هديّة :
من الانتفاع بالعلم المأخوذ عن الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه إرشاد الضالّ المغترّ بطريقة الصوفيّة والقدريّة ومقالاتهم الخادعة بأعمالهم الباطلة المحفوفة بِنَبْذٍ من الأشياء الحقّة، وطريقتهم أفحش المهلكات وأخفاها على الجُهلاء، وأبينها عند العقلاء ، ومثل حجرة الصوفي، وإدلاء الزنبيل ليعرج مشهور، ونِعْمَ ما قيل:
صاحبدلى بمدرسه آمد زخانقاهبشكست عهدِ صحبتِ اهلِ طريق را
گفتم ميان عابد و عالم چه فرق بودتا اختيار كرد دلت اين فريق را؟
گفت آن شده است غرق بفكر كَليم خويشاين جهد مى كند كه بگيرد غريق را۱
قال برهان الفضلاء: يعني من سبعين ألف عابد لا يصل نفع عمله إلّا إلى نفسه.
الحديث العاشر
۰.روى في الكافي عن الْحُسَيْنِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ ابْنِ عَمَّارٍ۲، قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : رَجُلٌ رَاوِيَةٌ لِحَدِيثِكُمْ يَبُثُّ ذلِكَ فِي النَّاسِ، وَيُشَدِّدُهُ فِي قُلُوبِهِمْ وَ قُلُوبِ شِيعَتِكُمْ، وَلَعَلَّ عَابِدا مِنْ شِيعَتِكُمْ لَيْسَتْ لَهُ هذِهِ الرِّوَايَةُ، أَيُّهُمَا أَفْضَلُ؟ قَالَ:«الرَّاوِيَةُ لِحَدِيثِنَا يَشُدُّ بِهِ قُلُوبَ شِيعَتِنَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ عَابِدٍ».
هديّة :
(راوية) أي كثير الرّواية، والتاء للمبالغة، كما في العلّامة، والنسّابة.
(يبثّ) من باب مدّ، وبثّ الحديث: نشره
(ويشدّده) بالشين المعجمة والتشديد: الإحكام والتقوية.
وضبط برهان الفضلاء ـ كما في بعض النسخ ـ بالمهملة في «يشدّده» وبالمعجمة في «يشدّ به». قال في شرحه بالفارسي:
«ويسدّده في قلوبهم وقلوب شيعتكم»؛ يعني ووا مى نمايد راستى حديث شما را در دلهاى مخالفان و در دلهاى شيعه شما.
و «يشدّ به» يعنى پا برجا ميكند بحديث ما دلهاى شيعه مارا.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«الراوية»: كثير الرواية، والتاء للمبالغة. والمراد ببثّ الحديث في الناس نشره بينهم بإيصاله إليهم. و «السّداد» ـ بالسين المهملة ـ : الاستقامة وعدم الميل.
«يسدّده» أي يقرّره سديدا بتضمين معنى التقرير.
«في قلوب الناس وقلوب شيعتكم» من عطف الخاصّ على العامّ؛ لزيادة الاهتمام.
وفي بعض النسخ: «يشدّده» بالمعجمة، أي يوثّقه ويجعله مستحكما في قلوبهم. وعلى النسخة الاُولى يحتمل هذا المعنى أيضا؛ فإنّ «التسديد» ۳ قد يُراد به التوثيق.
ولمّا ذكر السائل هذا القسم والقسم الذي يقابله به ـ وهو العابد من الشيعة ليست له تلك الرواية ـ وصرّح بغرضه الذي هو السؤال عن النسبة بينهما في الفضيلة، أجاب عليه السلام ۴ : بأنّ «الرّاوية لحديثنا الذي يشدّ به قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد» وفيه إشعار بأنّ الفضيلة باعتبار النشر بين الشيعة وإخبارهم، لا بالنشر بين غيرهم وإن لم يكن فيه الإخلال بالتقيّة الواجبة. ۵
فإن قيل: لِمَ قال في هذا الحديث: «أفضل من ألف عابد» وفي الحديث السابق [في النسبة بين العالم الذي ينتفع بعلمه و العابد ۶ ]: «أفضل من سبعين ألف عابد؟»
قلنا: للتفاوت بين العلم ورواية الحديث؛ فإنّ الراوي حافظ للكلام، ناقل له، ولا يلزم أن يكون عالما، فإنّه لا ينافي روايتُه جهلَه بالمراد ممّا يرويه، «وربَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه منه». ۷ فبيّن عليه السلام التفاوتَ بين العالم المنتفع بعلمه والعابد بأنّه أفضل من سبعين ألف عابد، والتفاوتَ بين الراوية والعابد بأنّه أفضل من ألف عابد، فيفهم منها أنّ العالم المنتفعَ بعلمه أفضل من سبعين راويةً للحديث يشدّ به قلوب الشيعة. ۸
1.گلستان سعدى ، ص ۲۱۹ ، باب دوّم حكايت ۳۸. و فيه:
گفت آن گليم خويش بدر مى برد ز موجوين جهد مى كند كه بگيرد غريق را.
2.في الكافي المطبوع: «عن معاوية بن عمّار».
3.في «ج»: «التشديد».
4.في «ج»: + «عنه».
5.في المصدر: «بالواجب من التقيّة».
6.ما بين الموقوقين أضفناه من المصدر.
7.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۳ ، باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة... ، ح ۱ و ۲؛ دعائم الإسلام ، ج ۱ ، ص ۸۰ ، باب ذكر الرغائب في العلم و... ؛ و ص ۳۷۸ ، باب ذكر الأمان.
8.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۰۱ ـ ۱۰۲.