489
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي عن مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ الطَّيَّارِ : أَنَّهُ عَرَضَ عَلى أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام بَعْضَ خُطَبِ أَبِيهِ ، حَتّى إِذَا بَلَغَ مَوْضِعا مِنْهَا ، قَالَ لَهُ :«كُفَّ وَاسْكُتْ» . ثُمَّ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : «لا يَسَعُكُمْ فِيمَا يَنْزِلُ بِكُمْ مِمَّا لَا تَعْلَمُونَ إِلَا الْكَفُّ عَنْهُ وَالتَّثَبُّتُ وَالرَّدُّ إِلى أَئِمَّةِ الْهُدى حَتّى يَحْمِلُوكُمْ ۱ فِيهِ عَلَى الْقَصْدِ ، وَيَجْلُوا عَنْكُمْ فِيهِ الْعَمى ، وَيُعَرِّفُوكُمْ فِيهِ الْحَقَّ ، قَالَ اللّه ُ تَعَالى : «فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» » .

هديّة :

خلاف عند علماء الرجال في أنّ الطيّار صفة حمزة أو أبيه محمّد؛ ففي رجال الشيخ : حمزة بن محمّد الطيّار ۲ .
وفي خلاصة العلّامة : حمزة بن الطيّار. ۳ وكذلك ضبط برهان الفضلاء.
وقال ابن داود في رجاله :
حمزة الطيّار، قر، ق (كش، جخ) ممدوح ، وبعض أصحابنا أثبته : حمزة بن الطيّار، وهو التباس ، والظاهر أنّه رأى في كتاب الرجال : حمزة بن محمّد الطيّار، فظنّه صفة أبيه، وهو له. ترحّم عليه الصادق عليه السلام ۴ . انتهى.
إثبات الابن عند ترك الأب أشهر.
يعني (بعض خطب) الباقر عليه السلام (حتّى إذا بلغ موضعا منها) وأراد عرض التتمّة من دون أن يسأل عن معنى ما عرض؛ زعما منه أنّه قد فهمه، أو قصد إلى السؤال بعد التمام، فالأمر على الأوّل بالكفّ، والسكوت أمرٌ بالسؤال عن المستصعب من كلام الإمام عليه السلام . وعلى الثاني دلالة على وجوب السؤال عنه فورا مع الإمكان.
و(التثبّت) : التوقّف.
(حتّى يحكموكم) من الإفعال أي يثبتوكم .
وفي بعض النسخ : «حتّى يحملوكم» من حمله كضرب، بمعنى أجراه وأوصله، يعني حتّى يوصلوكم فيه على قصد الطريق وسواءه. أو من حمّله على فرسه تحميلاً. والتحميل على الطريق لا يحتاج إلى تضمين معنى الإشراف والإعلاء .
ويمكن أن يكون المراد ب «القصد» : العدل والوسط بين الإفراط والتفريط، والمآل واحد .
(ويجلوا عنكم) من باب غزا . يقال : جلوت بصري برؤيتك.
(ويعرّفوكم) من التفعيل.
والآية في سورة النحل هكذا : «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَا رِجَالاً نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ»۵ ، وفي سورة الأنبياء : «وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَا رِجَالاً نُوحِى إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ»۶ .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«بعض خطب أبيه» يعني أبا جعفر عليه السلام .
«كفّ» أي عن العرض، و«اسكت» أي عن كلام آخر أيضا.
«فيما ينزل بكم» أي من القول والفعل.
و«القصد» بمعنى سواء الطريق.
«حتّى يحملوكم» على المعلوم من المجرّد. حمله عليه : أوقفه عليه، بمعنى أقامه. والآية في السورتين : سورة النحل، وسورة الأنبياء .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله :
«لا يسعكم» إلى آخره. من جملة تصريحاتهم عليهم السلام بأنّه لا يجوز الاعتماد في الحلال والحرام وشبههما إلّا على القطع واليقين، وبأنّه يجب التوقّف إذا لم يكن يقين وقطع . ۷
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«عرض على أبي عبداللّه عليه السلام بعض خطب أبيه عليه السلام » عَرْض الكتاب والخطبة : إظهاره على من يعرض عليه، سواء كان لتصحيح لفظه، أو فهم معناه، أو إظهار ما فهمه ليختبر عن صحّته وفساده.
«كفّ وأسكت» ۸ أمر بالكفّ عن عرض الخطبة بأن لا يقرأها، وبالسكوت عن التكلّم؛ لداعيته ۹ إلى إفادة ما أفاده، وشدّة اهتمامه ۱۰ به، أو لفهمه ممّا في الخطبة في هذا الموضع ما لم يكن صوابا، فأمره بالكفّ عن العرض، والسكوت عن بيان ما فهمه، وأفاد ۱۱ أنّ المواضع المشكلة التي لا يعلمون كفوّا عن حملها على معنىً، وردّوا الأمر فيها إلى أئمّة الهدى، أو لكونه في معرض بيان ما فهمه، فأمره بالإعراض عنه والسكوت و أفاد ما أفاد.
«حتّى يحملوكم فيه على القصد» أي على استقامة الطريق أو الوسط بين الطرفين، وهو العدل والطريق المستقيم.
«ويجلوا» أي يذهبوا «عنكم فيه العمى» والعمى : ذهاب البصر، ويستعمل في ذهاب بصر العقل فيُراد به الجهل والضلال . ۱۲

1.في «ب» و «ج»: «يحكموكم».

2.رجال الطوسي، ص ۱۹۰، الرقم ۲۳۵۰.

3.خلاصة الأقوال، ص ۱۲۰، الرقم ۲.

4.رجال ابن داود، ص ۸۶ ، الرقم ۵۳۴.

5.النحل (۱۶) : ۴۳ ـ ۴۴ .

6.الأنبياء (۲۱) : ۷ .

7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۵.

8.في المصدر : + «عند بلوغه موضعا من المواضع».

9.في المصدر : «لداعيةٍ».

10.في المصدر : «اهتمام».

11.في «الف»: «أفاد» بدون الواو.

12.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۷۵ ـ ۱۷۶.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
488
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 114081
صفحه از 644
پرینت  ارسال به