505
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الباب الثامن عشر : بَابُ رِوَايَةِ الْكُتُبِ وَالْحَدِيثِ وَفَضْلِ الْكِتَابَةِ وَالتَّمَسُّكِ بِالْكُتُبِ

وأحاديثه في الكافي خمسة عشر :

الحديث الأوّل

۰.روى في الكافي عن الثَلاَثَةِ ، عَنْ بُزُرْجَ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ۱، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : قول اللّه عزّ وجلّ۲:«الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ»؟ قَالَ :«هُوَ الرَّجُلُ يَسْمَعُ الْحَدِيثَ ، فَيُحَدِّثُ بِهِ كَمَا سَمِعَهُ ، لَا يَزِيدُ فِيهِ وَلَا يَنْقُصُ مِنْهُ» .

هديّة :

في العنوان : (رواية الكتب) يعني باب رواية كتب الحديث والدّعاء عن رواتها من طريق الإماميّة.
(والحديث) يعني ورواية الحديث في باب نقل الحديث.
(وفضل الكتابة) أي كتابة الحديث.
(والتمسّك بالكتب) أي وفضل التمسّك بكتب الحديث.
وصدر الآية في سورة الزّمر : «فَبَشِّرْ عِبَادِى * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ»۳ الآية . وهذا أحد معاني هذه الآية. وقد مضى لها معنى آخر في حديث هشام، الثاني عشر من الباب الأوّل.
(لا يزيد فيه ولا ينقص منه) يعني في معناه، ومن معناه، بدليل الأخبار الآتية إن شاء اللّه تعالى .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
يعني هذا باب الأحاديث المنسوبة إلى نقل الكتب من رواة الحديث، والأحاديث المنسوبة إلى نقل الحديث، وفضل كتابة الحديث، وفضل حفظ كتب الحديث ومحافظتها للتمسّك بها، والعمل بمضمونها.
وفي آية سورة الزمر «هو» راجع إلى «أحسنه»، أو إلى قائل أحسنه المفهوم من السياق . فعلى الأوّل يقدّر : «قول الرجل». والحصر على التقديرين بناءً على أنّ هذا آخر مراتب اتّباع أحسن القول؛ لتأخّره عن اتّباع «أَحْسَنَ الْحَدِيثِ»۴ و «أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم»۵ أحسن ما أنزل إليكم من ربّكم ۶ في سورة الزمر، فتشتمل على جميع مراتب الاتّباع لأحسن القول . وسيجيء الوجه لأولويّة رواية لفظ الحديث بعينه من نقله بالمعنى في كتاب الحجّة في الأوّل من الباب الثاني والمائة باب ما أمر النبيّ صلى الله عليه و آله بالنصيحة لأئمّة المسلمين . ولعلّ هذه البشارة لمؤمني زمن الغيبة، أو للغائبين عن الإمام في أيّ زمان كانوا .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله :
«والتمسّك بالكتب» قصده ـ طاب ثراه ـ أنّ أصحاب العصمة عليهم السلام جمعوا أحاديثهم وكتبوا كتبا من أحاديثهم بأمرهم عليهم السلام ؛ ليعمل بها الشيعة في زمن الغيبة الكبرى، وتلك الكتب صار مجمعا على صحّتها بين جمع من أصحاب العصمة عليهم السلام ، فتعيّن العمل بها لا بالخيالات الظنّية . ۷
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«هو الرجل» أي المستمع للقول المتّبع أحسنه هو الرجل يسمع الحديث ويحفظه، فيحدّث به ويرويه كما سمعه بلا زيادة ونقصان . فالاتّباع عبارة عن السلوك بقول راويه مسلك ما سمعه وحدّثه به، واقتدأً واقتفأً لأثره، والاحتذاء حذائه ۸ بلا زيادة ونقصان، وأحسن القول أكثره حسنا، وهو المحكم الباقي مرّ ۹ الدهور حكمه ، فقوله تعالى : «أحسنه» مفعول لقوله : «يتّبعون» كما في قوله تعالى : «وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ»۱۰ .

1.السند في الكافيالمطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير».

2.في «الف» : - «قول اللّه عزّ وجلّ».

3.الزمر (۳۹) : ۱۷ ـ ۱۸ .

4.الزمر (۳۹) : ۲۳.

5.الزمر (۳۹) : ۵۵.

6.في «ب» و «ج»: - «أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم».

7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۵ . مع تفاوت يسير في صدر العبارة .

8.في المصدر : «بقوله: رواية مسلك ما سمعه وحدّثه به غيره اقتداءً واقتفاءً لأثره والاحتذاء به حذاءه.

9.في المصدر: «مدّ».

10.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۰ ـ ۱۸۱. والآية في الزمر (۳۹) : ۵۵ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
504
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94223
صفحه از 644
پرینت  ارسال به