357
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
356

الحديث الثاني ۱

۰.روى في الكافي عن عليّ، عن العبيدي؛ عن يونس، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبداللّه عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ :«إِنَّمَا يَخْشَى اللّه َ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ»۲قال :«يعني بالعلماء من صدّق فعله قوله ؛ فمن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم».

هديّة :

الآية في سورة الفاطر.
والظاهر أنّ الإمام عليه السلام أفاد بالتفسير أنّ المراد ب «العلماء» في هذه الآية خصوص الحجج المعصومين العاقلين عن اللّه . فالمراد ب «الفعل» على فاعليّة المعجزة، وكذا ب «القول» يعني من صدّق معجزه دعواه، أو من صدّق قوله في أحكام اللّه بعلمه المعجز صحّة جميع أفعاله. وتفسير الصدِّيق ـ وأكثر إطلاقه في المعصوم ـ بمن يصدّق فعله قوله مؤيّد.
ولمّا ليس حقّ الخشية إلّا مع الحجّة المعصوم؛ لأنّ حقّ اليقين معه، وكلّما يزداد اليقين يزداد الخوف والرّجاء نطق ۳ القرآن بأداة الحصر.
ويحتمل أن يكون غرضه عليه السلام أنّ المراد بالعلماء في الآية أعمّ من المعصوم ومن العدول من علماء الشيعة ، فالمراد بحقّ الخشية مراتب كمالها وحقّها في الرعيّة مع العلماء المتّقين ، وفي الاُمّة أو مطلق العباد مع الأوصياء من الحجج المعصومين ، والحجج المعصومين صلوات اللّه عليهم أجمعين.
وما أظهر أنّ وقاحة الصوفيّة القدريّة وجسارتهم في دعاويهم الباطلة شرعا، وأقاويلهم المردودة قطعا إنّما هي من قلّة خوفهم من العذاب الموعود؛ لعدم يقينهم بجميع ما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله . وإنّما قلنا من قلّة خوفهم؛ لأنّ خوف الاحتمال الذي ليس باحتمال سهل لن ينفكّ عن الجاحدين الملحدين، ولا يمنعه خيال عن إذابة قلوبهم .
هشدار كه منكر قيامتاز شايد آن دلش دو نيم است .
وبناء حديث أمير المؤمنين عليه السلام مع الزنديق الذي أسلم على يده ۴ إنّما هو على امتناع منع الجاحد ذلك الاحتمال بشيء من قلبه إن كان الأمر كما قلتم، وليس كما قلتم فنحن وأنتم سواء. وإن كان كما قلنا و هو كما قلنا فمن ينجيكم، وإلى أين تفرّون، وإلى مَن تفزعون. فزع إليه، كعلم: لجأ
(فليس بعالم) أي من المعصومين، أو من علماء الدِّين في عرف أهل الدِّين .
قال برهان الفضلاء :
معنى «العلماء» هنا ظاهر ممّا مرّ في الحديث الثاني عشر من الباب الأوّل في شرح: «يا هشام، إنّ العقل مع العلم» وممّا مرّ في شرح الحديث الآخر من الباب السابق.
يعني «إنّما يخشى اللّه » ويترك اتّباع الظنّ «من عباده العلماء».
ولمّا كان العلم الذي لا عمل معه أسوء من الجهل قال عليه السلام : «فمن لم يصدّق فعله قوله فليس بعالم» .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
المراد ب «من صدّق فعله قوله»: من يكون ذا علم ومعرفة ثابتة مستقرّة في قلبه استقرارا لا يغلبه معه هواه. والمعرفة الثابتة المستقرّة كما تدعو إلى القول والإقرار باللِّسان، تدعو إلى الفعل والعمل بالأركان، فيكون فعله مصدِّقا لقوله، والعالم لهذا المعنى الحقيق بذلك الاسم له خشيةٌ من ربّه ليست لغيره ، وهذه الخشية تؤدّيه إلى الإطاعة والانقياد قولاً وفعلاً؛ فإنّ الجرأة على العصيان لا يجامع الخشية الحقيقيّة . ۵

1.في «الف»: - «الحديث الثاني».

2.فاطر (۳۵): ۲۸.

3.جواب لقوله: «و لمّا».

4.المرويّ في الاحتجاج، ج ۱، ص ۲۴۰ ـ ۲۵۸.

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۱۲ ـ ۱۱۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 121211
صفحه از 644
پرینت  ارسال به