الحديث الثالث عشر
۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدُ ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنْ البزنطي۱، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا؛ فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ» .
هديّة :
يعني لا تلحنوا في إعراب الكلمات حين التكلّم بحديثنا . أو المعنى : أزيلوا فساد الخلاف الذي قد يتوهّم من ظاهر حديثنا بالتأويل الصحيح، من عَرِبَ ـ كعلم ـ : فسد، فهمزة الإفعال للإزالة.
أو المعنى : أظهروا حديثنا كما رَوَيْتُموه من دون تصرّف فيه عند إرادة النقل بخصوص ألفاظه .
فعلى هذا والأوّل من الإعراب بمعنى الإفصاح .
أو المعنى : أعربوه حين الكتابة، بأن يكتب الحروف بحيث لا يشتبه بعضها ببعض، أو يجعل عليها ما اشتهر باسم الإعراب عند الناس. والأوّل أقرب إلى طريقة السلف .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
يعني أظهروا حديثنا من دون تغيير في لفظه عند نقله «فإنّا قوم فصحاء» وأعرف بأساليب الكلام، فيمكن أن لا تنقلوا بالتغيير ما هو غرضنا.
أو المعنى : أعربوه بالحركات والسكنات عند كتابته على ما سمعتم منّا .
وقال السيّد الأجل النائيني رحمه الله :
«الإعراب» : الإبانة والإيضاح . والمراد إظهار الحروف وإبانتها بحيث لا تشتبه مقارناتها بمقارناتها ۲ ، وإظهار حركاتها وسكناتها بحيث لا يوجب اشتباها.
أي حدّثوا كما حدّثناكم به؛ «فإنّا قوم فصحاء» نتكلّم بما لا يكون فيه اشتباه في الحروف أو الحركات، ولا نلحن ۳ في القول لحنا في الحروف أو في الحركة ۴ .
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر».
2.في المصدر : «لاتشتبه بمقارباتها» مكان «لاتشتبه مقارناتها بمقارناتها».
3.في «الف»: «ونلحن».
4.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۷ .