345
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي عن مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَعَلِيِّ بْن مُحَمَّدٍ، عَنْ سَهْلٍ وَمُحَمَّدٍ، عَنْ أَحْمَدَ جميعا، عَنْ الْأَشْعَرِيِّ، عَنْ الْقَدَّاحِ؛ وَعَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنِ الْقَدَّاحِ،۱عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ:«قَالَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مَنْ سَلَكَ طَرِيقا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْما، سَلَكَ اللّه ُ بِهِ طَرِيقا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا لِطَالِبِ الْعِلْمِ رِضا بِهِ، وَإِنَّهُ يَسْتَغْفِرُ ۲ لِطَالِبِ الْعِلْمِ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ، وَفَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلى سَائِرِ النُّجُومِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ؛ إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارا وَلَا دِرْهَما، وَلكِنْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ مِنْهُ، أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ».

هديّة :

المراد ب «العالم» في العنوان ـ بدلالة أحاديث الباب ـ : العالم المعلّم، سواء كان علمه عقلاً عن اللّه ، أو عن العاقل عن اللّه بلا واسطة أو بواسطة.
و ب «المتعلّم»: طالب العلم من الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه بلا واسطة أو بواسطة.
وبقوله: (علما) في المتن ـ بدلالة الإطلاق ـ : مسألة أو مسائل من المسائل الدينيّة ، أو المقدّمات الضروريّة لها؛ نظرا إلى بعض الطالبين، وبعض فنون علم الدِّين، فمعنى من (سلك) أي مؤمن بولاية أهل البيت عليهم السلام ، وإنّما يسلك (اللّه به طريقا إلى الجنّة)؛ لأنّ بالعلم المأخوذ عن المعصوم والعمل به يخلق اللّه تعالى لعباده في البرزخ نعيمه، وفي دار الخُلد نعيم جنانها من الأطعمة والأشربة، والحور والقصور، والأنهار، وما فيها من عجائب الصنع وغرائب التدبير.
وقد روى في بصائر الدرجات بإسناده عن نصر ۳ بن قابوس، قال: سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ: «وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ»۴ ، قال: «يا نصر، إنّه ـ واللّه ـ ليس حيث يذهب الناس، إنّما هو العالم وما يخرج منه». ۵ يعني أنّ الظلّ الممدود ليس معناه حيث يذهب الناس إليه، إنّما هو الإمام الحقّ، وعلمه المنبثّ في شيعته في مشارق الأرض ومغاربها، وبه وبالعمل به يخلق اللّه تبارك وتعالى في البرزخ نعيمه، وفي الجنّة نعيمها.
قال بعض الأفاضل: لو علم الملوك ما نحن فيه من لذّة العلم لحاربونا بالسيوف، وللآخرة أكبر درجات وأفضل تفضيلاً.
قال برهان الفضلاء:
لا يخفى أنّ استغفار الحيتان لطالب العلم كالذي صدر من الهدهد والنمل عند سليمان عليه السلام بإنطاق اللّه تعالى إيّاهما. والمراد أنّ بركات طلبة علم الدِّين وفوائدهم يصل إلى غير المكلّفين أيضا.
وقال السيّد الأجلّ النائيني:
«مَن سلك طريقا يطلب فيه علما» الجملة صفة أو حال، والضمير فيها للطريق أو السلوك. والطريق إلى الشيء إمّا الدخول فيه أو طيُّه يوصل إليه. ومن طرق العلم: الفكرة ، ومنها: الأخذ من العالم ابتداءً أو بواسطة أو بوسائط.
ويحتمل أن يكون المراد بالطريق معناه المتعارف، وبسلوكه أن يسير فيه للوصول إلى العالم والأخذ منه ، أو للوصول إلى موضع يتيسّر له فيه تحصيل العلم.
«سلك اللّه به طريقا إلى الجنّة »، أي أدخله اللّه طريقا يوصل سلوكه إلى الجنّة.
و «وضع الأجنحة»: حطّها وخفضها وهو هيئة تواضع الطائر. و تواضع الملك عبارة عن التعظيم أو الفعل ۶ على وفق مطلوب من يتواضع له، وإعانته. «رضا به» أي لأنّه يرتضيه أو لإرضائه.
و «الاستغفار»: طلب ستر الزلّات والعثرات، والتجاوز عن السيّئات بنزول الرحمة وشمولها، أو طلب إصلاح الحال والتثبّت على الصراط المستقيم المنجرّ إلى البقاء والنجاة إلى ۷ المآل . ۸

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّدبن الحسن و عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زيادٍ ، و محمّدبن يحيى ، عن أحمد بن محمّد جميعا ، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن عبداللّه بن ميمونٍ القدّاح. و عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن القدّاح».

2.في الكافي المطبوع: «ليستغفر».

3.في «ج»: «نضر».

4.الواقعة (۵۶): ۳۰ ـ ۳۳.

5.بصائر الدرجات ، ص ۵۲۵ ، باب النوادر في الأئمّة ، ح ۳.

6.فيالمصدر: «والفعل».

7.في المصدر: «في المآل».

8.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۰۶.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
344
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94225
صفحه از 644
پرینت  ارسال به