483
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
482

الحديث السابع

۰.روى في الكافي عن الإثنين۱
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ ، عن التميمي ، عَمَّنْ ذَكَرَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :
«مَنْ حَفِظَ مِنْ أَحَادِيثِنَا أَرْبَعِينَ حَدِيثا ، بَعَثَهُ اللّه ُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَالِما فَقِيها» .

هديّة :

هذا الحديث مستفيض مضمونه باختلاف في اللّفظ بين الخاصّة والعامّة . وقد رواه أصحابنا بعدّة طرق، منها : ما رواه الصدوق بإسناده عن الكاظم عليه السلام قال : «قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من حفظ على اُمّتي أربعين حديثا ممّا يحتاجون إليه في أمر دينهم بعثه اللّه يوم القيامة فقيها عالما» ۲ .
وفي رواية اُخرى : «كنتُ له شفيعا يوم القيامة» . و«من اُمّتي مكان على اُمّتي» ۳ . ف «على» بمعنى «اللّام». أي لأجلهم كما قالوا في قوله تعالى : «وَلِتُكَبِّرُوا اللّه َ عَلَى مَا هَدَاكُمْ»۴ ؛ أي لأجل هدايته إيّاكم ، أو متعلّقة على مقدّر مضمّن كالشّفقة.
أو بمعنى «من» كما قيل في قوله تعالى: «إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ»۵ ؛ أي من الناس ۶ .
وحفظ الحديث ضبطه على ما ورد، وروايته كما ضبط، وحراسته عن الاندراس كما أمكن، سواء كان عن ظهر القلب أو بالكتابة . وفهم المعنى مع ذلك إن كان شرطا فحافظ اللّفظ فقط من دون فهم المعنى مأجور أيضا مرحوم؛ لقول النبيّ صلى الله عليه و آله : «رحم اللّه امرءٍ سمع مقالتي فوعاها فأدّاها كما سمعها، فربّ حامل فقهٍ ليس بفقيه ، وربّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه» ۷ . فقول بعض المعاصرين في بيانه : ودخول حافظ اللّفظ فقط في هذا الحديث بعيد؛ لأنّه ليس بفقيه ولا عالم، فكيف يبعث فقيها عالما؟! ۸
استبعاد عن شمول القدرة، أو تعليم الملك في البرزخ، أو البعيد بمعنى القريب ، ومثله في كتب الصوفيّة كثير .
قال برهان الفضلاء :
«حفظ» على المعلوم، كعلم . والمراد بالحفظ هنا : العلم المقرون بالعمل.
«وأحاديثنا» أي المختصّة بطريق أهل البيت عليهم السلام الواردة في المختلف فيه بين الاُمّة من المسائل الشرعيّة ، فاحتراز عن المختصّة بطريق المخالفين، وعن المشتركة بين جميع الاُمّة؛ لأنّ حفظ المتّفق عليه وإن كان من شروط الفقه لكنّه ليس بكاف .
«أربعين حديثا» بناءً على أنّ ما يحتاج إليه أكثر الناس من الأحاديث ليس بأكثر من الأربعين .
والفقيه أخصّ مطلق من العالم كما بيّن في شرح السابع من الباب الثاني . انتهى .
لعلّه سلّمه اللّه تعالى ترك الاستثناء من قوله : «لكنّه ليس بكاف» لظهوره يعني إلّا أن يكون في باب الإمامة، فيكفي لترتّب الأجر، كحديث المنزلة ۹ و«أقضاكم عليّ» ۱۰ ، و«إنّي تاركٌ فيكم الثقلين» ۱۱ وغير ذلك ممّا لا يحصى ، وكفى بكتاب كشف الغمّة ۱۲ شاهدا لهذا .
وقال السيّد السند أمير حسن القايني رحمه الله :
والوجه في تعيين عدد الأربعين : أنّ مجامع العلوم الثلاثة في حديث إبراهيم بن عبد الحميد، أو الأربعة في حديث سفيان بن عيينة ورؤوس مسائلها تؤول إلى ذلك، كما يدلّ عليه ما رواه الصدوق رحمه الله في كتاب الخصال في هذا المعنى ۱۳ . والحديث طويل فاطلبه ثمّة . انتهى.
حديث إبراهيم بن عبد الحميد هو الأوّل من الباب الثالث ۱۴ ، وحديث سفيان بن عيينة هو الحادي عشر من هذا الباب .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«من حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا» أي من الأحاديث المرويّة عنّا أهل البيت بأخذها عنّا ۱۵ ولو بواسطة أخذا مقرونا بالتدبّر والعمل بها، ونشرِها.
«بعثه اللّه يوم القيامة عالما فقيها» أي معدودا من الفقهاء وفي زمرتهم وجماعتهم ۱۶ .

1.يعني : «الحسين بن محمّد الأشعري، عن معلّى بن محمّد».

2.الخصال، ص ۵۴۱ ، ح ۱۵؛ ثواب الأعمال، ص ۱۳۴، باب ثواب من حفظ أربعين حديثا. و في المصدرين : «من اُمّتي».

3.الخصال، ص ۵۴۱ ـ ۵۴۲ ، ح ۱۶.

4.البقرة(۲) : ۱۸۵ .

5.المطفّفين (۸۳) : ۲ .

6.جوامع الجامع، ج ۶ ، ص ۵۸۵ ؛ الأصفى، ج ۲، ص ۱۴۱۷، ذيل الآية ۲ من المطفّفين (۸۳).

7.الكافي، ج ۱، ص ۴۰۳، باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمّة المسلمين و... ، ح ۱؛ سنن ابن ماجة، ج ۱، ص ۸۴ ، ح ۲۳۰؛ مسند أحمد، ج ۳، ص ۲۲۵، ح ۱۳۳۷۴.

8.الوافي، ج ۱، ص ۱۳۷ .

9.المرويّ من طرق الخاصّة والعامّة. راجع : مناقب أمير المؤمنين، ص ۴۹۹ ـ ۵۲۵ ، الباب ۵۳ ، ح ۴۱۶ ـ ۴۵۷؛ الكافي، ج ۸ ، ص ۱۰۷، ح ۸۰ ؛ الإرشاد، ج ۱، ص ۸ ، باب الخبر عن أميرالمؤمنين عليه السلام ؛ صحيح البخاري، ج ۴، ص ۱۶۰۲، ح ۴۱۵۴؛ صحيح مسلم، ج ۴، ص ۱۸۷۰، ح ۲۴۰۴.

10.دلائل الإمامة، ص ۲۳۶، ح ۱۶۲؛ دعائم الإسلام، ج ۱، ص ۹۲؛ بحار الأنوار، ج ۴۰، ص ۸۷ ؛ الاحتجاج، ج ۲، ص ۳۵۳ و ۳۹۱.

11.المرويّ بطرق عديدة وبألفاظ مختلفة، رواه العامّة والخاصّة. راجع : صحيح مسلم، ج ۴، ص ۱۸۷۳، ح ۲۴۰۸؛ مسند أحمد، ج ۳، ص ۱۴، ح ۱۱۱۱۹؛ و ج ۳، ص ۱۷، ح ۱۱۱۴۷؛ المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۱۶۰، ح ۴۷۱۱؛ بحارالأنوار، ج ۲۳، ص ۱۰۴، باب فضائل أهل البيت عليهم السلام و... .

12.من مؤلّفات عليّ بن عيسى الأربلي، المتوفّى سنة ۶۹۳ في فضائل رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته، نشر في ثلاث مجلّدات نشر دار الأضواء، بيروت، لبنان.

13.الخصال، ص ۵۴۳ ، باب فيمن حفظ أربعين حديثا، ح ۱۹ .

14.كذا في «الف» و «ب». والصواب : «الثاني» وهو باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء.

15.في المصدر : «ويأخذها عنّا».

16.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۷۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114322
صفحه از 644
پرینت  ارسال به