397
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
396

الباب الحادي عشر : بَابُ بَذْلِ الْعِلْمِ

وأحاديثه كما في الكافي أربعة :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنْ ابْنِ بَزِيعٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حازم ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ۱، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«قَرَأْتُ فِي كِتَابِ عَلِيٍّ عليه السلام : إِنَّ اللّه َ لَمْ يَأْخُذْ عَلَى الْجُهَّالِ عَهْدا بِطَلَبِ الْعِلْم حَتّى أَخَذَ عَلَى الْعُلَمَاءِ عَهْدا بِبَذْلِ الْعِلْمِ لِلْجُهَّالِ ؛ لِأَنَّ الْعِلْمَ كَانَ قَبْلَ الْجَهْلِ» .

هديّة :

يعني في العنوان (بذل العلم) المحتاج إليه في الدِّين .
والظاهر أنّ المراد ب(العلماء) هنا حجج اللّه المعصومون؛ لظاهر أخذ العهد . ويحتمل التعميم.
والتعليل في المتن للتخصيص في التقديم .
ولعلّ المراد التقدّم في الخلقة ، وأوّل ما خلق اللّه العقل ، وأوّل ما خلق اللّه نور نبيّنا صلى الله عليه و آله .
أو المراد أنّ علم الدِّين كان مع حجج اللّه قبل جهل الاُمم به .
وقال الفاضل صدر الدِّين محمّد الشيرازي :
إنّما كان العلم قبل الجهل مع أنّه يكتسبه الجاهل بعد جهله لوجوه :
منها : أنّ اللّه سبحانه قبل كلّ شيء، وعلمه عين ذاته .
ومنها : أنّ العلماء كالملائكة وآدم واللّوح والقلم، لهم التقدّم على الجهّال من أولاد آدم .
ومنها : أنّ العلم غاية الخلق كما قال سبحانه : «وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْاءِنسَ إِلَا لِيَعْبُدُونِ»۲ . وثمرة العبادة المعرفة، والغاية متقدّمة على ذي الغاية؛ لأنّها سبب غائيّ .
ومنها : أنّ الجهل عدم العلم، والأعدام إنّما تُعرف بملكاتها .
ومنها : أنّه أشرف، فله التقدّم بالشرف والرتبة .
و منها : أنّ الجاهل إنّما يتعلّم بوساطة العالم وتعليمه . يُقال : علّمه فتعلّم . ۳
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
المراد ب «العلم» في العنوان: محكمات القرآن الناهية عن الاختلاف بالظنّ . و ب «الجهال» أهل الاختلاف بتبعيّة الظنّ .
و «اللّام» في «العلم» هنا في المواضع للعهد الخارجي ؛ أي العلم بحرمة الاختلاف في الدِّين ظنّا، كما نطق به آيات القرآن في محكماتها، ولأنّ الاستدلال بآية سورة آل عمران : «وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيا بَيْنَهُمْ» . ۴
والمراد أنّ أخذ العهد على علماء هذا العلم لو لم يكن قبل أخذه على الجهّال في كلّ شريعة لَما يحصل هذا العلم لجميع الجهّال من أهل الكتاب قبل الجهالة، أي الاختلاف ظنّا .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«لأنّ العلم كان قبل الجهل» هذا دليل على سبق أخذ العهد على العالم ببذل العلم للجاهل على أخذ العهد على الجاهل لطلب ۵
العلم ، أو بيان لصحّته .
ويمكن أن يقرّر بحمل القبليّة على القبليّة الزمانيّة، وتنزيلها ۶ على القبليّة بالرتبة والشرف .
أمّا الأوّل فبأن يُقال : العلم قبل الجهل؛ حيث كان خلق الجاهل من العباد بعد وجود العالَم كالقلم واللّوح وسائر الملائكة المقرّبين ، وكخليفة اللّه في أرضه آدم عليه السلام بالنسبة إلى أولاده ، فيصحّ كون الأمر بالطلب بعد الأمر ببذل العلم ، أو يكون الأمر ببذل العلم سابقا؛ حيث يأمر بما يقتضيه الحكمة ۷ البالغة، وبما هو الأصلح عند وجود من يستحقّ أن يخاطب به، ولأنّ من لم يسبق الجهل على علمه يعلم باطّلاع منه سبحانه حسنَ أن يبذل العلم ومطلوبيّته له تعالى، فيعلم كونه مطلوبا منه البذل ، وهذا أخذ العهد ببذل العلم .
وأمّا الثاني فبأن يُقال: العلم أشرف من الجهل، والعالم أقرب من جنابه سبحانه في الرتبة، ولا يصل العهد منه سبحانه إلى الجاهل إلّا بواسطة العالم، ويعلم العالم من ذلك أنّ عليه البذل عند الطلب . أو يقال: من جملة علمه وجوب بذل العلم عند الطلب . ۸

1.السند في الكافي المطبوع هكذا: «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصوربن يونس ، عن طلحة بن زيد».

2.الذاريات (۵۱): ۵۶.

3.راجع: شرح الاُصول الكافي، ص ۱۶۵.

4.آل عمران (۳): ۱۹.

5.في المصدر: «بطلب».

6.في المصدر: «بتنزيلها».

7.في المصدر: «حكمته».

8.الحاشيه على اُصول الكافي ، ص ۱۲۹ ـ ۱۳۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94228
صفحه از 644
پرینت  ارسال به