117
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

الحديث : «وهو سرٌّ» ، أي وهذا الذي قلته هو سرّ اللّه الذي استودعه رسله وأنبياءه وأوصياءهم صلوات اللّه عليهم أجمعين .

باب خلق ۱ الخير والشرّ

۰.قوله تعالى :خلقت الخلق وخلقت الخير الخ [ ص154 ح1 ]

لا يخفى أنّ المراد بخلق الخير والشرّ في هذه الأحاديث خلقهما خلق تقدير، لا خلق تكوين ، كما أشار إليه الصدوق رضى الله عنهفي كتاب الاعتقادات قال رضى الله عنه : «ومعنى ذلك أنّه لم يزل عالما بمقاديرهما» ۲ .
وقوله صلوات اللّه عليه : «فطوبى لمن أجريت ذلك على يديه ، وويلٌ لمن أجريت ذلك على يديه» ، معناه من علمت بجريان ذلك على يديه .

۰.قوله :يتفقّه ۳ فيه [ ص154 ح3 ]

حال ، أي ينكر متفقّها .

باب الجبر والقدر والأمر بين الأمرين

۰.قوله :عليّ بن محمّد إلخ [ ص155 ح1 ]

سند هذا الحديث مذكور في كتاب التوحيد هكذا : «حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضى الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسن الطائي ، قال : حدّثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي الرازي ، عن عليّ بن جعفر الكوفي قال : سمعت سيدي [ عليّ بن محمّد يقول : حدّثني أبي ] محمّد بن عليّ عليهماالسلام [ عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام ] ؛ وحدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدّثني

1.. لفظة «خلق» ليست في الكافي المطبوع

2.الاعتقادات ، ص۲۹ ، باب الاعتقاد في أفعال العباد .

3.في الكافي المطبوع : «بتفقّه» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
116

هذا الحديث مرويّ في كتاب التوحيد ۱ عن محمّد بن يعقوب رحمه الله ، ومع هذا هو هناك على خلاف ما هو هنا ، فإنّه في كتاب التوحيد روى مكان «حكم اللّه عزّ وجلّ أن لا يقوم له أحد من خلقه بحقّه فلمّا حكم بذلك» ۲ : «فلمّا علم» . وروى أيضا مكان «ومنعهم إطاقة القبول» : «ولم يمنعهم إطاقة القبول منه» . وروى مكان «ولم يقدروا أن يأتوا حالاً تنجيهم من عذابه» : «وإن قدروا لأن يأتوا حالا تنحيهم عن عذابه» ۳ بالحاء لا بالجيم ، فما في كتاب التوحيد مستقيم الظاهر لا يحتاج إلى تأويل أصلاً ، أمّا ما في الكتاب فلابدّ فيه من حمل «حكم» في الموضعين على معنى «علم» مجازا مرسلاً من باب استعمال المسبب في السبب . وجعل «ومنعهم إطاقة القبول منه» بمعنى حرمهم اللطف المؤدّي إلى إطاقة القبول ، مجاز مرسل أيضا كالأوّل . وجعل قوله : «ولم يقدروا أن يأتوا حالاً تُنجيهم» ، بمعنى ولم يلطف بهم فيقدروا أن يأتوا حالاً ، أي سلبهم اللطف لما علم من أعمالهم القبيحة وأفعالهم الشنيعة .
فإن قلت : اللطف عندكم واجب على اللّه تعالى فكيف سلبه بعض عباده .
قلت : اُصول اللطف من الإقدار والتمكين ممّا هو واجب لم يمنعه أحدا ، وإنّما عنينا به حالة وراء ذلك وهي التي عناها سبحانه بقوله : «وَ الَّذِينَ جَـهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»۴ وهذه الحالة قد يعبّر عنها بالتوفيق أيضا ، هذا ومعنى قوله عليه السلام : «ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله» [ أي ] ۵
إنّه تعالى لمّا علم منهم أنّهم لا يأتون بحقّه ، كما هو أهله ، وضع عنهم ثقل ذلك ولم يكلّفهم به ، أي لم يكلّفهم ثقل العمل بحقيقة ما خلقوا لأجله ، وما هم أهل له ، أي وُلاته ، فإنّ ولاة كلّ أمر أهله . وقوله في آخر

1.التوحيد ، للصدوق ، ص۳۵۴ ، باب ۵۸ ، ح۱ .

2.في النسخة بعده : «علم اللّه عزّ وجلّ» .

3.في المصدر : «أن يأتوا خلالاً تُنْجيهم عن معصيته» . وفي بعض نسخه : «ولم يقدروا أن يأتوا حالاً» .

4.العنكبوت (۲۹) : ۶۹ .

5.موضعه في النسخة بياض .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90134
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي