الحديث الثالث
۰.روى في الكافي عن مُحَمَّدُ، عَنْ عَبْدِ اللّه ِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ الثُّمَالِيِّ،۱قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«اغْدُ عَالِما، أَوْ مُتَعَلِّما، أَوْ أَحِبَّ أَهْلَ الْعِلْمِ، وَلَا تَكُنْ رَابِعا؛ فَتَهْلِكَ بِبُغْضِهِمْ».
هديّة :
يعني (اغْدُ) وانظر فإن كنت حجّة معصوما، وإلّا فكن (متعلِّما) من العاقل عن اللّه بلا واسطة أو بواسطة على الوجه الصحيح الموصوف، أو محبّا (أهل ۲ العلم) أي الإمام الحقّ وشيعته.
وفي الحديث عن الصادق عليه السلام : «إنّ اللّه تبارك وتعالى يغفر الشيعة، ومَن أحبَّ الشيعة، ومَن أحبّ محبّ الشيعة» بمعنى يوفّق ويهدي فيغفر.
وقال بعض المعاصرين: فيه دلالة على أنّ غير الأئمّة عليهم السلام يجوز أن يصير عالما علما لدُّنيا، فإنّه المراد بالعلم دون حفظ الأقوال وحمل الأسفار. ۳ انتهى.
غفلته عن أمثال أحاديث الباب، وحديث: «من حفظ أربعين حديثا» ۴ واغتراره بتوهّم ناشٍ من ظاهر متعارف في المكالمات، وساقط عن درجة الاعتبار، علامةٌ بيّنة لمن يتخبّطه الشيطان من المسّ. والحديث التالي بيّنة عادلة انحصر في حكمته ـ تبارك وتعالى ـ العلم اللدنيّ في الحجّة المعصوم المحصور عدده، فبناء الادّعاء إنّما هو على أصل من اُصول القدريّة، وهو كشف الحقائق يحصل لأيّ من كان بالرياضة الكاملة ولو كانت ممنوعة شرعا لا على أحاديث الأئمّة عليهم السلام ، والمدّعي بغير علم من الهالكين ببغضهم.
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
«اُغد» بالغين المعجمة والدال المهملة على الأمر المعتلّ اللّام، من باب نصر، من الأفعال الناقصة؛ يعني لا يخلو كلّ صباح من إمامٍ حقّ ومتعلّمٍ منه بلا واسطة، أو بواسطة ، ومحبّ للإمام الحقّ بانتظاره كلّ صباحٍ ومساء، وترك العمل بالظنّ في المختلف فيه كأعدائه. «ولا تكن رابعا» بترك السؤال في زمن ظهور الإمام، وعدم الانتظار في زمن الغيبة بالعمل بالظنّ «فتهلك» ببغض هؤلاء الأقسام الثلاثة.
قال لي رجلٌ من المخالفين في المدينة المنوّرة: قول الرافضة فينا بأنّا نبغض عليّا عليه السلام محض افتراء علينا، وهو رابع خلفاء ديننا. قلت: مَن قال مِن النصارى: إنّ اللّه ثالث ثلاثة هو عدوّ اللّه أو وليّه؟ قال: عدوّه، قلت: كيف يكون عدوّ اللّه من يحبّ اللّه ويقول هو الربّ الثالث؟! فسكت مليّا، ثمّ قال: هذا جواب له الحياة ويُحيي الأموات.
وقال السيّد الأجلّ النايني رحمه الله:
أي كُن في كلّ غداة عالما، أو متعلِّما، أو أحبّ أهل العلم فإنّه يجرّه إلى التعلّم وإن لم يكن متعلِّما في كلّ غداة. أو المراد بالمتعلّم من يكون التعلّم كالصّنعة له، ومن لم يكن عالما من اللّه ولا متّخذا التعلّم صنعة ۵ له وأحبّ أهل العلم يأخذ منهم ويدخل في المتعلّم بالمعنى الأعمّ، ومن لم يحبّهم ويكون ذلك لجهله وحبّه له، فيبغض أهل العلم، ويحبّه الجَهَلَة ويبغضه العلماء فيهلك ۶ . ۷
1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى ، عن عبداللّه بن محمّد ، عن عليّ بن الحكم ، عن العلاء بْن رزين ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي حمزةَ الثُمالي».
2.في «ج»: «لأهل».
3.الوافي ، ج ۱ ، ص ۱۵۳.
4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۴۹ ، باب النوادر من كتاب فضل العلم ، ح ۷؛ الاختصاص ، ص ۶۱ ، حديث موسى بن جعفر مع يونس بن عبدالرحمن ، الأمالي للصدوق ، ص ۳۸۲ ، ح ۴۸۸.
5.في المصدر : «صفة له» بدل «صفته». وفي «الف»: «صنعته».
6.في المصدر: «بحبّه الجَهَلَة و بعضه العلماءَ يهلك».
7.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۰۴.