الحديث العاشر

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّةِ ، عن البرقي،^۱عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَضَالَةَ^۲، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ ، عَنْ مَنْصُورٍ الصَّيْقَلِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ :«تَذَاكُرُ الْعِلْمِ دِرَاسَةٌ ، وَالدِّرَاسَةُ صَلَاةٌ حَسَنَةٌ» .

هديّة :

يعني علم الدِّين دراسة، يعني ثوابه كثواب دراسة القرآن .
قال ابن الأثير في نهايته: في الحديث: «تَدارَسُوا القرآن» أي اقرؤوه وتعهّدوه؛ لئلّا تنسوه . ^۳
(صلاة حسنة) أي طاعة مقبولة، أو إشارة إلى ما ورد عنهم عليهم السلام «أنّ صلاة مقبولة تُغني عن سائر الحسنات لأصل النجاة».
وقراءة «الصلاة» بالكسر وسكون اللّام بمعنى الصّلة كما ترى .
قال برهان الفضلاء :
يعني مذاكرة محكمات الآيات ثوابها كثواب تدريسها، وثواب التدريس كثواب صلاة مقبولة، وثوابها خيرٌ من عشرين حجّة .
و «الدّراسة» بالكسر مصدر باب نصر وضرب ؛ يعني تعليم الكتاب بمن جهله .
و «صلاة حسنة» إشارة إلى أنّ من قُبِلَتْ له صلاةٌ واحدةٌ لا يعذّب أبدا .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«الدراسة»: قراءة الكتاب والعلم . يُقال : درست الكتاب دراسةً ؛ أي قرأتُه ، و «الدراسة» أي قراءة العلم .
«صلاة حسنة» أي دعاء جميل؛ لأنّه يترتّب عليها ما يترتّب على أكمل الأدعية، وهو الدُّعاء الذي يطلب فيه جميع الخيرات من المطالب الدنيويّة والاُخرويّة فيستجاب، أو تعظيم للّه سبحانه جميل؛ لأنّ فيه تعظيما ظاهريّا ينشأ عن تعظيم باطني وينبئ عنه، فيثمر ^۴ تعظيما باطنيّا لآخر .
أو المراد بالصلاة معناها الشرعي، وبالصلاة الحسنة: المفروضة، كما قيل في قوله تعالى : «إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ»^۵ ، يعني الصلوات الخمس تكفِّر ما بينها . ^۶ والمراد بكونها صلاة مفروضة تَشارُكها في الدرجة الرفيعة والثواب الجزيل، أو في تكفير ما بينها من السيّئات . ^۷