قُمْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، فَاعْتَمَدْتُ عَلى يَدِي فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ ۱ : «مَا لَكَ؟» فَقُلْتُ : كُنْتُ أَرْجُو أَنْ أُدْرِكَ هذَا الْأَمْرَ وَبِيَ ۲ قُوَّةٌ .
فَقَالَ : «أَ مَا تَرْضَوْنَ أَنَّ عَدُوَّكُمْ يَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضا وَأَنْتُمْ آمِنُونَ فِي بُيُوتِكُمْ؟ إِنَّهُ لَوْ قَدْ كَانَ ذلِكَ ، أُعْطِيَ الرَّجُلُ مِنْكُمْ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلًا ، وَجُعِلَتْ قُلُوبُكُمْ كَزُبَرِ ۳ الْحَدِيدِ ، لَوْ قُذِفَ بِهَا الْجِبَالَ لَقَلَعَتْهَا ۴ ، وَكُنْتُمْ قِوَامَ الْأَرْضِ وَخُزَّانَهَا ۵ » . ۶
۱۵۲۶۵.عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ الْحَرِيرِيِّ۷، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ الْأَنْصَارِيِّ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ وَهُوَ يَقُولُ ، وَشَبَّكَ أَصَابِعَهُ بَعْضَهَا فِي بَعْضٍ ۸ ، ثُمَّ قَالَ : «تَفَرَّجِي تَضَيَّقِي ، وَتَضَيَّقِي ۹ تَفَرَّجِي» ۱۰ .
1.في «بف» : + «لي» .
2.في «جت» : «وفي» .
3.الزُبَر : جمع الزُبْرَة ، وهي القطعة من الحديد . المصباح المنير ، ص ۲۵۰ (زبر) .
4.في «م» : «لقطعها» .
5.في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» والمرآة : «وجيرانها» .
وفي المرآة : «قوله عليه السلام : وكنتم قوام الأرض ، أي القائمين باُمور الخلق والحكّام عليهم في الأرض . قوله عليه السلام : وجيرانها، أي تجيرون الناس من الظلم وتنصرونهم... وفي بعض النسخ : خزّانها ، أي يجعل الإمام ضبط أموال المسلمين إليكم ليقسمها بينهم» .
6.الوافي ، ج ۲ ، ص ۴۵۶ ، ح ۹۷۲ .
7.هكذا في «بف ، بن» وحاشية «د ، م» . وفي «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، جت ، جد» والمطبوع : «سفيان الجريري» . والصواب ما أثبتناه ، كما تقدّم ، ذيل ح ۸۰۷۹ .
8.في المرآة : «قوله : وشبّك بين أصابعه ، بأن أدخل إحدى اليدين في الاُخرى وكان يدخلها إلى اُصول الأصابع ، ثمّ يخرجها إلى رؤوسها تشبيها لتضيّق الدنيا وتفرّجها بهاتين الحالتين» .
9.في الوافي : «تضيّقي» بدون الواو .
10.في الوافي : «يعني من كان في الدنيا يختلف عليه الأحوال ، فربما يكون في فرج وربما يكون في ضيق ، قال اللّه سبحانه : «فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا» [الشرح (۹۴) : ۵ و ۶ ]فالحزم أن لا يستعجل الفرج من كان في الضيق ، بل يصبر حتّى يأتي اللّه له بالفرج ؛ لأنّه في الضيق يتوقّع الفرج ، وفي الفرج يخاف الضيق» .
وفي المرآة : «قوله : تضيّقي تفرّجي ، يمكن قراءتهما على المصدر ، أي تضيّق الأمر عليّ في الدنيا يستلزم تفرّجه ، والشدّة تستعقب الراحة ، كما قال تعالى : «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرا» وكذا العكس ، أو المراد أنّ الشدّة لي راحة ؛ لما أعلم من رضا ربّي فيها، ولا اُحبّ الراحة في الدنيا ؛ لما يستلزمها غالبا من الغفلة ، أو البعد عن اللّه تعالى . والأظهر قراءتهما على صيغة الأمر ويكون المخاطب بهما الدنيا فيكون إخبارا في صورة الإنشاء ، والغرض بيان اختلاف أحوال الدنيا وإن كان في بلائها وضرّائها يرجى نعيمها ورخاؤها ، وفي عيشها ونعيمها يحذر بلاؤها وشدّتها ، والمقصود تسلية الشيعة وترجيتهم للفرج ؛ لئلّا ييأسوا من رحمة ربّهم ولا يفتتنوا بطول دولة الباطل فيرجعوا عن دينهم» .