر .
[ 97 ] عُتْبَة بن غَزْوان : قال أهل التاريخ : هو من بني مازن منصور حليف بني نوفل بن عبد مناف ، وهو ابن اُخت قريش ، قدم على النّبيّ صلى الله عليه و آله من الحبشة وهو بمكّة ، فأقام معه حتّى هاجر إلى المدينة ، فشهد معه بدراً .
[ 98 ] عُتْبة بن عبدالسُلَمي : نزل الشام .
[ 99 ] العبّاس بن عبدالمطّلب : عمّ النّبيّ صلى الله عليه و آله . وعن ابن عبّاس أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهقال لأصحابه : « إنّي قد عرفت أنّ رجالاً من بني هاشم قد اُخرجوا كرهاً فمن لقي منكم أحداً منهم فلا يقتله ، ومن لقي أبا البختري بن هشام بن الحرث بن أسد فلا يقتله ، ومن لقي العبّاس بن عبد المطّلب عمّ رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفلا يقتله فإنّه إنّما أخرج مستكرهاً ، فقال أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة : أنقتل آباءنا وأبناءنا وإخوتنا وعشيرتنا ونترك العبّاس ؟ واللّه لئن لقيناه لاُلحمنّه السيف ، فبلغت رسول اللّه فجعل يقول لعمر بن الخطّاب : « يا أبا حفص ما تسمع إلى قول أبي حذيفة ؟ أيضرب ۲ وجه عمّ رسول اللّه بالسيف ؟ » فقال عمر : يا نبيّ اللّه دعني فأضرب عنقه بالسيف فواللّه لقد نافق . قال عمر : واللّه إنّه لأوّل يوم كنّاني فيه رسول اللّه بأبي حفص . قال : فكان أبو حذيفة يقول : ما أنا بآمن من تلك الكلمة التي قلت يومئذٍ وأنا لا أزال منها خائفاً إلاّ أن يكفّرها عنّي الشهادة ، فقتل يوم اليمامة شهيداً . قال أهل التاريخ : وإنّما نهى رسول اللّه صلى الله عليه و آلهعن قتل أبي البختري لأنّه كان يكفّ القوم عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله وهو بمكّة كان لا يؤذيه ولا يبلغه عنه شيء يكرهه ، وكان ممّن قام في نقض الصحيفة ۳ . قال أهل التاريخ : مات العبّاس بن

1.البداية والنهاية ، ج ۴ ، ص ۷۳ و۷۴ ؛ الفائق في غريب الحديث ، ج ۲ ، ص ۳۹۴ .

2.في الأصل : أقول أضرب .

3.تاريخ الطبري ، ج ۲ ، ص ۱۵۱ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ۱۴ ، ص ۱۸۲ ؛ تفسير ابن كثير ، ج ۲ ، ص ۳۴۰ ؛ الطبقات الكبرى ، ج ۴ ، ص ۱۰ .


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
556

أصحابه كفّار قريش فغمّوه ، يعني وضعوا على فمه ثوباً ليموت ، فأفلت منهم مجرّداً ليس عليه قشره ـ أي ثوبه ـ ، وأخذوا كلّ شيء له ، فاسترجع النجاشي من أصحابه جميع ما أخذوه وردّه عليه ۱ .
[ 92 ] عمرو بن الجَمُوح الأنصاري : من بني سلِمة ۲ ، استشهد باُحد ودفن هو وعبداللّه بن عمرو بن حرام في قبر واحد . قال أهل التاريخ : جعل هو وابن اُخته عبداللّه بن عمرو بن حرام في قبر واحد .
[ 93 ] عمرو بن ثابت بن وَقَش : بفتح الواو والقاف ثمّ شين معجمة ، يقال له : اُصَيْرِمُ بني عبدالأشهل ، استشهد باُحد . وقال رسول اللّه : « إنّه من أهل الجنّة » ۳ وكان إسلامه مقروناً بشهادته ، وكان أبو هريرة يقول : حدّثوني عن رجل دخل الجنّة لم يصلّ صلاة قط ، فإذا لم يعرفه الناس فسألوه من هو ؟ يقول : اُصيرم بني عبدالأشهل عمرو بن ثابت بن وقش ۴ .
[ 94 ] عمّار بن ياسر : من السابقين الأوّلين والمعذّبين في اللّه . قال أهل التاريخ : لم يشهد بدراً ابن مؤمنَيْن غيره ، أسلم هو وأبوه ياسر واُمّه سميّة ، وكانت سميّة أوّل شهيدة في الإسلام . قال أهل التاريخ : بعثه عمر بن الخطّاب أميراً إلى الكوفة ، قتل بصفّين وهو ابن نيّف وتسعين سنة .
[ 95 ] عُقْبَة بن عمرو : أبي مسعود الأنصاري ، نزل الكوفة . قال أهل التاريخ : يقال له البدري ولم يشهد بدراً ، وقال محمّد بن سيرين : كان أبو مسعود عقبة بن عمرو يشبه تجاليده بتجاليد عمر ۵ ، تجاليده : جسمه وشخصه . قال أهل التاريخ : شهد العقبة الثانية وكان أصغر من شهدها .
[ 96 ] عاصم بن ثابت بن أبي الأَقْلَح : بالقاف المنقّطة بنقطتين ، الأنصاري ، روي عن بريدة بن سفيان الأسلمي أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله بعث عاصم بن ثابت وزيد بن الدثنة ومَخْلَد بن بكير وخُبَيب بن عديّ ومرثد بن أبي مرثد إلى بني الحيّان بالرجيع ، فقاتلوهم حتّى استصرخوا عليهم هذيلاً فلم يطيقوا قتالهم ، فأخذوا لأنفسهم أماناً إلاّ عاصماً فإنّه أبى وقال : لا أقبل عهداً من مشرك ، ودعا عند ذلك فقال : اللهمّ إنّي أحمي لك اليوم دينك فَاحْمِ لي لحمي ، فجعل يقاتل وهو يقول :

ما علتي وأنا جَلْد نابلوالقوس فيها وتر عُنابل
إن لم اُقاتلكم فاُمّي هابلالموت حقّ والحياة باطل
وكلّ ماحم الإله نازلبالمرء والمرء إليه آئل

1.تاريخ مدينة دمشق ، ج ۴۶ ، ص ۱۱۵ .

2.بكسر اللام ، واُمّ سلمة بفتح اللام « منه » .

3.اُسد الغابة ، ج ۴ ، ص ۹۱ .

4.عيون الأثر ، ج ۱ ، ص ۴۲۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۵ ، ص ۴۲۸ ؛ مجمع الزوائد ، ج ۹ ، ص ۳۶۲ .

5.النهاية في غريب الحديث ، ج ۱ ، ص ۲۷۵ .

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسيني الاشكوري، سيد جعفر
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 48841
صفحه از 647
پرینت  ارسال به