فَإِنْ قَالَ : فَإِنْ وَهَبَ رَجُلٌ لِلْمَمْلُوكِ مَالًا ، هَلْ يُعْتَقُ بِذلِكَ الْمَالِ كَمَا أُعْتِقَ ^۱ بِالْأَوَّلِ؟
قِيلَ لَهُ : إِنَّ هذَا لَا يُشْبِهُ ذَاكَ ^۲ ، لِأَنَّ ^۳ الْمَيِّتَ لَمَّا أَنْ ^۴ مَاتَ لَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ الْمَالِ رَبٌّ غَيْرُ الْمَمْلُوكِ ، وَلَمْ يَسْتَحِقَّهُ أَحَدٌ غَيْرُ الْمَمْلُوكِ ، فَيَبْقى مَالٌ لَا رَبَّ لَهُ ، وَالْهِبَةُ لَهَا رَبٌّ قَائِمٌ بِعَيْنِهِ ، إِنْ أَزَلْنَا ^۵ عَنِ الْمَمْلُوكِ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ الْقَائِمِ ، وَقَدْ ^۶ رَضِيَ رَبُّهُ بِمَا صَنَعَ الْمَمْلُوكُ ، فَهذَا لَا يُشْبِهُ ذَاكَ ^۷ ؛ وَالْحَمْدُ لِلّهِ .

44 ـ بَابُ أَنَّهُ لَا يَتَوَارَثُ الْحُرُّ وَالْعَبْدُ

۱۳۵۵۵.الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُعَلَّى بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ :عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام ، قَالَ : «لَا يَتَوَارَثُ الْحُرُّ وَالْمَمْلُوكُ ^۸ » . ^۹

فَإِنْ قَالَ : فَمَا ^۱ قَوْلُكَ فِيمَنْ أَوْصى لِرَجُلٍ بِجُزْءٍ مِنْ مَالِهِ وَمَاتَ ^۲ وَلَمْ يُبَيِّنْ ، هَلْ تَجْعَلُ ^۳ لَهُ جُزْءاً مِنْ ثَلَاثِينَ جُزْءاً مِنْ مَالِهِ كَمَا فَعَلْتَهُ لِلْمُعْتِقِ ؟
قِيلَ لَهُ ^۴ : لَا ، وَلكِنَّهُ ^۵ نَجْعَلُ ^۶ لَهُ ^۷ جُزْءاً مِنْ عَشَرَةٍ مِنْ مَالِهِ ؛ لِأَنَّ هذَا لَيْسَ هُوَ مِنْ طَرِيقِ الْمَوَاقِيتِ ، وَإِنَّمَا هذَا ^۸ مِنْ طَرِيقِ الْعَدَدِ ، فَلَمَّا أَنْ ^۹ كَانَ أَصْلُ الْعَدَدِ كُلِّهِ الَّذِي لَا تَكْرَارَ فِيهِ وَلَا نُقْصَانَ فِيهِ عَشَرَةً ، فَأَخَذْنَا الْأَجْزَاءَ مِنْ ذلِكَ ؛ لِأَنَّ مَا زَادَ ^۱۰ عَلَى الْعَشَرَةِ ^۱۱ فَهُوَ تَكْرَارٌ ؛ لِأَنَّكَ تَقُولُ : إِحْدى عَشَرَ ^۱۲ ، وَاثْنَتَا عَشَرَ ^۱۳ ، وَثَلَاثَةَ عَشَرَ ^۱۴ ، وَهذَا تَكْرَارُ الْحِسَابِ الْأَوَّلِ ، وَمَا نَقَصَ مِنْ ^۱۵ عَشَرَةٍ فَهُوَ نُقْصَانٌ عَنْ ^۱۶ حَدِّ كَمَالِ أَصْلِ الْحِسَابِ وَعَنْ تَمَامِ الْعَدَدِ ، فَجَعَلْنَا لِهذَا الْمُوصى لَهُ ^۱۷ جُزْءاً مِنْ عَشَرَةٍ إِذَا ^۱۸ كَانَ ذلِكَ مِنْ طَرِيقِ الْعَدَدِ ، وَهكَذَا رُوِّينَا عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ عليه السلام أَنَّ لَهُ جُزْءاً مِنْ عَشَرَةٍ ، وَجَعَلْنَا لِلْمُعْتِقِ جُزْءاً مِنْ ثَلَاثِينَ ؛ لِأَنَّهُ مِنْ طَرِيقِ الْمَوَاقِيتِ ، وَهكَذَا جَعَلَ اللّهُ الْمَوَاقِيتَ لِلنَّاسِ ^۱۹ الشُّهُورَ ، كَمَا ذَكَرْنَا .