۱۴۲۰.مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيى ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، قَالَ :سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّهِ عليه السلام يَقُولُ :«إِنِّي لَاخُذُ مِنْ أَحَدِكُمُ الدِّرْهَمَ ـ وَ إِنِّي لَمِنْ أَكْثَرِ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَالًا ـ مَا أُرِيدُ بِذلِكَ إِلَا أَنْ تُطَهَّرُوا» .
130 ـ بَابُ الْفَيْءِ وَ الْأَنْفَالِ وَ تَفْسِيرِ الْخُمُسِ وَ حُدُودِهِ وَ مَا يَجِبُ فِيهِ
إِنَّ اللّهَ ـ تَبَارَكَ وَ تَعَالى ـ جَعَلَ الدُّنْيَا كُلَّهَا بِأَسْرِهَا لِخَلِيفَتِهِ ؛ حَيْثُ يَقُولُ لِلْمَـلَائِكَةِ : «إِنِّى جاعِلٌ فِى الْأَرْضِ خَلِيفَةً» فَكَانَتِ الدُّنْيَا بِأَسْرِهَا لآِدَمَ ، وَ صَارَتْ بَعْدَهُ لِأَبْرَارِ وُلْدِهِ وَ خُلَفَائِهِ ، فَمَا غَلَبَ عَلَيْهِ أَعْدَاؤُهُمْ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِمْ بِحَرْبٍ أَوْ غَلَبَةٍ ، سُمِّيَ فَيْئاً ، وَ هُوَ أَنْ يَفِيءَ إِلَيْهِمْ بِغَلَبَةٍ وَ حَرْبٍ ، وَ كَانَ حُكْمُهُ فِيهِ مَا قَالَ اللّهُ تَعَالى : «وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَىْ ءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِى الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ» فَهُوَ لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِقَرَابَةِ الرَّسُولِ ؛ فَهذَا هُوَ الْفَيْءُ الرَّاجِعُ ، وَ إِنَّمَا يَكُونُ الرَّاجِعُ مَا كَانَ فِي يَدِ غَيْرِهِمْ ، فَأُخِذَ مِنْهُمْ بِالسَّيْفِ .
وَ أَمَّا مَا رَجَعَ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُوجَفَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَ لَا رِكَابٍ ، فَهُوَ الْأَنْفَالُ ، هُوَ لِلّهِ وَ لِلرَّسُولِ خَاصَّةً ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ الشِّرْكَةُ ، وَ إِنَّمَا جُعِلَ الشِّرْكَةُ فِي شَيْءٍ قُوتِلَ عَلَيْهِ ، فَجُعِلَ لِمَنْ قَاتَلَ مِنَ الْغَنَائِمِ أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ، وَ لِلرَّسُولِ سَهْمٌ ، وَ الَّذِي لِلرَّسُولِ صلى الله عليه و آله يَقْسِمُهُ عَلى سِتَّةِ أَسْهُمٍ : ثَـلَاثَةٌ لَهُ ، وَ ثَـلَاثَةٌ لِلْيَتَامى وَ الْمَسَاكِينِ وَ ابْنِ السَّبِيلِ .
وَ أَمَّا الْأَنْفَالُ ، فَلَيْسَ هذِهِ سَبِيلَهَا ، كَانَتْ لِلرَّسُولِ عليه السلام خَاصَّةً ، وَ كَانَتْ فَدَكُ لِرَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله خَاصَّةً ؛ لِأَنَّهُ عليه السلام فَتَحَهَا وَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، لَمْ يَكُنْ مَعَهُمَا أَحَدٌ ، فَزَالَ عَنْهَا اسْمُ الْفَيْءِ ، وَ لَزِمَهَا اسْمُ الْأَنْفَالِ ؛ وَ كَذلِكَ الْاجَامُ وَ الْمَعَادِنُ وَ الْبِحَارُ وَ الْمَفَاوِزُ هِيَ لِلْاءِمَامِ خَاصَّةً ، فَإِنْ عَمِلَ فِيهَا قَوْمٌ بِإِذْنِ الْاءِمَامِ ، فَلَهُمْ أَرْبَعَةُ أَخْمَاسٍ ، وَ لِلْاءِمَامِ خُمُسٌ ، وَ الَّذِي لِلْاءِمَامِ يَجْرِي مَجْرَى الْخُمُسِ ، وَ مَنْ عَمِلَ فِيهَا بِغَيْرِ إِذْنِ الْاءِمَامِ ، فَالْاءِمَامُ يَأْخُذُهُ كُلَّهُ ، لَيْسَ لِأَحَدٍ فِيهِ شَيْءٌ ، وَ كَذلِكَ مَنْ عَمَّرَ شَيْئاً ، أَوْ أَجْرى قَنَاةً ، أَوْ عَمِلَ فِي أَرْضٍ خَرَابٍ بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِ الْأَرْضِ ، فَلَيْسَ لَهُ ذلِكَ ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَهَا مِنْهُ كُلَّهَا ، وَ إِنْ شَاءَ تَرَكَهَا فِي يَدِهِ .