371
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
370

الباب السابع : باب حقّ العالم

وفيه كما في الكافي حديثٌ واحد .

۰.روى في الكافي عن عليّ بن محمّد بن عبداللّه ، عن أحمد،۱عن محمّد بن خالد، عن الجعفري،۲عمّن ذكره، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَقُولُ : إِنَّ مِنْ حَقِّ الْعَالِمِ أَنْ لَا تُكْثِرَ عَلَيْهِ السُّؤَالَ ، وَلَا تَأْخُذَ بِثَوْبِهِ ، وَإِذَا دَخَلْتَ عَلَيْهِ ـ وَعِنْدَهُ قَوْمٌ ـ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ جَمِيعا ، وَخُصَّهُ بِالتَّحِيَّةِ دُونَهُمْ ، وَاجْلِسْ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَلَا تَجْلِسْ خَلْفَهُ ، وَلا تَغْمِزْ بِعَيْنِكَ ، وَلَا تُشِرْ بِيَدِكَ ، وَلَا تُكْثِرْ مِنْ قَوْلِ : قَالَ فُلَانٌ وَقَالَ فُلَانٌ خِلَافا لِقَوْلِهِ ، وَلَا تَضْجَرْ بِطُولِ صُحْبَتِهِ ؛ فَإِنَّمَا مَثَلُ الْعَالِمِ مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنْتَظِرُهَا مَتى يَسْقُطُ عَلَيْكَ مِنْهَا شَيْءٌ ، وَالْعَالِمُ أَعْظَمُ أَجْرا مِنَ الصَّائِمِ الْقَائِمِ ، الْغَازِي فِي سَبِيلِ اللّه ِ تبارك وتعالى».

قوله ۳ : (أن لا تكثر عليه السؤال) حذرا عمّا يوجب الملال.
(ولا تأخذ بثوبه) اجتنابا عن سوء الأدب. و «التحيّة»: الثناء.
والمراد ب «الجلوس بين يديه»: الجلوس في مجلسه بحيث لا يحوجه إلى التفات كثير منه عند الخطاب.
و ب «الخلف»: ما يقابله.
«غمز» بالعين أو الحاجب، كضرب: أشار ، وباليد: نخس.
في بعض النسخ: «من قول قال فلان وقال فلان» بلا تعريف «القول» فعلى البدل على الأكثر ، أو بتقدير القول.
«ضجر» به ومنه ، كعلم: سأم وقلق ؛ أي لا تظهر الضجر، أو أمرٌ بالنهوض عن المجلس عند وجدان الضجر.
و (العالم) المنتفع بعلمه في الدِّين (أعظم أجرا من الصائم) بالنهار (القائم) بالليل (الغازي في سبيل اللّه ) في الجهاد الأكبر دائما ، وفي أصغره عنده .
قال برهان الفضلاء :
«إنّ من حقّ العالم» أي العالم بالمسائل الدينيّة.
«ولا تأخذ بثوبه» أي عند إرادته النهوض من المجلس إلتماسا لتوقفه ساعةً اُخرى.
وخصّة بالتحيّة دونهم ؛ أي لا تثن عنده غيره بمثل ثنائه فضلاً عن الأزيد.
«من قول قال فلان وقال فلان» على الإضافة.
والتمثيل ب «النخلة»: إشارة إلى أنّ كلام العالم من غير سؤال عنه أفضل في جواب سؤال؛ فإنّ ما يسقط من النخلة أنضج وأكمل .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
يحتمل أن يكون المراد بالإكثار عليه: الإكثار المتضمّن للضرّ، ۴ بأن يكثر لينفد ما عنده، أو ليظهر ۵ خطأه أو عجزه.
ويحتمل أن يكون المراد بالإكثار عليه: الزيادة على القدر الذي يعمل به، أو يحفظه ويضبطه.
ويحتمل أن يكون الظرف متعلّقا بالسؤال، ويكون المراد بالسؤال عليه الإيراد والردّ عليه. أو يراد ب «على» مفادها ، ويراد به السؤال منه، كما في الاحتمال الثاني. وفي كلّ منها ترك رعاية حقّ العالم وتعظيمه وتوقيره.
[والمراد ب «الجلوس بين يديه»: الجلوس حيث يواجهه ، ولا يحتاج في الخطاب والمواجهة إلى انصراف إلى جانب السائل.
والمراد ب «الجلوس خلفه»: ما يكون بخلاف ذلك ، فيحتاج في التوجّه و الخطاب إلى الانصراف نحوَه.
والمراد ب «الغمز بالعين»: الإشارة بها.] ۶
وفي كلّ من الغمز بالعين والإشارة باليد والإكثار من نقل قول القائلين بخلاف قوله ترك التعظيم والإجلال للعالم الذي من حقّه أن يعظّم ويُبجّل.
«ولا تضجر لطول صحبته»؛ ۷
فإنّ في طول صحبته انتفاعا ونيلاً للمطلوب عاجلاً وآجلاً. ۸
فكما أنّ في كسر النخلة أو قطعها تفويتا أكثر ممّا يتوقّع من الانتفاع به بسقوط شيء منها، كذلك في حطّ مرتبة العالم والاستخفاف به تفويت أعظم ممّا يتوقّع حصوله بالسؤال عنه.
«والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه » ؛ لأنّ الصائم يكون صومه مكفّا لنفسه عمّا اُمر بالكفّ عنه، ولا يوجب كفّ أحد في الصوم كفّ آخر ، وكذا إقامة الصلاة. والعالم يكفّ نفسه عن الاعتقادات الباطلة بالدلائل القاطعة، ويُقيم الاعتقادات الحقّة بالبراهين القاطعة ۹ الواضحة. وهذه الدلائل والبراهين توجب كفّ كلّ نفس عن الآراء الباطلة، وقيام كلّ على المذاهب الحقّة.
وكذا الغازي في سبيل اللّه يدفع طغيان أهل الكفر والضلال، الذين ۱۰ يجاهدهم ويسعى في إزالة باطلهم، فيقاتلهم حتّى يقرّوا بالحقّ أو يعملوا بالذمّة.
والعالم يدفع الشُّبه الموجبة للكفر والضلال، ويسعى في إزالتها، فيهتدي به ۱۱ بذلك كلّ من وصل إليه واستمعه ۱۲ ونظر بعين الإنصاف ، فلهذا صار العالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه جلَّ جلاله . ۱۳
باب فقد العلماء
الباب الثامن
باب فقد العلماء
وأحاديثه كما في الكافي ستّة:

1.في الكافي المطبوع: «أحمد بن محمّد».

2.في الكافي المطبوع: «عن سليمان بن جعفرٍ الجعفري».

3.في «ب» و «ج»: «هدية».

4.في المصدر: «للضرر».

5.كذا في المصدر، وفي الأصل: «ليظهره».

6.ما بين المعقوفتين أضفناه من المصدر.

7.في المصدر هنا إضافة تركها المصنّف ، أو اُسقطت من المخطوطة.

8.في المصدرهنا إضافة تركها المصنّف ، أو اُسقطت من المخطوطة.

9.في المصدر: «القطعيّة» بدل «القاطعة».

10.في «ب» و «ج»: «للدين».

11.في المصدر: - «به».

12.فيالمصدر: «وسمعه».

13.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۱۷ ـ ۱۱۹.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113048
صفحه از 644
پرینت  ارسال به