157
الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)

لابدّ من جعل هذا من تتمة السؤال وجعل جملة قوله : «وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله» إلى آخره استفهاما من الراوي ، وقوله : «صدقت» ، اعتراض في أثناء السؤال ، والمعنى كان عيسى يفعل كذا ، وكان سليمان يفعل كذا ، فهل كان رسول اللّه صلى الله عليه و آلهيقدر على ذلك كلّه؟ وإنّما ألجأنا إلى هذا عدم استقامة قوله : فقال : «إنّ سليمان بن داود قال للهدهد» إلخ بالفاء ، ولابدّ أيضا من حمل قوله : قال للهدهد على تنزيله منزلة اللازم الذي لا مفعول له أصلاً ، أي أصدر القول للهدهد حين فقد وشكّ في أمره ، وقوله : فقال الخ بيان لذلك الإجمال ، وجملة : «حين فقده فغضب عليه» عطف بيان أو بدل من الظرفيّة قبلها ، والغرض من هذا كلّه جواب السائل وأنّه إذا اُعطي طائر ما لم يعط سليمان بن داود فأيّ بُعْدٍ في أن يعطي سيّد المرسلين ما لم يعطه ، فلمّا رفع استبعاد ذلك وجعله مأنوسا لطبيعة السائل شرع عليه السلام في الاستدلال عليه بقوله : «وإنّ اللّه سبحانه يقول في كتابه : ولو أنّ قرآنا» إلخ ثم قال عليه السلام : «وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه» كذا وكذا ، «ونحن نعرف الماء تحت الهواء» بلا دلالة هدهدٍ ولا غيره .
ثم إنّه عليه السلام لمّا علم استعظام لذلك وأن يكون في القرآن ما يفعل به ذلك وهم يعلمونه ويتحمّلون مكائد الأعداء ولا يدفعونهم به أجاب بقوله : «إنّ في كتاب اللّه آيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه سبحانه به» ولم يأذن لنا في ذلك ثم إنّه عليه السلامقال : «كل ذلك مع ما قد يأذن اللّه ممّا كتبه الماضون جعله اللّه لنا في اُمّ الكتاب» .
فإن قلت : المفهوم من هذا أنّ تسيّر الجبال وتقطيع الأرض وتكليم الموتى ، أي إحياءهم ، ثابت لهذا القرآن وهو ينافي قولهم : لو لامتناع الثاني لامتناع الأوّل ، إذ المعنى يصير هكذا : لو أنّ قرآنا ثبت له كذا لكان هذا ؛ لكنّه ليس فليس .
قلت : على تقدير أن يقدّر الشرط والجزاء كما قدّرته فالأمر كذلك ، وأمّا على ما هو المفهوم من الحديث فتقديره : لو أذن في تسيّر الجبال بقرآن ، أي ببعض من هذا القرآن ، أو تقطيع الأرض به ، أو إحياء الموتى لما آمنوا فليس الأمر كما زعمت ،


الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
156

ـ بفتح المهملة وسكون الموحّدة ـ الهُذَليّ البصريّ ، صدوق ، يروي عنه حفيده رِبْعيّ بن عبداللّه وقَتادة» ۱ ويحقّق قبول الذهبي الرواية في ترجمه ربعي عنه عن الجارود . ۲
الوجه الثالث: أنّه غير معهود رواية ربعي هذا ولا أحد من أصحاب الكاظم عليه السلامعن عليّ بن الحسين عليهماالسلامغير ما وقع من الرواية أنّ [ أبا ] حمزة الثمالي خدم أربعة منّا عليّ بن الحسين ومحمّد بن علي وجعفر بن محمّد وبرهة من عصر موسى عليهم السلام ۳ فقد جعلت هذه من جملة مناقبه لاختصاصها به ، ومع ذلك فلم يعهد له رواية عن موسى بن جعفر عليه السلام ، ورواية ربعي عنه عليه السلام أكثر من أن تحصى ؛ واللّه سبحانه العالم بحقيقة الحال .

۰.قوله عليه السلام :ومن خفرها [ ص221 ح3 ]

أي ذمّتنا ، خَفَر به خَفْرا وخُفُورا : نقض عهده وغَدَره ، كأخْفَرَهُ .

باب أنّ الأئمة عليهم السلام ورثة العلم [ يرث بعضهم بعضا العلم ]

۰.قوله :محمّد بن يحيى إلخ [ ص222 ح3 ]

هذا الحديث غير موجود في بعض النسخ في هذا المكان ، ۴ وهو الصواب ، لوجوده بهذا المتن والسند في آخر الباب [ الحديث 7 ] ؛ واللّه أعلم .

باب أنّ الأئمة ورثوا [ علم النبيّ وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم ]

۰.قوله :وسليمان بن داود كان إلخ [ ص226 ح7 ]

1.وردت ترجمته في الكاشف للذهبي ، ج۱ ، ص۱۷۸ ، الرقم ۷۵۰ / ۱۷ ؛ و ميزان الاعتدال يورد فيه الضعفاء ، وهذا الرجل صدوق عندهم ، وهو من رجال البخاري كما في تهذيب الكمال ، ج۴ ، ص۴۷۵ ، الرقم ۸۸۲ .

2.الكاشف ، ج۱ ، ص۳۰۲ ، الرقم ۱۵۳۵ / ۲۶ .

3.رواه الكشّي في رجاله ، ص۲۰۳ ، الرقم ۳۵۷ .

4.في هامش النسخة : «بعد حديث صدره علي بن إبراهيم» .

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (الفاضلي)
    المؤلف :
    سایر پدیدآورندگان :
    الفاضلی، علی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الرابع
عدد المشاهدين : 90136
الصفحه من 352
طباعه  ارسل الي