387
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث الرابع

۰.روى في الكافي ، عن عليّ، عَنْ العبيدي ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ مؤمن الطاق ،۱عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«لَا يَسَعُ النَّاسَ حَتّى يَسْأَلُوا ، وَيَتَفَقَّهُوا وَيَعْرِفُوا إِمَامَهُمْ ، وَيَسَعُهُمْ أَنْ يَأْخُذُوا بِمَا يَقُولُ وَإِنْ كَانَ تَقِيَّةً» .

هديّة :

يعني لا رخصة من النبيّ صلى الله عليه و آله لمَن أقرَّ بالرسالة أن يأخذ العلم بأحكام الدِّين اُصوله وفروعه إلّا بالسؤال عن الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه ، أو عمّن عقل عن العاقل الموصوف ابتداءً أو بالواسطة على الوجه الصحيح. والتّفقّه بذلك ومعرفة الإمام المعصوم الذي لابدّ من وجوده في هذا النظام العظيم لحِكَمٍ شتّى بأنّ المأخذ إنّما هو قوله وفعله.
ولهم رخصة في الأخذ بما عنه، إن كان ما عنه على التقيّة .
ونسخة: «وإن كانت تقيّة» بالتأنيث والرفع ـ كما ضبط بعض المعاصرين ـ بمعنى «وإن كانت تقيّة باعثة» تكاد أن تكون غلطا .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
المراد بالسؤال هنا: سؤال الناس بعضهم بعضا آخر عن حدود ما أنزل اللّه على رسوله صلى الله عليه و آله و ب «التّفقّه» معرفة تلك الحدود بالسؤال. وذلك إشارة إلى آية سورة التوبة «فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ»۲ الآية .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ويسعهم أن يأخذوا» أي قولاً واعتقادا وعملاً في كلّ زمان.
«بما يقول» ؛ أي في ذلك الزمان وإن كان تقيّةً؛ فإنّ ما يقوله الإمام تقيّةً يسع السائل أن يعتقده ويقول به إذا لم يتنبّه للتقيّة ، وأمّا العمل به والأمر بالعمل به مع التنبّه للتقيّة أيضا لازم عند التقيّة . ۳

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن أبي جعفر الأحول».

2.التوبة (۹): ۱۲۲.

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۴.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
386

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدِ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ حَرِيزٍ ، عَنْ زُرَارَةَ وَمُحَمَّدٍ وَ الْعِجْلِيِّ۱، قَالُوا : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام لِحُمْرَانَ بْنِ أَعْيَنَ فِي شَيْءٍ سَأَلَهُ :«إِنَّمَا يَهْلِكُ النَّاسُ ؛ لِأَنَّهُمْ لَا يَسْأَلُونَ» .

هديّة :

يعني عن الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه ، أو عن الثقة العاقل عن العاقل عن اللّه ابتداءً أو بالواسطة الموصوفة . والخبر ردّ على مدّعي الكشف بالرياضة .
قال برهان الفضلاء : يعني لأنّهم لا يسألون عن العالم بالمسائل الدينيّة ويتّبعون الظنّ .

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي عَن عَلِيِّ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ الْقَدَّاحِ۲، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ :«إِنَّ هذَا الْعِلْمَ عَلَيْهِ قُفْلٌ ، وَمِفْتَاحُهُ الْمَسْأَلَةُ» .

هديّة :

أي العلم الذي لا يحصل لأحد من الرعيّة إلّا بالأخذ عن الحجّة المعصوم المحصور عدده في الأوّلين والآخرين .
والتنوين في (قفل) للتعظيم؛ إشارةً إلى أنّ مفاتيح خزائنه الأصليّة إنّما هي في أيدي الحجج المعصومين عليهم السلام .
قال برهان الفضلاء :
«إنّ هذا العلم» يعني علم المسائل الدينيّة التي يجري الاختلاف فيها وفي دليلها من دون مكابرة . والمراد من قوله عليه السلام : «ومفتاحه المسألة»: أنّه لا يحصل لأحد بالفكر والرياضة .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله :
«عليه قفل» تصريح بأنّ علم الحلال والحرام مخزون عند أهل البيت عليهم السلام ويجب سؤالهم في كلّ ما يُحتاج إليه . ۳
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : «أي العلم الذي هو العلم حقيقةً» . ۴

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريزٍ ، عن زرارة و محمّد بن مسلمٍ و بُريد العجلي».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا: «عليّ بن محمّد ، عن سهل بن زيادٍ ، عن جعفر بن محمّدٍ الأشعري ، عن عبداللّه بنِ ميمون القدّاح».

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۹۳.

4.لم أجده في حاشيته على اُصول الكافي.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112675
صفحه از 644
پرینت  ارسال به