451
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
450

هديّة :

يعني العلماء من الرعيّة اُمناء الرُّسل وأوصياؤهم بدليل: (ما لم يدخلوا في الدنيا) أي حرامها تبعا للسلطان الجائر طمعا فيها من غير تقيّة أو ضرورة اُخرى.
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
يعني علماء الأحاديث اُمناء حجج اللّه في الاُمم في الدنيا، أي في محبّتها.
«وما دخولهم في الدنيا؟» أي وما علامة دخولهم فيها.
والمراد ب «السلطان»: الجائر من الملوك.
«فاحذروهم على دينكم» أي فاحترزوا عن ضرر فتاويهم ظنّا على دينكم.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«اتّباع السلطان»: اتّخاذ طريقته قدوةً واستحسان ما حسّنه، واستقباح ما قبّحه، والاهتمام بفعل ما يرتضيه وترك ما ينكره.
«فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم» أي فاحذروهم محافظةً على دينكم، أو خوفا منهم على دينكم، ولا تراجعوهم للسؤال عن المعارف الإلهيّة والمسائل الدينيّة. ۱

الحديث السادس

۰.روى في الكافي عَنْ النيسابوريّين،۲عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسى، عَنْ رِبْعِيِّ۳، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ:«مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُبَاهِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ، أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ؛ إِنَّ الرِّئَاسَةَ لَا تَصْلُحُ إِلَا لِأَهْلِهَا».

هديّة :

قد علم بيانه بذكر الحديث عن أبي الحسن الرِّضا عليه السلام في هديّة الأوّل.
في بعض النسخ: «عن حريز» مكان «عن ربعي» وكلاهما من الثقات.
«تبوّأ من كذا»: اتّخذه منزلاً. الجوهري: تبوّأتُ منزلاً: نزلتُه، وبوّأت له منزلاً هيّأت ومكّنته فيه. ۴
والمراد ب «الرئاسة» هنا: الإمارة في الدِّين، وب «أهلها»: حجج اللّه المعصومون المنصوصون، فتعريض على أئمّة الضلالة.
قال برهان الفضلاء:
يعني من طلب العلم للمغالبة بفضله وبهائه على العلماء من أهل البيت عليهم السلام أو ليجادل به السفهاء بالاستدلالات الظنّيّة في المسائل المختلَف فيها بين المجتهدين في اصطلاح المخالفين، أو يصرف بالقضاء والإفتاء وجوه الناس إلى جانبه؛ فإنّ رئاسة أهل الإسلام لا تصلح إلّا للعالم بجميع المسائل الدينيّة بلا اتّباع منه للظنّ بالاستدلالات الظنّية فيما يجري فيه، وفي دليله الاختلاف بلا مكابرة.
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله:
«المباهاة»: مفاعلة من البهاء، ومعناه ۵ المغالبة في الحُسْن؛ أي فيما يعدّ من المحاسن والمفاخر.
و«المماراة»: المجادلة والمنازعة. والمراد أنّ من طلب العلم لتحصيل الرئاسة.
و من وجوهها التي تناسب طلب العلم: المفاخرة، وادّعاء الغلبة به، وذلك مع العلماء لا يصل إلى النزاع والجدال؛ حيث لا يمارون بعلمهم؛ لقبحه، ۶ فيسلّم له المفاخرة وادّعاء الغلبة مع الجهّال المتلبّسين بلباسهم يورث النزاع والجدال، وإذا كانت الرئاسة مطلوبةً له يماري ويجادل ليظهر غلبته عليهم.
ومنها: صرف وجوه الناس إليه، ۷ فيما ينبغي المراجعة فيه إلى من هو أهل الرئاسة. ولا ينتقل الذهن إلى وجهٍ آخر من الرئاسة يناسب طلبَ العلم ولا يؤول إلى ما ذكر عليه السلام .
«فليتبوّأ مقعده من النار» أي فلينزل مكانه ومقرّه من النار، أو فليتّخذ مقرّه ومكانه من النار.
«إنّ الرياسة لا تصلح إلّا لأهلها» دليل لما قبله. وأهل الرئاسة من أوجب اللّه على عباده المراجعة إليه، والأخذ عنه، والتسليم لأمره، وتحمّلها بالنسبة إليهم من التكاليف الشاقّة حيث لا يريدونها؛ لما عرفوه بعقولهم الكاملة ومعارفهم الربّانيّة من الفضل في تركها وعدم إرادتها، فهم يفعلون فعل الرؤساء في زيّ ۸ الفقراء، ولا يزدادون بفعلهم ورئاستهم إلّا كسر أنفسهم، كما في دعاء بعضهم عليهم السلام : «اللّهُمَّ لا تجعل لي عزّا ظاهرا إلّا وجعلت لي ذلّة باطنة عند نفسي بقدرها ۹ ». ۱۰

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۵۵.

2.يعني: «محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان».

3.في الكافي المطبوع: «ربعي بن عبداللّه ».

4.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۳۷۰ (بوأ).

5.في المصدر: «معناها».

6.في المصدر: «لعلمهم بقبحه».

7.في المصدر: + «من العالم الرباني ، فيحصل له الرئاسة بمراجعة الناس إليه».

8.في جميع النسخ: «ذوي» مكان «زيّ». وما أثبتناه من المصدر.

9.الصحيفة السجّاديّة، ص ۹۳، الدعاء ۲۰.

10.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۵۶.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94242
صفحه از 644
پرینت  ارسال به