الحديث الخامس ۱
۰.روى في الكافي عَن الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ رَفَعَهُ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام، قَالَ:«لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي طَلَبِ الْعِلْمِ، لَطَلَبُوهُ وَلَوْ بِسَفْكِ الْمُهَجِ، وَخَوْضِ اللُّجَجِ، إِنَّ اللّه َ ـ تَبَارَكَ وَتَعَالى ـ أَوْحى إِلى دَانِيَالَ: أَنَّ أَمْقَتَ عَبِيدِي إِلَيَّ الْجَاهِلُ الْمُسْتَخِفُّ بِحَقِّ أَهْلِ الْعِلْمِ، التَّارِكُ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِمْ؛ وَأَنَّ أَحَبَّ عَبِيدِي إِلَيَّ التَّقِيُّ الطَّالِبُ لِلثَّوَابِ الْجَزِيلِ، اللَازِمُ لِلْعُلَمَاءِ، التَّابِعُ لِلْحُلَمَاءِ، الْقَابِلُ عَنِ الْحُكَمَاءِ».
هديّة :
(ما في طلب العلم) أي العلم النافع في الدِّين. و «السفك»: الإراقة. وربّما يخصّ بالدّم.
و (المهج) كصرد: جمع مهجة بضمّ الميم وسكون الهاء، وهي دم القلب.
و «الخوض»: الدخول في الماء.
و «اللّجج»: جمع لُجّة، وهي معظم الماء. يعني ودخول الورطات الهائلة.
و «المقت» بالفتح: البغض
(التارك للاقتداء بهم) يعني وهم ورثة الأنبياء عليهم السلام .
و (التقيّ): بَيِّنُ التقوى. وباطنيّه أصل الظاهريّة، فإنّ ظاهريّه ـ وهو الاجتناب بالجوارح عن المحرّمات ـ لا ينفع مثقال ذرّة بدون التبرّي من صميم القلب من جميع الفرق الهالكة، طواغيتهم وأشياعهم.
والمراد علماء العاملون بعلم الدِّين عقلاً عن اللّه ابتداءً أو بالواسطة.
و ب «الحلماء»: العقلاء العاقلون عن العاقل عن اللّه . من «الحلم» بالكسر، بمعنى العقل.
و ب «الحكماء»: الأفاضل من العقلاء. و (القابل) يحتمل المفردة والخاتمة. والمضبوط (عن) بالعين .
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
«ولو بسفك المهج» أي دماء المخالفين المانعين من طلب علم الدِّين.
«وخوض اللّجج» أي الدخول في صفوف سيوفهم. و «الثواب الجزيل» عبارة عن الثواب الاُخرويّ
«التابع للحلماء» أي العقلاء. «القابل» بالمفردة. «عن الحكماء» أي الكافين أنفسهم عن أهوائها. ومنها العمل بالظنّ في المشتبهات .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله : «اللّازم للعلماء». هذه الصفات الثلاث إشارة إلى الأنبياء وأوصيائهم عليهم السلام . ۲
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«لو يعلم» الناس ما في طلب العلم» أي من حصول الفضل والشرف والأجر «لطلبوه ولو بسفك المهج» أي بإراقة الدّماء «وخوض اللّجج» أي دخول اللّجج، وهي جمع لجّة، أي معظم الماء.
«وأنّ أحبّ عبيدي إليَّ التّقي» قابَلَه بالجاهل؛ لأنّ التقوى من آثار كمال العقل المقابل للجهل.
والمراد بطالب الثواب الجزيل: العامل لما يوصله إليه، سواء قصد به حصوله أو لا.
والمراد بملازمة العلماء: كثرة مجالستهم ومصاحبتهم.
والمراد بالحلماء: العقلاء. ومتابعتهم: سلوك طريقه ۳ الذي سلكوه.
«والقابل عن الحكماء»: الآخذ عنهم ولو بواسطة أو وسائط. والمراد بالحكماء: العدول الآخذون بالحقّ [والصواب ۴ ] قولاً وعملاً.
والظاهر أنّ المراد بالحلماء والحكماء: الأنبياء والأوصياء ، والقريب منهم كلقمان وآصف؛ فإنّ كمال العقل والحكمة لهم. والعلماء يشمل غيرهم ومن لا يدنوهم من أهل العلم. ۵ انتهى .
الظاهر كلقمان واسكندر .