هديّة :
(النائبة): المصيبة والحادثة.
و (تقدير المعيشة): تعديلها من دون الإسراف والتقتير. قال اللّه تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاما»۱ .
وفي بعض النسخ: وحسن تقدير المعيشة.
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه : «النائبة»: ما ينزل من شدائد الدنيا. و «تقدير المعيشة»: الاقتصاد من دون الإتلاف والتضييق.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«النائبة»: ما ينزل بالإنسان من المهمّات والحوادث. و «تقدير الشيء»: التفكّر في تسوية أمره. هذا إذا جعل «وتقدير المعيشة» عطفا على قوله: «والصبر» وإن جعل عطفا على «النائبة»، فالمعنى: والصبر على تقدير المعيشة، من قدّر، بمعنى قتّر. ۲
الحديث الخامس
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى عليه السلام۳، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ:«الْعُلَمَاءُ أُمَنَاءُ، وَالْأَتْقِيَاءُ حُصُونٌ، وَالْأَوْصِيَاءُ سَادَةٌ».
هديّة :
يعني علماء الدِّين حقّا من الرعيّة هم الذين يكونون اُمناء بعدالتهم المرضيّة عند اللّه تعالى في حفظ أحاديث الحجج المعصومين عليهم السلام ، ونقلها، ونشرها، وفي سائر معاملاتهم في الناس.
(والأتقياء): جمع التّقي، بمعنى الأتقى؛ بقرينة «العلماء» المراد بهم عدولهم.
(الاُمناء) يعني والأكرمون من هؤلاء العلماء، وأكرمهم عند اللّه أتقاهم.
(حصون) حصينة للشريعة والمتشرّعين من فِتَن المبتدعين في الدِّين بخدائع الطواغيت والشياطين.
(والأوصياء سادة) يعني حكم اللّه تعالى إنّما هو حكمهم عليهم السلام بلا واسطة أو بواسطة العدول من العلماء الممتازين المحتاطين جدّا بالتوقّف في الشبهات لو لم يلزم الحرج المنفيّ.
وقال برهان الفضلاء:
يعني العلماء كاُمناء الحصون فوّضت الحصون إليهم؛ لأمانتهم، وتلك الحصون الأتقياء في الاُمّة. والسادة المفوّضون الحصون إلى العلماء، هم الأوصياء عليهم السلام . وفيه إشارة إلى أنّ غير المتّقي خارج من الحصن.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«الأمين» هو المعتمد عليه، الموثوق به. والعلماء موثوق بهم فيما آتاهم اللّه من فضله، وأعطاهم من المعرفة والعلم، فيحفظونه ويوصلونه إلى من يستحقّه.
«والأتقياء حصون»؛ لأنّ بتقواهم واجتنابهم عن المحرّمات يحصل حفظ الاُمّة عن دخول النوايب ونزول العذاب عليهم، وبهم يُدفع عن غيرهم كالحصن بالنسبة إلى المدينة.
«والأوصياء سادة»، «السيّد»: الجليل العظيم الذي له الفضل على غيره، وهو الرئيس الذي يعظّم ويُطاع في أوامره ونواهيه، ولم يكن لأحد الخروج من طاعته. ۴