503
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
502

الحديث الخامس عشر

۰.روى في الكافي عن الإثنين۱، عَنْ الْوَشَّاءِ ، عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ ،۲عَنْ عَبْدِ اللّه ِ بْنِ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عليه السلام يَقُولُ وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ يُقَالُ لَهُ : عُثْمَانُ الْأَعْمى ، وَهُوَ يَقُولُ : إِنَّ الْحَسَنَ الْبَصْرِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ الْعِلْمَ يُؤْذِي رِيحُ بُطُونِهِمْ أَهْلَ النَّارِ .
فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عليه السلام :
«فَهَلَكَ إِذَنْ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ ، مَا زَالَ الْعِلْمُ مَكْتُوما مُنْذُ بَعَثَ اللّه ُ تَعالى نُوحا ، فَلْيَذْهَبِ الْحَسَنُ يَمِينا وَشِمَالاً ، فَوَ اللّه ِ مَا يُوجَدُ الْعِلْمُ إِلَا هاهُنَا» .

هديّة :

ليس إنكاره عليه السلام إنكارا لمساءة مطلق الكتمان، وقد سبق في باب بذل العلم ـ يعني لأهله ـ أحاديث في الحثّ على الإعلان وعدم الكتمان، بل إنكار لإنكار الحسن البصريّ شرعيّة التقيّة وما هو الحقّ من الحقّ . وكان الحسن البصري ـ لعنه اللّه ـ من رؤساء الصوفيّة القدريّة ومبتدعي طريقتهم المهلكة، لعنهم اللّه وقصم ظهرهم . والنصّ في لعنه ولعنهم كثير كما في مواضع من الكافى¨ ۳ وغيره . والشيخ أبو عليّ الطبرسي رحمه اللهروى في الاحتجاج روايات في طعن اللّعين البصري منها : أنّه «سامريّ هذه الاُمّة » ۴ ، ومنها : أنّه «أخو الشيطان». ۵
فإن قيل : كانت التقيّة من زمن هابيل وقابيل فما وجه التخصيص ؟ قلنا : لعلّ الوجه أنّ نوحا عليه السلام أوّل اُولي العزم عليهم السلام . ويجيء في كتاب الروضة أنّ نوحا عليه السلام أوّل مسؤول في القيامة عن التبليغ؛ لأنّه أوّل اُولي العزم عليهم السلام ۶ .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«البصري» بكسر الباء : نسبة إلى البصرة بفتحها.
نشأ توهّم الحسن البصري من عدم فهمه قوله تعالى في سورة البقرة : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللّه ُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ»۷ . وغفل عن أنّ الكتمان على قسمين : الأوّل : ما يكون بالرأي والقياس، وهوى النفس، والتأويل الباطل، أو التخصيص كذلك . والثاني : ما يكون تقيّةً . والمراد في الآية القسم الأوّل .
و«البيّنات» بمعنى المحكمات الناهية عن اتّباع الظنّ، والاختلاف ظنّا.
و«الهدى» : الإمام العالم بجميع المتشابهات والمشكلات، ف «الهدى» عطف على «ما أنزلنا» : وضمير «بيّناه» للهدى ۸ الذي آياته صريحة في ذلك . و«بيّناه للناس» دلالة على أنّ في معنى تلك المحكمات ودلالتها على الهدى لا اشتباه أصلاً.
وقصد اللّعين البصري من كلامه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يكتم علمه ولم يخصّص أهل بيته بتعليمه، بل علّم جميع الاُمّة بما علم ، فقال عليه السلام ردّا على اللّعين : «فهلك إذن» إلى آخره .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فهلك إذن مؤمن آل فرعون» بكتمانه إيمانه ومعرفته باللّه . والحاصل : أنّه كيف يكون الكتمان قبيحا موجبا للعقاب، وكان المؤمنون يكتمون ۹ تقيّةً كمؤمن آل فرعون. وفي العلوم الحقيقيّة الفائضة من المبدأ على اُولي العزم ما يُتّقى فيه عامّة الناس ولا يجوز إظهارها بينهم.
«وما زال هذا العلم مكتوما منذ بعث اللّه نوحا»، وكان مطلب اللّعين من ادّعائه ذلك [إظهار] ۱۰ أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله لم يكن عنده علم سوى ما اشتهر بين الناس وفي أيديهم من أحاديثه، ولم يكن عند أمير المؤمنين عليه السلام علم بغير ما اشتهر، ۱۱ وتكذيب مَن يدّعي أنّ عنده علم من علوم النبيّ صلى الله عليه و آله غير ما في أيدي الناس ، فأبطل عليه السلام [قوله] ۱۲ ردّه بأنّ الكتمان عند التقيّة أو الحكمة المقتضية له طريقة مستمرّة منذ زمن نوح عليه السلام إلى الآن .
«فليذهب الحسن» الذي يزعم انحصار العلم فيما في أيدي الناس «يمينا وشمالاً ۱۳ ، فواللّه ، لا يوجد العلم إلّا هاهنا» أي عند أهل البيت الذين ائتمنهم رسول اللّه صلى الله عليه و آله على علومه، وهي عندهم عليهم السلام ۱۴ [مكتوبة] ۱۵ .

1.يعني : «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمد».

2.في «ب» و «ج»: - «بن عثمان».

3.اُنظر: الكافي ج ۲، ص ۱۱۳، باب الصناعات، ح ۲.

4.الاحتجاج، ج ۱، ص ۲۵۱، احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بعد دخوله البصرة... .

5.لم نعثر عليه.

6.راجع : الكافي، ج ۸ ، ص ۲۶۷، ح ۲۹۲.

7.البقرة (۲) : ۱۵۹.

8.في «الف»: «الهدى».

9.في المصدر : «يكتمونه».

10.أضفناه من المصدر.

11.في المصدر : «ما هو المشهور» بدل «ما اشتهر».

12.أضفناه من المصدر.

13.في المصدر : + «أي إلى كلّ جانب ليطلبه من الناس؛ فإنّه لايوجد عندهم أكثر علوم المعارف والشرائع».

14.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۷۹ ـ ۱۸۰.

15.أضفناه من المصدر.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94263
صفحه از 644
پرینت  ارسال به