الحديث السادس
۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّةٌ عَنْ أَحْمَدَ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ :«كَانَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلاميَقُولُ : إِنَّهُ يُسَخِّي نَفْسِي فِي سُرْعَةِ الْمَوْتِ وَالْقَتْلِ فِينَا قَوْلُ اللّه ِ تعالى «أَ وَلَمْ يَرَوْا أَنّا نَأْتِى الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها» وَهُوَ ذَهَابُ الْعُلَمَاءِ» .
هديّة :
«السخاء» و «السخاوة»: الجود . يُقال: منه سخا يسخو كدعا يدعو ، أو سخي يسخى كرضي يرضى . وسخو يسخو ـ من باب حسن ـ سخاوة: ۲ صار سخيّا وجاد، وأسخاه غيره.
يعني (أنّه يسخّي نفسي) فيما ذكر تعظيم اللّه العلماء وتكريمه إيّاهم بنسبة الإتيان إلى نفسه سبحانه، ف «نفسي» نصب على المفعوليّة . و «قول اللّه تعالى» رفع على الفاعليّة . والآية في سورة الرعد . ۳
ولعلّ المراد بنقصان الأرض من أطرافها: خلوّها من نور العلم ؛ أي خلوّ بعض أطرافها؛ لمكان «من» وشرف المكان بالمكين .
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى : «من أطرافها» أي من نفائسها، جمع طريف ، بمعنى النفيس .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
وفي بعض النسخ: «يسخّي» من باب التفعيل. وفي بعضها: «تسخى من المجرّد» . وعلى الاُولى: فاعله «قول اللّه » ومفعوله «نفسي» و «فينا» متعلّق ب «سرعة الموت والقتل» . وعلى الثانية: فاعلها «نفسي» و «فينا» خبر لقوله: «قول اللّه » . ۴
وقال بعض المعاصرين :
إنّما عبّر عن العلماء بنهايات الأرض؛ لأنّ غاية الحركات الأرضيّة، ونهاية الكمالات المرتّبة عليها من لدن حصول المعادن منها، ثمّ النباتات، ثمّ الحيوانات إلى الوصول إلى الدرجة الإنسانيّة وما فوقها، إنّما هو وجود العلم والعلماء ، فالأرض والأرضيّات بهم تنتهي إلى سماء العلم والعقل، فهم بمنزلة نهاياتها . ۵ انتهى .