9
إكليل المنهج في تحقيق المطلب

3 . الذي يظهر من كتب التراجم و كتاب المؤلّف « نوادر الأخبار » أنّ من مشايخه الروائية المحدّث الخبير الحرّ العاملي قدّس سرّه ، فكتب له إجازة روائية ، و المظنون قويّا أنّ تاريخ هذه الإجازة قبل سنة 1103 ، أي قبل هجرته إلى أصبهان . و لا يظنّ أن الحرّ أعطاه إجازة في أسفاره إلى أصبهان حيث إنّ الذي صرّحوا به في ترجمة الحرّ انّه سافر إلى اصبهان مرّتين : مرّة في سنة 1085 ، فأخذ إجازة من العلاّمة المجلسي ، و كتب بعد رجعته إلى مشهد الرضوي إجازة للعلاّمة المجلسي ؛ و مرّة في سنة 1091 فكتب العلاّمة المحقّق آقا حسين الخوانساري له إجازة .
و قد رحل الحرّ العاملي إلى جوار ربّه في سنة 1104 ، فلم يبق بعد مهاجرة المترجم له إلى أصبهان إلاّ سنة واحدة ؛ فتفطّن .
4 . حينما رحل الكرباسي إلى أصبهان كان أيّام حكومة الشاه سليمان الصفوي ، و بعد موته في سنة 1105 انتقل الأمر إلى السلطان حسين . و في تلك الأيّام نرى كثيرا من علماء الدين و أعيان المشاهير قاطنين في أصبهان ، ولا يبعد تلمّذ المترجم له عند بعضهم و الاستفادة من مجلسهم ، منهم : آقا جمال و آقا رضي الخوانساريان ، الشيخ جعفر القاضي ، مير اسماعيل و محمّد صالح الخاتون آباديان ، سراب التنكابني ، أولاد المحقق السبزواري ، و الفاضل الهندي و غيرهم .
هذا ، و بعد مضيّ الفترة الصعبة في خربة المسجد ، أعطي إلى المترجم له حجرة في مدرسة المولى عبد اللّه ، فانتقل إليها في يوم الجمعة 17 جمادى الأُولى من سنة 1110 ، و أقام بها إلى سنة 1122 .
و نرى في تلك الفترة أنّ الميرزا جعفر بن محمّد باقر السبزواري ـ ولد صاحب الذخيرة ـ كان يدرّس في مدرسة المولى عبد اللّه ، فلا يبعد أن يكون المترجم له تتلمّذ لديه أيضا .
و قد صرّح المترجم له أنّه لمّا خرج من تلك المدرسة في ربيع الأوّل من سنة 1122 كان في نهاية القوام و شدّة الإقتدار و قوّة الرياسة ، مرجعا للخواصّ و العوامّ ، فأراد أن يرتزق من عمل نفسه ، فاشتغل في سوق « نيم آورد » ببيع الكرباس ، مشتغلاً بالتأليف حين التجارة .
و استمرّ عمله هذا إلى سنة 1125 ، فانقطع من العلائق الدنيوية و عطل العمل و المحل و اعتزل في يوم الثلاثاء 7 ربيع الثاني من تلك السنة .
و الذي يظهر من حالاته أنّه كان يسكن أصبهان في بعض أيّام فتنة الأفغان ( 1130 ـ 1142 ) ، ففرّ في سنة 1134 منها إلى قرية « كوپا » ( كوهپايه ) في نواحي أصبهان و اختفى فى بعض جبالها ، فألّف كتابه هذا ـ إكليل المنهج ـ في القرية المذكورة مع قلّة الإمكانية و الكتب المحتاجة إليها .
و كان يتردّد بين كوهپايه و أصبهان ـ على الظاهر ـ ، و كان يسكن بعض أقارب زوجته بكوهپايه


إكليل المنهج في تحقيق المطلب
8

نهاية « إكليل المنهج » بهذا البيت :

به سال الف و ثمانين به طالع مسعودرسيد مژده مولود عاقبت محمود۱
و لم يصرّح بمكان ولادته ، و الذي في نسخة من كتابه « مسائل أيادي سبأ » نسبة ذلك إلى « خبوشان » ۲ و هي مدينة صغيرة قرب نيشابور وهي المشهورة ب «قوچان» الآن .
و قد صرّح بخطّه في ولادة ابنه عبد الكريم عند بداية « إكليل المنهج » أنّ جدّه عبد اللّه كان يسكن في قرية من توابع سبزوار فيها سجّادات مشهورة .
و كتب غلامرضا عبداللّهي في مقاله ۳ ولادته بحوض كرباس في هرات ، و الظاهر أنّه اعتمد عليه في « دانشنامه مشاهير يزد » ۴ فصرّح بولادته في هرات .
و الظاهر أنّه قول لا يعتمد عليها و لا يقرّها المصادر التاريخية .
و على أيّ حال ، فالمترجم له بعد ما مضى سنين من أيّام طفوليّته سافر إلى المشهد الرضوي عليه آلاف التحية و الثناء لأخذ العلوم و تحصيل الفنون ، فاستفاد من المحدّث الخبير « الحرّ العاملي » صاحب وسائل الشيعة .
و قد ذكر بعضا من ترجمته في رسالته « تباشير » إلاّ انّه لم يشر إلى أوان أيّامه و كيفيّة اقامته و زمان هجرته إلى طوس ، و المذكور فيها هجرته من طوس إلى بلدة اصفهان بتاريخ 27 شعبان من سنة 1103 ، و سكن في مدرسة خربة هناك ، ثم انتقل لبرودة الهواء إلى مسجد و سكن فيها سبع سنوات إلى سنة 1110 التي توفّي فيها العلاّمة المجلسي قدّس سرّه ، و يذكر هو أنّ المسجد كان خربا أيضا .
و الجدير بالذكر أنّ هنا مطالب :
1 . انّه رحل إلى أصبهان في الثالثة و العشرين من عمره لتكميل دراساته العالية ، و ممّا يستفاد من مؤلّفاته التي كتبها في أوائل ورده بأصبهان انّه درس المقدّمات العلمية في المشهد الرضوي ، و لم يصرّح بأساتيده في المشهد المقدس .
2 . استفاد المترجم له من مجلس العلاّمة المحدّث المجلسي سبع سنوات ، و الذي يظهر من اجازة المجلسي له أنّه أخذ كثيرا من العلوم الدينية و الكتب الروائية منه طاب ثراه ، و ألّف طيلة ذاك الأوان بعض تأليفاته في المسجد المذكور ، و على بعض مؤلّفاته إجازة المجلسي لسنة 1107 .

1.بحذف حرف « ژ » .

2.فهرس مكتبة المرعشي الفارسية ، ج ۲ ، ص ۱۹۶ ، برقم ۴/۶۰۲ .

3.تحت عنوان « آشنائى با مشاهير علم و ادب استان يزد » المطبوع في جريدة « جمهورى اسلامى ۱۷ آذر ۱۳۷۱ من الهجرة الشمسية .

4.دانشنامه مشاهير يزد ، ج ۲ ، ص ۱۲۰۲ .

  • نام منبع :
    إكليل المنهج في تحقيق المطلب
    سایر پدیدآورندگان :
    الحسيني الاشكوري، سيد جعفر
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1383
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 48783
صفحه از 647
پرینت  ارسال به