181
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
180

الهديّة الثانية عشر:

(قد يسّر اللّه ـ وله الحمد ـ تأليف ما سألت) دلالة على أنّ نظم خطبة الكافي بعد تأليفه كسائر الفقرات بعدُ.
و«التوخّي» تفعّل من باب وعَدَ، وخيتُ وَخْيكَ: قصدتُ قصدكَ. وتوخّيت مرضاتك: تحرّيتُ وقصدتُ.
و«الإهداء»: إرسال الهدية، أهديت له وإليه.
(أن نكون مشاركين) أي في الثواب.
أشار ـ طاب ثراه ـ إلى أنّ أجر الأخ الباعث كأجره.
(وعمل بما فيه) دلالة على صحّة الجميع وجواز العمل به. وأمّا بمحكماته فبحكم المستجمع لشرائط الإفتاء، وأمّا بمتشابهاته فكذلك بعد علاجه الاختلاف بالوجوه المقرّرة عنهم عليهم السلام .
و(في دهرنا هذا): في مبادئ زمن الغيبة.
و«الغابر»: من لغات الأضداد، أي وفي مستقبله.
(إذ الربّ جلّ وعزّ واحدٌ): تعليلٌ لاختياره.
(إلى انقضاء الدنيا): مكان إلى وقت ظهور صاحب الزمان عليه السلام ؛ للإشارة إلى وحدة الحكم المجزي لرفع الحرج المنفيّ في الزمانين.
(وحلال محمّد صلّى اللّه عليه وآله حلالٌ وحرامه حرامٌ إلى يوم القيامة) كما ورد في النصّ ۱ . وسيذكر مثله في التاسع عشر في باب البدع من كتاب العقل، إنّما التفاوت بالحاجة إلى العلاج وعدمها يجوز فتح التاء في «الخاتم» الذي يُخْتَم ۲ به، وكسرها. وقرئبهما «خاتم النبيّين»۳ .
(وإن لم نُكمِله)، من باب الإفعال أولى؛
( لأنّا كرهنا): وجه التجاوز عن الاختصار بالتوسيع القليل.
و«البخس» بسكون المعجمة الناقص. بخسه حقّه ـ كمنع ـ بخسا: نقصهُ.
(وأرجو): معذرة لترك إكمال التوسيع كما هو حقّه.
(كتابي هذا): يعني الكافي.
(كتاب العقل): خَبَرُ (وأوّل ما أبدأ به).
(وفضائل العلم) ونظائره: عطف على «العقل»، يعني كتاب بيان العقل، وبيان فضائل العلم وهكذا.
(وبه يحتجّ) على ما لم يُسمّ فاعله ليس في بعض النسخ المضبوطة، واللّه الموفّق.
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى:
«التقصير»: ترك الفعل الضروري، وإعطاء ما لا وقع له في الأنظار. والمعنى الثاني أنسب هنا؛ فإنّ أغلب استعماله في المعنى الأوّل. وأيضا الأنسب على الأوّل «إذ كان واجبا» مكان «واجبة». يعني: فكلّ ما كان في كتاب الكافي فليس من تقصيرنا؛ إذ لم تقصّر نيّتنا في إهداء الخاصّ. وغرضه أنّ التقصير إن كان منّا، فالخطأ منّا وإن كان من سلف الرواة أو من النسّاخ من بعدنا فالخطأ منهم بلا تقصير منّا.
«والرسول»: مبتدأ و«محمّد»: عطف بيان، أو بدل. «صلّى اللّه عليه وآله»: معترضة دعائيّة «خاتم النبيّين»: نعت ل «محمّد».
«واحد»: خبرُ «كتاب العقل وفضائل العلم».
يعني كتاب العقل الذي هو بيان فضائل العلم وكذا وكذا.
وكتاب الكافي ـ على الظاهر، وعلى ما نقل عن الشهيد الثاني الشيخ زين الدين العاملي عامله اللّه بلطفه: من أنّ كتاب الروضة ليس داخلاً في أجزاء الكافي، بل كتاب برأسه صنّف قبل الكافي أو بعده ـ مشتمل ۴ على ثلاثة وثلاثين كتابا: كتاب العقل، كتاب التوحيد، كتاب الحجّة، كتاب الإيمان والكفر، كتاب الدعاء، كتاب فضل القرآن، كتاب العشرة، كتاب الطهارة، كتاب الحيض، كتاب الجنائز، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، كتاب الحجّ، كتاب الجهاد، كتاب المعيشة، كتاب النكاح، كتاب العقيقة، كتاب الطلاق، كتاب العتق والتدبير والكتابة، كتاب الصيد، كتاب الذبائح، كتاب الأطعمة، كتاب الأشربة، كتاب الزيّ والتجمّل والمروّة، كتاب الدواجن، كتاب الوصايا، كتاب المواريث، كتاب الحدود، كتاب الديات، كتاب الشهادات، كتاب القضايا والأحكام، كتاب الأيمان والنذور والكفّارات.
وشيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدّس سرّه عدّ في فهرسته كتاب الروضة من أجزاء الكافي، فَكتُبُ كتاب الكافي على هذا أربعة وثلاثون. وصرّح فيه ب :أنّ الكافي أجزائه ـ يعني كتبه ـ ثلاثون؛ لأنّه لم يذكر كتاب العشرة، وكتاب العقيقة، وعدّ كتاب الطهارة والحيض كتابا واحدا، وكذا كتاب الأطعمة وكتاب الأشربة، وذكر الكتاب الأوّل فيه باسم كتاب العقل وفضل العلم، وغيّر فيه بعض ترتيب ما بعد كتاب الطهارة والحيض ۵ . وإنّما ذكر ثقة الإسلام ـ طاب ثراه ـ : «فضائل العلم» على الجمع، ونقص الجهل على الإفراد؛ للإشارة بتغيير الاُسلوب إلى أنّ المراد بالجهل هنا ليس ضدّ العلم بل المراد ضدّ العقل، أي الإخلال بتلك الآداب الحسنة.
انتهى كلام برهان الفضلاء.
وفي قوله: «يعني فكلّ ما كان في كتاب الكافي»؛ وفاءً بما وعد سابقا من بيانٍ، فمهما كان تأمّل ونُبُوّه ۶ عن ظاهر ثقة الإسلام ظاهر، وكذا في تفسيره «وفضائل العلم» بقوله : «يعني كتاب العقل الذي هو بيان فضائل العلم»، إلّا أنّ أمر التقدير فيه سهل، على أنّ اشتهار الكتاب ببعض اسمه ك «الإكمال» ل «إكمال الدِّين وإتمام النِّعمة» أشهر من أن يُقال، فلا حاجة إلى تجشّم تقدير.
وقال الفاضل الاسترآبادي بخطّه رحمه اللّه :
قوله: «وقد يسّر اللّه » إلى آخره.
قلت: في قوله طاب ثراه: «وقد يسّر اللّه وله الحمد تأليف ما رجوت» مع ما مضى في كلامه من قوله : «ويأخذ منه من يريد علم الدِّين والعمل بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام » ـ إلى آخره ـ : تصريح بنظير ما ذكره شيخنا الصدوق محمّد بن عليّ بن بابويه ـ رحمهم اللّه ـ في أوائل كتاب من لا يحضره فقيه: من أنّ ما ذكره فيه حجّة بينه وبين اللّه ۷ . والسرّ في ذلك أنّ الصحيح عند قدماء أصحابنا الاخباريّين ما علم بقرينة وروده عن المعصوم، وتلك القرائن كانت عندهم وافرة؛ لقرب عهدهم بهم عليهم السلام ، لا المعنى المصطلح عليه بين أصحابنا المتأخّرين الاُصوليّين الموافق لاصطلاح العامّة المذكور في فنّ الدراية. وقد صرّح المحقّق في اُصوله ب :أنّ رئيس الطائفة محمّد بن الحسن الطوسي ـ رحمه اللّه ـ يعمل بخبر الواحد المعلوم وروده عن المعصوم بقرينةٍ ولو لم يكن عدلاً إماميّا، ولا يعمل بخبر الواحد العدل الإمامي غير المحفوف بقرينةٍ ۸ . ويعلم من ذلك أنّ طريقة رئيس الطائفة في هذا الباب طريقة قدماء أصحابنا الاخباريّين رضوان اللّه عليهم. ۹
وهذا آخر ما حرّرناه بعون اللّه وحسن توفيقه في بيان خطبة الكافي حامدا مصلّيا، ويتلوه إن شاء اللّه تعالى الجزء الأوّل، كتاب العقل وفضل العلم من كتاب الهدايا، الحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى اللّه على محمّد وآله الأئمّة الطاهرين.
فهرس أبواب كتاب العقل وفضل العلم من أجزاء كتاب الهدايا على نسق أبواب الكافي وهى ثلاثة و عشرون:
الأوّل : باب العقل والجهل .
الثاني : باب فرض العلم ووجوب طلبه والحثّ عليه .
الثالث : باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء .
الرابع : باب أصناف الناس .
الخامس : باب ثواب العالم والمتعلِّم .
السادس : باب صفة العلماء .
السابع : باب حقّ العالم .
الثامن : باب فقد العلماء .
التاسع : باب مجالسة العلماء ومصاحبتهم .
العاشر : باب سؤال العالم وتذاكره .
الحادي عشر : باب بذل العلم .
الثاني عشر : باب النهي عن القول بغير علم .
الثالث عشر : باب من عمل بغير علم .
الرابع عشر : باب استعمال العلم .
الخامس عشر : باب المستأكل بعلمه والمباهي به .
السادس عشر : باب لزوم الحجّة على العالم وتشديد الأمر عليه .
السابع عشر : باب النوادر .
الثامن عشر : باب رواية الكتب والحديث وفضل الكتابة والتمسّك بالكتب .
التاسع عشر : باب التقليد .
العشرون : باب البدع والرأي والمقاييس .
الحادي والعشرون : باب الردّ إلى الكتاب والسنّة وأنّه ليس شيء من الحلال والحرام وجميع ما يحتاج الناس إليه إلّا وقد جاء فيه كتاب أو سنّة .
الثاني والعشرون : باب اختلاف الحديث .
الثالث والعشرون : باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب .

1.الكافي، ج ۱، ص ۵۸ ، باب البدع والرأي والمقاييس، ح ۱۹؛ بصائر الدرجات، ص ۱۶۸، الباب ۱۳، ح ۷.

2.في «ب» و «ج»: «يتختّم».

3.الأحزاب (۳۳): ۴۰.

4.«مشتمل» خَبَرُ «وكتاب الكافي».

5.الفهرست، ص ۱۳۵، الرقم ۵۹۱.

6.كذا في النسخ.

7.الفقيه، ج ۱، ص ۳.

8.معارج الاُصول، ص ۱۴۷.

9.الحاشية علي اُصول الكافي، ۸۳ ـ ۸۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113525
صفحه از 644
پرینت  ارسال به