39
الكافي ج3

الكافي ج3
38

فَقَالَ: «يَا أَبَا الْحَسَنِ، لَيْسَ حَيْثُ تَذْهَبُ ۱ ، إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ فِي صُلْبِ الْكَافِرِ بِمَنْزِلَةِ الْحَصَاةِ فِي اللَّبِنَةِ، يَجِيءُ الْمَطَرُ، فَيَغْسِلُ اللَّبِنَةَ، وَلَا ۲ يَضُرُّ الْحَصَاةَ شَيْئاً» ۳ . ۴

8 ـ بَابُ إِذَا أَرَادَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الْمُؤْمِنَ ۵۶

۱۴۷۳.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُسْلِمٍ الْحُلْوَانِيِّ، عَنْ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الصَّيْقَلِ۷الرَّازِيِّ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ لَشَجَرَةً ۸ تُسَمَّى الْمُزْنَ ۹ ، فَإِذَا أَرَادَ اللّهُ أَنْ

1.. «في «ه» : «ذهبت» .

2.. في البحار : «فلا» .

3.. في مرآة العقول : «قوله : شيئا ، أي من الضرر . وفي بعض النسخ : شيءٌ ، أي من الآفات واللعنات والشرور» .

4.. الوافي ، ج ۴ ، ص ۷۰ ، ح ۱۶۷۵ ؛ البحار ، ج ۴۸ ، ص ۱۵۸ ، ح ۳۰ .

5.. في هامش المطبوع عن بعض النسخ : «باب كيفيّة خلق المؤمن» .

6.الطبعة القديمة للکافي : ۲/۱۴

7.. في الوافي : «الصيقلي» .

8.. في البحار ، ج ۶۰ : «لثمرة» .

9.. في الوافي : «قد مضى ما يصلح لأن يكون شرحا وبيانا ما لهذا الحديث ، والجنّة تشمل جنان الجبروت والملكوت . والمزن : السحاب ، وهو أيضا يعمّ سحاب ماء الرحمة والجود والكرم ، وسحاب ماء المطر والخصب والديم . وكما أنّ لكلّ قطرة من ماء المطر صورة وسحابا انفصلت منه في عالم الملك ، كذلك له صورة وسحاب انفصلت منه في عالمي الملكوت والجبروت . وكما أنّ البقلة والثمرة تتربّى بصورتها الملكيّة ، كذلك تتربّى بصورتها الملكوتيّة والجبروتيّة المخلوقتين من ذكر اللّه تعالى اللتين من شجرة المزن الجناني . وكما أنّهما تتربّيان بها قبل الأكل ، كذلك تتربّيان بها بعد الأكل في بدن الآكل ؛ فإنّها ما لم تستحلّ إلى صورة العضو فهي بعد في التربية . فالإنسان إذا أكل بقلة أو ثمرة وذكر اللّه عزّوجلّ عندها ، وشكر اللّه تعالى عليها وصرف قوّتها في طاعة اللّه سبحانه والأفكار الإيمانيّة والخيالات الروحانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء المزن الجناني ، فإذا فضلت من مادّتها فضلة منويّة فهي من شجرة المزن التي أصلها في الجنّة ، وإذا أكلها على غفلة من اللّه سبحانه ، ولم يشكر اللّه عليها ، وصرف قوّتها في معصية اللّه تعالى والأفكار المموّهة الدنيويّة والخيالات الشهوانيّة ، فقد تربّت تلك البقلة أو الثمرة في جسده بماء آخر غير صالح لخلق المؤمن إلّا أن يكون قد تحقّق تربيتها بماء المزن الجنانيّ قبل الأكل . وأمّا مأكولة الكافر التي يخلق منها المؤمن فإنّما يتحقّق تربيتها بذلك الماء قبل أكله لها غالبا ، ولذكر اللّه عند زرعها أو غرسها مدخل في تلك التربية ، وكذلك لحلّ ثمنها وتقوّي زارعها أو غارسها ، إلى غير ذلك من الأسباب» . والمحقّق الشعراني بيّن في هامش شرح المازندراني ، ج ۸ ، ص ۴۱ أنّ في عبارة الوافي تحقيقات شريفة تليق بأن يتعمّق فيها ، ثمّ قال كلاما هو كالشرح لها وهو قوله : «والذي يستفاد من هذا الحديث وأمثاله أنّ الجنّة كما هي معاد وعلّة غائيّة لأعمال الصالحين ، كذلك لها مبدئيّة ودخل في علّيّتها الفاعليّة بنحو من الأنحاء ؛ إذ لماء هذا المزن تأثير في تربية الصالحين ، وهذا لايوجب الجبر ، كما مرّ ، وبهذا يعرف معنى وجود الأرواح قبل الأجساد ؛ لأنّ الروح قد يطلق على النفوس المنطبعة الحادثة بعد حصول المزاج الخاصّ واستعداد البدن بأن تصير النطفة علقة والعلقة مضغة إلى أن تصير قابلة لأن ينشئها اللّه خلقا آخر ، فيحدث هذه النفس بعد حصول الاستعداد ولم تكن قبل ذلك ، ثمّ تتقلّب النفس في مراتبها حتّى إذا تجرّدت بالفعل وصارت عقلاً ، وهو العقل الحادث بعد النفس وبعد تركيب المزاج ، وليس هو بقيد الحدوث قبل البدن ، والموجود قبله هو علّته المفيضة ، ولمّا لم تكن العلّة شيئا مباينا في عرض المعلول نظير المعدّات ، كالأب بالنسبة إلى الابن ، بل هي أصل المعلول ومقوّمه والقائم عليه ، فإذا كانت العلّة موجودة ، كان المعلول موجودا حقيقة وعرفا . ألا ترى أنّه يسمّى صاحب ملكة العلم القادر على تفصيل المسائل عالما بها ؛ لاندارجها في الملكة ، ولقدرة العالم على استخراجها كلّما أراد ، كذلك المزن الذي يتقاطر منه الملكات على نفوس الصالحين وتربّيها ، يندرج فيه جميع تلك النفوس بتفاصيلها اندراجا إجماليّا ، وإنّما تفصّل منه بوجودها الدنيوي ليحصل لها بالفعل ما كان كامنا بالقوّة ، ولو كانت النفوس على كما لها منفصلة عن علّتها موجودة بالفعل لم يكن حاجة إلى إرسالها إلى الدنيا وإنّما الدنيا مزرعة الآخرة . وبالجملة كلّ ما في هذا العالم عكس من موجود مثالي أو عقليّ قبله ينطبع على الموادّ مطابقا لمثاله أو ظلّه وشبحه ، وما شئت فسمّه ، وأحسن التعبيرات عنه ما في القرآن ، حيث قال : «فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا»[التحريم (۶۶) : ۱۲ ] و«أَنشَأْنَـهُ خَلْقًا ءَاخَرَ» [المؤمنون (۲۳) : ۱۴ ]ولايكون النفخ إلّا من نفس موجود قبله وإن كان حصوله في الجسم واتّصاف الجسم بالحياة بسببه حادثا» .

  • نام منبع :
    الكافي ج3
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    باهتمام : الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    15
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1387 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
عدد المشاهدين : 185714
الصفحه من 791
طباعه  ارسل الي