305
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث الرابع والثلاثون

۰.روى في الكافي عن العِدَّةٌ، عَنْ سَهْلِ ، عَنْ الدِّهْقَانِ۱، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلَبِيِّ ، عَنْ يَحْيَىبْنِ عِمْرَانَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ : بِالْعَقْلِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْحِكْمَةِ ، وَبِالْحِكْمَةِ اسْتُخْرِجَ غَوْرُ الْعَقْلِ ، وَبِحُسْنِ السِّيَاسَةِ يَكُونُ الْأَدَبُ الصَّالِحُ ».
قَالَ : «وَكَانَ يَقُولُ : التَّفَكُّرُ حَيَاةُ قَلْبِ الْبَصِيرِ ، كَمَا يَمْشِي الْمَاشِي فِي الظُّلُمَاتِ بِالنُّورِ بِحُسْنِ التَّخَلُّصِ وَقِلَّةِ التَّرَبُّصِ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «العدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زيادٍ ، عن عبيد اللّه الدهقان» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
304

الحديث الثالث والثلاثون

۰.روى في الكافي عن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ البرقى۱، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«لَيْسَ بَيْنَ الْاءِيمَانِ وَالْكُفْرِ إِلَا قِلَّةُ الْعَقْلِ» .
قِيلَ : وَ كَيْفَ ذَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللّه ِ؟
قَالَ : «إِنَّ الْعَبْدَ يَرْفَعُ رَغْبَتَهُ إِلى مَخْلُوقٍ ، فَلَوْ أَخْلَصَ نِيَّتَهُ لِلّهِ ، لَأَتَاهُ الَّذِي يُرِيدُ فِي أَسْرَعَ مِنْ ذلِكَ» .

هديّة :

(رغبته) أي حاجته .
(لأتاه) من الإتيان ، أو من الإيتاء بمعنى الإعطاء.
والمشار إليه ل (ذلك) مصدر (يرفع)، يعني أنّ الواسطة التي تفرق الكفر الموجب للنّار من الإيمان الكامل إنّما هي (قلّة العقل).
والغرض أنّ لها كما لطرفها مراتب ، ويتفاوت قربا وبُعدا بحسب تفاوت مراتب العقل كمالاً ونقصانا. وكما أنّ انتهاء مراتب قلّة العقل عقل الإيمان بالولاية إلى الكفر الموصوف ، فانتهاء مراتب كثرته إلى الإيمان الكامل الذي لا أكمل منه. وكفر العاصي حالة العصيان محمول بالاتّفاق على نقص الإيمان إلى الكفر الموجب للنار وإن كان موجبا لعقاب البرزخ لو لم يوفّق للتوبة. وهذا البيان سيفصّل في كتاب الإيمان والكفر إن شاء اللّه تعالى.
وقال برهان الفضلاء:
يعني ليس حاجز يمنع الإيمان عن أن يغلب على الكفر سوى قلّة العقل.
والمراد من المثال بيان أنّ قلّة العقل كما توجب مثل هذا الفساد توجب فسادا أسوء منه ، وهو الكفر.
والمشار إليه ل «ذلك» : زمان الرفع، أو زمان إعطاء المخلوق حاجة مثله.
وقال السيّد الباقر الشهير بداماد ، ثالث المعلِّمين: يمكن أن يكون المراد أنّ بين شكر النعمة وكفرانها ليس إلّا قلّة العقل. ۲ وسيجيء أنّ للكفر خمسة معان؛ منها: كفران النّعمة.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
أي ليس المخرِج من الإيمان إلى الكفر إلّا قلّة العقل. ولمّا كان الإيمان من الفطرة وبمنزلة الثابت لكلّ أحد، فمن كفر كان خارجا من الإيمان إلى الكفر، قال : «ليس بين الإيمان والكفر» أي ما يوصل من الإيمان إلى الكفر «إلّا قلّة العقل».
«وكيف ذلك يابن رسول اللّه ؟» أي كيف إيصال قلّة العقل إلى الكفر؟ «قال: إنّ العبد يرفع رغبته» أي مرغوبه ومراده من حوائجه إلى مخلوق ؛ لقلّة عقله واعتقاده أنّ الحصول لا يكون إلّا بالرفع إليه ، فيعظّمه ويتذلّل له ويتّخذه ربّا معطيا ، ولو كان عاقلاً كامل العقل يعرف أنّ في إخلاص النيّة للّه ـ تبارك وتعالى ـ والرّفع إليه دون غيره سرعةَ الوصول إلى المطلوب.
«فلو أخلص نيّته للّه لأتاه» أي جاءه. وفي بعض النسخ «لآتاه» من باب الإفعال ، أي أعطاه الذي يريده «في أسرع من ذلك»؛ أي من الحصول بعد رفع الحاجة إلى المخلوق ۳ . انتهى .
المضبوطة في النسخ التي رأيناها : «كيف ذاك» بدون اللّام ، فاللّام في نسخة السيّد مضبوطة واشتباه من ناسخ الكتابة.

1.في الكافي المطبوع : «أحمد بن محمّد بن خالد» بدل «البرقي» .

2.لم نعثر عليه.

3.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۸۷ ـ ۸۸ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113264
صفحه از 644
پرینت  ارسال به