145
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

يحتمل ابن جمهور ، ويحتمل ابن شمّون .

باب أنّ الأئمّة هم أركان الأرض صلوات اللّه عليهم

۰.قوله عليه السلام :بغيره [ ص196 ح1 ]

أي في غيره .

۰.قوله عليه السلام :أن تميد بأهلها [ ص196 ح1 ]

أي لئلاّ تميد .

۰.قوله عليه السلام :أنا قسيم اللّه بين الجنّة والنار [ ص196 ح1 ]

قسيم هنا بمعنى قاسم ، من قولهم : قسمت الشيء أقسمه ، ومنه نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ، والمعنى : أنا القاسم من جانب اللّه بين الجنّة والنار ، فاُعطي هذه أهل ولايتي ، وتلك خلافهم . وأمّا ما ورد من قوله عليه السلام : «أنا قسيم النار» فقد قال الهروي صاحب الغريبين نقلاً عن القُتَيبي أنّ معناه أنّ الناس فريقان : فقريقٌ معي ، فهم على الهدى ۱ ، وفريق عَليَّ فهم على ضلال كالخوارج ، فأنا قسيم النار . انتهى ۲ .
وعلى هذا لا يصحّ أنا قسيم النار والجنّة ، ولا أنا قسيم الجنّة إلاّ على المعنى الذي أسلفناه، فتدبره فإنّه لطيف .

۰.قوله عليه السلام :وأنا صاحب العصا والميسم [ ص196 ح1 ]

رأيت في نسخة معتبرة مقروءة على عدّة من الشيوخ تفسير الميسم بخاتم سليمان عليه السلام ، وكأنّه إشارة إلى ما سيأتي من أنّ علامة الإمام عليه السلام أن يكون عنده آيات الأنبياء ومن جملتها عصا موسى و خاتم سليمان ، فعلى هذا قوله : أنا كذا ، أنا كذا ، يشير به إلى أنّي أنا الإمام المفترض الطاعة لا غيري من تيم وعدي .
هذا ، والصواب أنّ المراد بالميسم الميسم الحقيقي وقد ذكر علي بن إبراهيم في

1.في المصدر : «هُدىً» .

2.الغريبين ، ج۵ ، ص۱۵۴۳ . (قسم)


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
144

الآية هكذا «وَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَعْمَالُهُمْ كَسَرَاب بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْئانُ مَآءً حَتَّى إِذَا جَآءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئا وَ وَجَدَ اللَّهَ عِندَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ * أَوْ كَظُـلُمَـتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّىٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُـلُمَـت بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَ مَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ» . ۱
السراب ما يُرى في الفلاة وقت الظَهيرة من ضوء الشمس يسرب على وجه الأرض كأنّه ماء يجري . والقِيع المبسوط من الأرض ، شبّه أوّلاً سبحانه ما يعمله من لا يعتقد الإيمان ولا يتبع الحقّ ـ من الأعمال الصالحة التي يحسبها منفعة عند اللّه ومنجاةً من عذابه ـ ثمّ يخيب فى العاقبة أمله ويلقى خلاف ما قدّر بسراب يراه الكافر بالساهرة وقد غلبه العطش يوم القيامة فيأتيه فلا يجد ما رجاه ويجد زبانية جهنّم عنده فيأخذونه ويلقونه في جهنّم ويسقونه الحميم والغسّاق ، وثانيا بالظلمات في البحر اللجّيّ العميق الكثير الماء منسوب إلى اللجّ وهو معظم الماء ، ولا يخفى حصول المناسبة التامّة التي تفيضها بلاغة القرآن بين المشبّه به في الصورة الاُولى والمشبّه به في الصورة الثانية من اتّصاف كلّ منهما بابتداء مطمع وانتهاء مؤيس إذا اُريد بالظلمات الأوّل وصاحبه ، وإنّما أخبر عنهما بالجمع ؛ لكون كلّ واحد منهما ظلمات ، أي شبهات بالنسبة إلى تعدّد من ضلّ بهما ، فكلّ واحد منهما ظلمات فضلاً عنهما ، وذلك كنطفة أمشاج . والبحر اللجّيّ هو دين الإسلام ، يغشاه موج هو الثالث ، والتوجيه ما مرّ . من فوق ذلك الموج موج آخر وهو ظلمات الثاني . وإنّما كرّر ذكره مع كلّ من الأوّل والثالث ؛ لكونه أصل خلافة كلّ منهما فقرنه بكلّ واحد منهما ، وباقي الحديث ظاهر .

۰.قوله :عن محمد بن الحسن [ ص195 ح6 ]

1.النور (۲۴) : ۳۹ ـ ۴۰ .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 103197
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي