515
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث التاسع

۰.روى في الكافي عن الإثنين ، عَنْ الْوَشَّاءِ۱، عَنْ عَاصِمِ بن حُمَيدٍ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُولُ :«اكْتُبُوا ، فَإِنَّكُمْ لَا تَحْفَظُونَ حَتّى تَكْتُبُوا» .

هديّة :

يعني (اكتبوا) ما تسمعون من حديثنا (فإنّكم لا تحفظون) لأنّكم الرعيّة ، والغنى عن الكتابة خاصّ بالحجج المعصومين عليهم السلام .
ومن مزخرفات الصوفيّة القدريّة أنّ الكتب قطّاع الطريق في مسلك أهل التحقيق ، مع أنّ كتب الضلال منهم أكثر من سائر أهل الضلال. والإنسان عدوّ لما جهله ۲ . ولِمَ لا يذمّون كتبنا وهي تفضحهم، ولِمَ لا يقولون : إنّ اللعنة محض الرحمة واللّعنة يبدّدهم ويستأصلهم؟! و الحربة التي صنعها اللّه القهّار لأعدائه من اللّام والعين والنون لن يفلّ حدُّها بتمحّلهم ۳ بمثل مزخرفاتهم، بل تصير أنفذ وأقطع بالتجربة والعيان .
قال برهان الفضلاء : «اكتبوا» أي أحاديثنا ومثل الحديث. ردّ على الصوفيّة؛ لقولهم بأنّ الكتاب سدّ في طريق السالك؛ يعني السالك إلى جهنّم وبئس المصير .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء».

2.إشارة إلى كِلام مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام المرويّ في نهج البلاغة، ص ۵۳۳ ، الحكمة ۴۳۸ : «الناس أعداء ماجهلوا».

3.في «ب» : «بتجهّلهم».


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
514

هديّة :

احتمال المجهول في (إذا حدّثتم) بعيد . ولعلّ المعنى إذا أردتم رواية الحديث وأنتم شاكّون في ثقة مَنْ حدّثكم به (فأسندوه) إليه فالأمر للوجوب.
(فلكم) أي ثوابه.
(فعليه) أي إثمه وعقابه .
قال برهان الفضلاء :
نصح عليه السلام شيعته بهذا؛ لتكثّر الكذّابة فيزمنه و بعدَه.
«وإذا حدّثتم» يحتمل المجهول والمعلوم من باب التفعيل، والأوّل أنسب ب «حدّثكم» وبما يأتي في الثاني عشر من هذا الباب .
«فإن كان حقّا» أي فإن ظهر أنّه حقّ «فلكم» نفعه، وإن ظهر بطلانه بمثل أنّه مخالف لمحكمات القرآن «فعليه» ضرره لا عليكم .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
يعني كلّما تحدّثون بحديث وتروونه فأسندوه عند روايته «إلى الذي حدّثكم» به .
ويحتمل أن يكون الفعل مجهولاً؛ أي إذا سمعتم الحديث من راويه «فاسندوه» عند روايته «إلى الذي حدّثكم» به وأخذتم الرواية عنه ۱ .

الحديث الثامن

۰.روى في الكافي عَنْ عَليِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللّه ِ ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْمَدَنِيِّ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْأَحْمَسِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«الْقَلْبُ يَتَّكِلُ عَلَى الْكِتَابَةِ» .

هديّة :

حثّ عليه السلام الرعيّة على فضل كتابة الحديث وضبطه بها؛ لمكان عموم بلوى النسيان .
و«الاتّكال» : الاعتماد. يعني يتّكل ويطمئنّ لتمكّنه من الرجوع عند النسيان .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه : يعني اكتبوا ما سمعتم من الحديث؛ لئلّا تشكّوا فيه عند روايته .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : هذا تحريص منه عليه السلام على كتابة الحديث، وعدم الاكتفاء بالحفظ والاتّكال على المحافظة ۲ . ۳

1.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۴ ـ ۱۸۵ .

2.في هامش «الف» والمصدر : «الحافظة».

3.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۵ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113516
صفحه از 644
پرینت  ارسال به