لِهذَا الْاخَرِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ ۱ أَنْ يَدْفَعَ فِي صَدْرِ الَّذِي لَمْ يَلْحَقْ بِهِ ، وَلكِنْ يَسْتَلْحِقُ إِلَيْهِ وَيَسْتَغْفِرُ اللّهَ . ۲
۱۵۰۹۹.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْكَابُلِيِّ :عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : «ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَما لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا»۳ قَالَ ۴ : «أَمَّا الَّذِي فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ ۵ ، فَلِأَنَّ الْأَوَّلَ ۶ يَجْمَعُ الْمُتَفَرِّقُونَ وَلَايَتَهُ ۷ ، وَهُمْ فِي ذلِكَ يَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضا ، وَيَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ ، فَأَمَّا ۸
1.في شرح المازندراني : «الظاهر أنّ «لم يبلغ» مبنيّ للمفعول ، أي الذي لم يبلغه الأوّل المسبوق أن يدفع في صدر الذي لم يلحق به بأن يذمّه ويلومه ويعيّره ويحقّره ولا يعينه ، ولكن يستلحق إليه ويستغفر اللّه له ولنفسه ، والغرض أنّه ينبغي لكلّ واحد أن يعرف حقّ آخر ، فالمفضول يقرّ بفضل الأفضل ، والأفضل يعين المفضول ويسعى في ترقّيه حتّى يستقرّ بالُهم وينتظم حالهم وينزلوا منزلة الأبرار ومرتبة الأخيار» .
وفي المرآة : «ولا ينبغي لهذا الآخر الذي لم يبلغ ، على البناء للمجهول ، أي لم يبلغ إلى أخيه بعد التيه ؛ أو على البناء للمعلوم ، أي هذا السابق الذي لم يبلغ إلى أعلى درجات الكمال ، ولكن قد سبق الآخر ، ففيه إشعار بأنّه أيضا ناقص بالنسبة إلى من سبقه ، فينبغي أن لا يزاحم الناقص عن الوصول إليه ؛ ليوفّق للوصول إلى من هو فوقه...» .
وفي الوافي : «اُريد بالآخر ـ الذي لم يبلغ ـ السابق ؛ فإنّه و إن سبق إلّا أنّه لم يبلغ غايته بعد ، أشار بذلك إلى أنّ الاختلاف و التباغض يمنعان من الترقي في الكمال الموجب للوصول» .
2.الوافي ، ج ۵ ، ص ۷۲۱ ، ح ۲۹۳۴ .
3.الزمر (۳۹) : ۲۹ .
4.في «بن» : «فقال» .
5.المتشاكسون : العَسِرون المختلفون الذين لا يتّفقون . وتشاكسوا : تخالفوا . راجع : لسان العرب ، ج ۶ ، ص ۱۱۲ ؛ القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۷۵۷ (شكس) .
6.قرأ العلّامة الفيض : فُلانٌ الأوّل ؛ حيث قال في الوافي : «أراد بفلان الأوّل ـ في أوّل ما قال ـ أبابكر ؛ فإنّه كان أوّل الخلفاء باطلاً ، وفي ما قاله ثانيا أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ فانّه كان أوّل الخلفاء حقّا ...» . ولتوضيح الحديث الشريف راجع أيضا : مرآة العقول ، ج ۲۶ ، ص ۱۵۳ ـ ۱۵۵ .
7.قال ابن العلّامة الفيض في هامش الوافي : «في طائفة من نسخ الكافي الموثوق بها : يجمع المتفرّقين ولايته ، ولعلّه أجود» .
8.في «بح» والوافي : «وأمّا» .