123
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

الفعل بتلك الآلة حال كونهم كائنين «في ملكه» ، أي اللّه سبحانه وسلطانه «لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلاً لم يفعلوه» ، أي لم يباشروه بآلة «لأنّ اللّه » سبحانه هو المتفرّد بالفعل بلا آلة ولا مباشرة ، فلو فعله غيره ممن هو في ملكه وسلطانه كذلك لكان مضادّا له عزّ وجلّ ، وهو «عزّ وجلّ أعزّ» وأمنع «من أن يضادّه في ملكه أحد» .

۰.قوله عليه السلام :ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا [ ص162 ح2 ]

أي مع الفعل كان مستطيعا للفعل ، ومع الترك كان مستطيعا للترك .

۰.قوله :إنّي أقول إلخ [ ص162 ح4 ]

قال [ الصدوق ] في كتاب التوحيد بعد رواية هذا الحديث : «قال مصنّف هذا الكتاب : مشيئة اللّه سبحانه وإرادته في الطاعات الأمر بها والرضا ، وفي المعاصي النهي عنها والمنع منها بالزجر والتحذير» انتهى ۱
وقال في باب القضاء والقدر : «قال مصنّف هذا الكتاب : ويجوز أن يقال : إنّ الأشياء كلّها بقضاء اللّه وقدره تبارك وتعالى بمعنى أنّ اللّه عزّ وجلّ قد علمها وعلم مقاديرها ، وله عزّ وجلّ في جميعها حكم من خير أو شرّ ، فما كان من خير فقد قضاه ، بمعنى أنّه أمر به وحتمه وجعله حقّا وعلم مبلغه ومقداره ، وما كان من شرّ فلم يأمر به ولم يرضه ؛ ولكنّه عرف مقداره ومبلغه وحكم بحكمه» . ۲ وأطال الكلام هنا وما ۳
أخذنا منه لنا ۴ فيه كفاية .
وقوله في آخر الحديث : «أو كما قال» ، كأنّه شك من الراوي بين أن يكون ما نقله قوله عليه السلام بعينه أو مثل قوله ومؤدّ معناه ؛ واللّه أعلم .

1.التوحيد ، ص۳۴۶ ، باب ۵۶ ذيل ح۳ .

2.المصدر ص۳۸۶ .

3.في النسخة : «بما» .

4.في النسخة : «ما لنا» .


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
122

فالمحمدة لهم على الطاعة ، والائمة راجعة إليهم على المعصية ؛ واللّه أعلم .

باب الاستطاعة

۰.قوله :فسّر لي هذا [ ص161 ح1 ]

الظاهر أنّه إشارة إلى السبب، قال الهروي في كتاب الغريبين في قوله تعالى : «وَ ءَاتَيْنَـهُ مِن كُلِّ شَىْ ءٍ سَبَبًا»۱ : «أي ما يبلغ به في التمكّن من أقطار الأرض قال : ويقال لكلّ ما يُتوَصَّلُ به إلى شيء بعيد ۲ عنك : سَبَبٌ» ۳ . فعلى هذا السبب في هذه المادّة الخاصّة هو وجدان المرأة للزنا ، وقوله صلوات اللّه عليه : فإمّا أن يعصم فيمتنع إلى آخره ليست ۴ من تتمّة الجواب ، إنّما هو بيان للواقع ونفس الأمر .

۰.قوله :قال سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن الاستطاعة [ ص161 ح2 ]

أي عن وقتها ومتى تكون ، فقال عليه السلام : أتستطيع أن تعمل ما لا يكون ۵ إلخ وغرضه عليه السلام من ذلك أن يعلم ما عند السامع فيها فيعلمه بموضع خطائه ، فلمّا رأى عليه السلامأن ليس عنده فيها شيء قال مجيبا له ومعيِّنا له وقتها : «إنّ اللّه » سبحانه «خلق خلقا فجعل فيهم آلة الاستطاعة» من الصحة والقوّة التي يكون الإنسان بها مستطيعا «ثمّ لم يفوّض» الأمر «إليهم» بأن يتركهم سُدىً بلا أمر ولا نهي ؛ بل أمر ونهى «فهم مستطيعون للفعل وقت الفعل» ، أي المباشرة بتلك الآلة «مع الفعل» ، أي المباشرة لا بدونها «إذا فعلوا» ، أي باشروا «ذلك الفعل» بتلك الآلة ، فقوله : إذا فعلوا ، جملة ظرفيّة مؤكّدة للظرفيّة قبلها، أو مبدلة منها موضحة لها . «فإذا لم يفعلوه» ، أي لم يباشروا ذلك

1.الكهف (۱۸) : ۸۴ .

2.في المصدر : «يبعد» .

3.الغريبين ، ج۳ ، ص۸۵۰ . (سبب)

4.كتب فوقها في النسخة لفظة «كذا» ولعلّ الصواب : «ليس»

5.الكافي المطبوع : «أن تعمل ما لم يكوّن» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90148
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي