115
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

مَآ أَنتَ قَاضٍ» 1 أي افعل ما أنت فاعل . والتاسع الإتمام، وهو قوله عزّ وجلّ حكاية عن موسى عليه السلام «أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلاَ عُدْوَ نَ عَلَىَّ» 2 ، أي أتممتَ . العاشر الفراغ من الشيء، وهو قوله «قُضِىَ الْأَمْرُ الَّذِى فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ» 3 يعني فرغ لكُما منه وقول القائل : قضيتُ لك حاجتك ، أي فرغتُ لك منها ، ويجوز أن يقال : إنّ الأشياء كلّها بقضاء من اللّه وقَدَره تبارك وتعالى ، بمعنى أنّ اللّه عزّ وجلّ قد عَلِمَها وعَلِمَ مقاديرَها ، وله عزّ وجلّ في جميعها حُكمٌ من خيرٍ [ أ ]و شرٍّ ، فما كان من خير فقد قضاه بمعنى أنّه أَمَرَ به وحَتَمه وجَعَلَه حقّا وعَلِمَ مَبلغَه ومقدارَه ، وما كان من شرّ فلم يأمر به ولم يرضه ؛ ولكنّه قضاه وقدّره بمعنى أنّه عَلِمَه بمقداره ومبلغه وحكم فيه بحُكْمه» 4 . انتهى كلامه رحمه اللهمختصرا .

باب السعادة والشقاوة

۰.قوله :محمّد بن إسماعيل إلخ [ ص152 ح1 ]

هذا الحديث في كتاب التوحيد صحيح واضح السند ، فإنّه رواه رحمه الله عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد عن صفوان ۵ إلى آخر السند ، وفيه مكان «فمن خلقه اللّه سعيدا لم يبغضه أبدا» : «فمن علمه [ اللّه ]سعيدا لم يبغضه أبدا ، وإن عَلِمَه شقيا لم يحبّه أبدا» . فينبغي حمل الخلق في الكتاب على ذلك، وهو مستقيم لما تقرّر أنّ علمه تعالى تابع ؛ واللّه أعلم .

۰.قوله عليه السلام :حكم اللّه عزّ وجلّ أن لا يقوم إلخ [ ص153 ح2 ]

1.طه (۲۰) : ۷۲ .

2.القصص (۲۸) : ۲۸ .

3.يوسف (۱۲) : ۴۱ .

4.التوحيد ، ص۳۸۴ ـ ۳۸۶ ، باب ۶۰ ، ذيل ح۳۲ .

5.التوحيد ، ص۳۵۷ ، باب ۵۸ ، ح۵ .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
114

ولا شك في اتّحاد القول الثاني في تفسير البداء بالأوّل ولم يقل به عاقل ، فانحصر في الثالث ولم ينكره عاقل ؛ واللّه وليّ التوفيق .

باب في أنّه لا يكون شيء في السماء والأرض إلاّ بسبعة

۰.قوله عليه السلام :وقضاء [ ص149 ح1 ]

قال [ الصدوق ] في كتاب التوحيد في أثناء إيراد الأحاديث في باب القضاء والقدر : «قال مصنّف هذا الكتاب : إنّ اللّه قد قضى جميع أعمال العباد وقدّرها وجميع ما يكون في العالم من خير وشرّ ، والقضاء قد يكون بمعنى الإعلام . وساق للكلام إلى أن قال : وسمعت بعض أهل العلم يقول : إنّ القضاء على عشرة أوجه: فأوّل وجه منها العلم، وهو قول اللّه عزّ وجلّ : «إِلاَّ حَاجَةً فِى نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا» 1 ، يعني عَلِمها . والثاني الإعلام، وهو قوله عزّ وجلّ «وَ قَضَيْنَآ إِلَى بَنِى إِسْرَ ءِيلَ فِى الْكِتَـبِ» 2 ، أي أعلمناهم . والثالث الحكم، وهو قوله عزّ وجلّ «يَقْضِى بِالْحَقِّ» 3 ، أي يحكم بالحقّ . والرابع القول، وهو قوله عزّ وجلّ «يَقْضِى بِالْحَقِّ» 4 ، أي يقول [ بالحقّ ] . والخامس الحتم، وهو قوله عزّ وجلّ : «فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ» 5 ، يعني حتمنا ، وهو القضاء الحتم . والسادس الأمر، وهو قول اللّه عزّ وجلّ «وَ قَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ» 6 ، أي أمر [ ربك ] . والسابع الخلق، وهو قوله عزّ وجلّ «فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَـوَاتٍ فِى يَوْمَيْنِ» 7 يعني خَلَقَهُنّ . والثامن الفعل، وهو قوله عزّ وجلّ «فَاقْضِ

1.يوسف (۱۲) : ۶۸ .

2.الإسراء (۱۷) : ۴ .

3.. غافر (۴۰) : ۲۰ .

4.سبأ (۳۴) : ۱۴ .

5.الإسراء(۱۷) : ۲۳ .

6.فصلت (۴۱) : ۱۲ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90146
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي