الحديث العاشر
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ۱، عَنِ ابْنِ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«احْتَفِظُوا بِكُتُبِكُمْ؛ فَإِنَّكُمْ سَوْفَ تَحْتَاجُونَ إِلَيْهَا» .
هديّة :
«الاحتفاظ» : مبالغة في الحفظ . والظاهر أنّ هذه المبالغة للاحتياج إليها في زمن الغيبة، أو في أوان الشّيب وضعف القوى لا سيّما الحافظة ، أو (سوف) إشارة إلى اختصاص عدم النسيان بالحجج المعصومين صلوات اللّه عليهم .
قال برهان الفضلاء :
«بكتبكم» أي بكتب أحاديثنا، كالاُصول الأربعمائة المدوّنة في زمانه عليه السلام .
و «الباء» في «بكتبكم» باعتبار تضمين معنى التمسّك، أو لتقوية التعدية . والأوّل أنسب بعنوان الباب .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«فإنّكم سوف تحتاجون إليها» إخبار منه عليه السلام بوقوع الغيبة، وبعدم تمكّن الناس من المراجعة إلى الحجّة، وعند ذلك لابدّ من الرجوع إلى الكتب المصنّفة في أحاديثهم عليهم السلام ۲ .
الحديث الحادي عشر
۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّةِ ، عَنْ الْبَرْقِيِّ۳، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخَيْبَرِيِّ ، عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«اكْتُبْ ، وَبُثَّ عِلْمَكَ فِي إِخْوَانِكَ ، فَإِنْ مِتَّ فَأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنِيكَ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانُ هَرْجٍ لَا يَأْنَسُونَ فِيهِ إِلَا بِكُتُبِهِمْ» .
هديّة :
في بعض النسخ : «أبي معبد الخيبري» كمنصب. ولعلّه الذي روى عنه المخالفون أيضا.
(الكتب) أي أحاديثنا.
(فإن متّ) أي صار الموت مشرفا عليك، أو صرت مشرفا على الموت .
«والهرج» : الفتنة والاختلاط في الأوضاع للاختلاف.
«أنس به» كعلم وكنصر لغةً .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه : «زمان هرج» يعني زمان فتنة وغيبة الإمام عليه السلام .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله : بخطّه : «اكتب وبثّ علمك» إلى آخره ، سيجيء في باب الغيبة تصريح من أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه بذلك ۴ .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«فأورث كتبك بنيك» أي اجعلها بحيث يصل إليهم بعدك ويبقى في أيديهم .
ويحتمل أن يكون الفعل مجهولاً و «بنيك» مصغّرا.
«فإنّه يأتي على الناس زمان هرج » يُقال : هرج الناس ، إذا اختلطوا . و المراد اختلاط الباطل بالحقّ بحيث لا يمكن فيه التوصّل إلى الحجّة والحقّ الصريح. وزمان الغيبة زمان ذلك الاختلاط . وما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «بين يدي الساعة هرج» ۵ إشارة إلى ذلك الزمان وما فيه، وإذ لا يتيسّر الوصول ۶ إلى الحجّة فيه فلابدّ من التوصّل إلى ما أمكن الوصول إليه بالكتب، كما قال عليه السلام : «لا يأنسون فيه إلّا بكتبهم» ۷ .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الفضّال».
2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۵ .
3.في الكافي : «أحمد بن محمّد بن خالدٍ البرقي».
4.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۶.
5.النهاية لابن الأثير، ج ۵ ، ص ۵۸۷ (هرج). بحارالأنوار، ج ۳۳، ص ۳۶۸، ح ۵۹۹.
6.في المصدر : «لا تَيَسُّر للوصول».
7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۵ ـ ۱۸۶ .