313
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

هديّة :

الجوهري: سبيع، كأمير بطن من هَمْدان رهط أبي إسحاق السبيعي. ۱
(كمال الدِّين طلب العلم) يعني الدِّين الكامل بمراتبه خاصّ بطلبة علمه العاملين به ، ولا بأس بإرادة التعميم، والحجّة المعصوم عاقل عمّن انحصرت الأعلميّة بما في هذا النظام فيه تعالى شأنه، إلّا أنّه لم يتعارف إطلاق طلبة العلم إلّا على خواصّ من الرعيّة.
(أوجب عليكم) ردّ على طريقة الصوفيّة، ولا رهبانيّة في الإسلام، ۲ ونصّ في أنّ طلب المال الحلال على الوجه المشروع على قدر الكفاف واجب وإن كان مقسوما مضمونا، وأمثال حديث: «نِعْمَ العون على الآخرة الدنيا» ۳ دلالة على زيادة حسن طلب الزيادة لاُمور مهمّة.
(والعلم مخزون عند أهله) يعني حجج اللّه المعصومين العاقلين عن اللّه الذين عددهم محصور في هذا النظام، لا يزيد ولا ينقص، كالأفلاك، والأبراج، والثوابت، والسيّار. «وَ كُلُّ شَىْ ءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ» . ۴
(وقد أمرتم بطلبه من أهله) ناظر إلى مثل قوله تعالى: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَاتَعْلَمُونَ»۵ كمقسوم إلى قوله تعالى: «نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»۶ ، ومضمون إلى قوله تعالى: «وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَا عَلَى اللّه ِ رِزْقُهَا»۷ .
قال برهان الفضلاء:
يعني اعلموا أنّ صحّة استكانة العبوديّة وذلّها عنده تعالى طلب العلم بالأحكام الإلهيّة، والعمل بها. «والعلم مخزون عند أهله» يعني الأئمّة عليهم السلام وليس بمضمون لكم كما قال اللّه تعالى في سورة الأنعام: «وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ» . ۸
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله:
«والعلم مخزون عند أهله» تصريح بما اشتهر تفصيله في كلامهم عليهم السلام من أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله جاء بحكم كلّ ما يحتاج إليه الاُمّة إلى يوم القيامة، وقد أودع الكلّ عند أهل بيته عليهم السلام والناس مأمورون بسؤالهم في كلّ ما يحتاجون إليه. ۹
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«إنّ كمال الدِّين طلب العلم والعمل به» المراد بهذا العلم، العلم المتعلّق بالعمل، فمَن طلبه ولم يعمل به [أولم يطلبه] ۱۰ كان ناقص الدِّين. ونبّه عليه بالتنبيه على أنّ طلب العلم أوجب من طلب المال، وقال: «إنّ المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه» فما قُدّر لكلّ أحد منكم أجراه إليه، ولم يستحسن طلب المال من أحد ولم يحوج أحدا إلى طلب المال من مثله، ولم يرتض له به، بل وسّع لهم طريق الاكتساب.
وأمّا العلوم الشرعيّة فمأخذه واحد، وطريق الأخذ واحد، وقد اُمرتم بطلبه من أهله. ۱۱ انتهى.
الصواب أن يحمل قوله رحمه الله: «وأمّا العلوم الشرعيّة» على العلوم الحقّة بأحوال المبدأ والمعاد وجميع ما في هذا النظام ممّا يحتاجون إلى معرفته بقدر الوسع والطاقة، وقد نقلنا فيما سبق تصريحه رحمه الله بهذا، فقوله هنا في صدر كلامه: «المراد بهذا العلم المتعلّق بالعمل» كماترى. ولا منافاة بين إرادة المطلق وذكر العمل المتعلّق به بعضه. وما أحسن هنا بيان الفاضل الاسترآبادي رحمه الله.

1.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۲۷ (سبع).

2.دعائم الإسلام ، ج ۲ ، ص ۱۹۳ ، ح ۷۰۱؛ النهاية لأبن أثير ، ج ۲ ، ص ۲۸۰ (رهب).

3.الكافي ، ج ۵ ، ص ۷۲ ، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ، ح ۹. و بتفاوت يسير في الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ ، ح ۳۵۶۷.

4.الرعد (۱۳): ۸ .

5.النحل (۱۶): ۴۳.

6.الزخرف (۴۳): ۳۲.

7.هود (۱۱): ۶ .

8.الأنعام (۶): ۱۰۴.

9.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۹۱.

10.أضفناه من المصدر.

11.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۹۳.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
312

الحديث الثاني ۱

۰.روى في الكافي عن مُحَمَّدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه ِ، عَنْ عِيسَى بْنِ عَبْدِ اللّه ِ الْعُمَرِيِّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ:«طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ».

هديّة :

عيسى بن عبداللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه، له كتاب. والحديث بيانه كسابقه.

الحديث الثالث ۲

۰.روى في الكافي بإسناده عن عليّ عن العبيدي، عَنْ يُونُسَ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، قَالَ: سُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : هَلْ يَسَعُ النَّاسَ تَرْكُ الْمَسْأَلَةِ عَمَّا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ؟ فَقَالَ:«لَا».

هديّة :

يعني هل يسعهم (ترك المسألة) مع إمكانها بلا مضرّة لا يجوز تحمّلها شرعا عمّا يحتاجون إليه في دينهم ودنياهم؟
قال برهان الفضلاء:
يعني سئل الكاظم عليه السلام هل يسع الناس ترك السؤال عن الحكم الذي يحتاجون إليه؟ يعني السؤال واجب عينيّ على كلّ من أسلم عمّا يحتاج إليه في وقت الحاجة إليه، وأمّا تحصيل العلم بالكتب المؤلَّفة بأمر الأئمّة عليهم السلام يعمل ۳ بما فيها في زمن الغيبة الكبرى فهو واجب كفائي ، كما يفهم من الأحاديث الآتية في باب الأخذ بالكتب.

الحديث الرابع

۰.روى في الكافي عن عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَغَيْرُهُ، عَنْ سَهْلِ وَمُحَمَّدُ عن۴ابْنِ عِيسى جَمِيعا، عَنْالسرّاد، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ:«أَيُّهَا النَّاسُ، اعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الدِّينِ طَلَبُ الْعِلْمِ وَالْعَمَلُ بِهِ، أَلَا وَإِنَّ طَلَبَ الْعِلْمِ أَوْجَبُ عَلَيْكُمْ مِنْ طَلَبِ الْمَالِ؛ إِنَّ الْمَالَ مَقْسُومٌ مَضْمُونٌ لَكُمْ، قَدْ قَسَمَهُ عَادِلٌ بَيْنَكُمْ، وَضَمِنَهُ، وَسَيَفِي لَكُمْ، وَالْعِلْمُ مَخْزُونٌ عِنْدَ أَهْلِهِ، وَقَدْ أُمِرْتُمْ بِطَلَبِهِ مِنْ أَهْلِهِ؛ فَاطْلُبُوهُ».

1.في «الف»: - «الحديث الثاني».

2.في «الف»: - «الحديث الثالث».

3.في «ب» و «ج»: «للعمل».

4.في الكافي المطبوع هكذا : «ومحمّد بن عيسى جميعا ، عن ابن محبوب ، عن السرّاد» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112924
صفحه از 644
پرینت  ارسال به