الحديث الثاني
۰.روى في الكافي عَن العِدَّةِ ، عَنْ الْبَرْقِيِّ۱، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ ابْنِ الْمُغِيرَةِ۲وَمُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام فِي هذِهِ الْايَةِ :«وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنّاسِ»۳قَالَ :«لِيَكُنِ النَّاسُ عِنْدَكَ فِي الْعِلْمِ سَوَاءً» .
هديّة :
الآية في سورة لقمان .
و «تصعير الخدّ»: إمالته تكبّرا في العلم ، أي في بذله على قدر عقل المبذول له؛ للحديث المشهور، ۴ والرّابع .
قال برهان الفضلاء :
قد بيّن معنى العلم مرارا، فلا منافاة بين هذا الحديث وما يجيء في أوّل باب اختلاف الحديث الباب الثاني والعشرين من تخصيص رسول اللّه صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين والسبطين عليهم السلام بتعليم الأسرار من العلوم.
يعني لا السرّ الذي إذا انكشف كان كفرا، كأسرار الصوفيّة القدريّة لعنهم اللّه .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
تصعير الخدّ: إمالته عن النظر إلى الناس تهاونا . وقال عليه السلام : المقصود به التسوية بالنسبة إلى طلّاب العلم، فلا يميل وجهه عن أحدٍ منهم، وذلك لأنّ المقصد الأقصى من بعثة الرُّسل تبليغ الشريعة القويمة، وتعليم الدِّين المبين . والظاهر كونه نهيا عمّا يُخلّ بما هو المقصود الأصلي ، ولأنّه ليس النهي عن التصعير لاشتماله على التكبّر والتهاون بالنسبة إلى الناس ؛ لأنّ التكبّر لا يكون منه، والتهاون بالنسبة إلى الكلّ غير منهيّ عنه، بل لكونه منعا عمّا يجب بالنسبة إلى الكلّ، وهو التبليغ والتعليم . ۵
1.في الكافي المطبوع: «عن أحمدبن محمّدٍ البرقي».
2.في الكافي المطبوع: «عن عبداللّه بن المغيرة».
3.لقمان (۳۱): ۸۱ .
4.و هو قول رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إنّا معاشر الأنبياء اُمرنا أن نكلّم الناسَ على قدر عقولهم» ، المرويّ في الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۳ ، كتاب العقل و الجهل ، ح ۱۵؛ و ج ۸ ، ص ۲۶۸ ، ح ۳۹۴.
5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۰.