389
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
388

الحديث الخامس

۰.روى في الكافي ، عن عَلِيٍّ ، عَنْ العبيدى۱، عَنْ يُونُسَ ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : أُفٍّ لِرَجُلٍ لَا يُفَرِّغُ نَفْسَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ لِأَمْرِ دِينِهِ ؛ فَيَتَعَاهَدَهُ وَيَسْأَلَ عَنْ دِينِهِ» .

هديّة :

(أفّ) كلمة تَكَرُّهٍ . قال في القاموس: ولغاتها أربعون . ۲
والمراد تفريغ النفس من شواغل الدنيا في كلّ اُسبوع يوما لا أقلّ . ولعلّ هذا في صدر الإسلام للمشتغلين بتحصيل وجه المعاش ؛ فإنّ وجوب طلب العلم على كلّ مسلم يجمع دائما كلّ يوم مع كلّ شغل وصنعةٍ .
واحتمال عطف «يسأل» على «يفرّغ» غير بعيد .
فالمعنى: أُفٍّ لرجلٍ مسلمٍ لا يتعاهد أمر دينه في كلّ جمعة بكثرة العبادة والإكثار من الاستغفار ، وأفّ لرجل مسلم يترك السؤال عن دينه بعدم المبالاة وقلّة التنبّه ليوم المكافأة .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
«لا يفرّغ نفسه» أي من شغل الدنيا في كلّ يوم جمعة، أو في كلّ اُسبوع يوما لعمدة أمر آخرته؛ ليصير عارفا بها، ويسأل عمّا يُحتاج إليه في دينه .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«اُفّ» كلمة ضجر .
«لا يفرغ» إمّا من المجرّد، أي لا يقصد نفسه كلّ جمعة أمر دينه ، وإمّا من المزيد، أي لا يجعل نفسه قاصدا لأمر دينه.
وتعاهد الشيء: تفقّده، وإحداث العهد بالشيء ولقاؤه .
والمراد بالفراغ لأمر الدِّين: ترك الاشتغال بالاُمور الدنيويّة للتوجّه إلى العبادة والاشتغال بالاُمور الدينيّة والاُخرويّة .
والمراد بتعاهده: طلب ما يفقده منه، وإحداث العهد به ولقاؤه، لا التحفّظ وتجديد الحفاظ؛ لأنّ الشائع المتعارف في التعبير عن التحفّظ، التعهّد لا التعاهد ، ولذا يُقال : «تعهّدت الضيعة» أفصح من «تعاهدت الضيعة» وإن كان قد يستعمل كلّ منهما في المعنى الشائع من الآخر .
وبالجملة، فالمعنى الشائع في التفاعل تشارك الفاعلين، ثمّ ما يكون بين الاثنين كالمفاعلة . وقد يستعمل لمعانٍ اُخر، وتلك المعاني الغير المتعارفة بالنسبة إلى ذلك الباب ربّما يكون متعارَفا في مادّة خاصّة، فلا يضرّ عدم التعارف بالنسبة إلى الباب حينئذٍ . وما نحن فيه ليس من ذلك القبيل ؛ فإنّ التحفّظ هنا ليس من الأوّل ولا من الثاني، ولم يتعارف استعمال التعاهد فيه، إنّما شاع استعمال التعهّد فيه، فلا تغفل ۳ . ۴

1.في الكافي المطبوع: «محمّد بن عيسى».

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۱۷ (أفّ).

3.في المصدر: - «فلا تفعل».

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۵ ـ ۱۲۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112618
صفحه از 644
پرینت  ارسال به