519
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث الثالث عشر

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدُ ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنْ البزنطي۱، عَنْ جَمِيلِ بْنِ دَرَّاجٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«أَعْرِبُوا حَدِيثَنَا؛ فَإِنَّا قَوْمٌ فُصَحَاءُ» .

هديّة :

يعني لا تلحنوا في إعراب الكلمات حين التكلّم بحديثنا . أو المعنى : أزيلوا فساد الخلاف الذي قد يتوهّم من ظاهر حديثنا بالتأويل الصحيح، من عَرِبَ ـ كعلم ـ : فسد، فهمزة الإفعال للإزالة.
أو المعنى : أظهروا حديثنا كما رَوَيْتُموه من دون تصرّف فيه عند إرادة النقل بخصوص ألفاظه .
فعلى هذا والأوّل من الإعراب بمعنى الإفصاح .
أو المعنى : أعربوه حين الكتابة، بأن يكتب الحروف بحيث لا يشتبه بعضها ببعض، أو يجعل عليها ما اشتهر باسم الإعراب عند الناس. والأوّل أقرب إلى طريقة السلف .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
يعني أظهروا حديثنا من دون تغيير في لفظه عند نقله «فإنّا قوم فصحاء» وأعرف بأساليب الكلام، فيمكن أن لا تنقلوا بالتغيير ما هو غرضنا.
أو المعنى : أعربوه بالحركات والسكنات عند كتابته على ما سمعتم منّا .
وقال السيّد الأجل النائيني رحمه الله :
«الإعراب» : الإبانة والإيضاح . والمراد إظهار الحروف وإبانتها بحيث لا تشتبه مقارناتها بمقارناتها ۲ ، وإظهار حركاتها وسكناتها بحيث لا يوجب اشتباها.
أي حدّثوا كما حدّثناكم به؛ «فإنّا قوم فصحاء» نتكلّم بما لا يكون فيه اشتباه في الحروف أو الحركات، ولا نلحن ۳ في القول لحنا في الحروف أو في الحركة ۴ .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر».

2.في المصدر : «لاتشتبه بمقارباتها» مكان «لاتشتبه مقارناتها بمقارناتها».

3.في «الف»: «ونلحن».

4.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۷ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
518

هديّة :

(المفترع) إمّا بالفاء والعين المهملة على اسم المفعول. و«افتراع البكر» اقتضاضها ۱ ، ف «الكذب المفترع» يعني القول الذي لا ينقل عن صاحبه بماء وجهه أو القول الذي يفتضح عيبه إذا اختبر، كالبكر المفترع المدّعية لبكارتها .
أو بالقاف على اسم الفاعل من الاقتراع : مبالغة في القرع، يعني يقترع هامة قائله بالافتضاح .
في بعض النسخ المعتبرة : «حدّثك عنه» مكان «لم يحدّثك به» يعني وتروِّيه عن راوي راويك لغرض الاعتبار .
وقال السيّد الباقر الشهير بالداماد :
«المقترع» بالقاف على اسم المفعول من الاقتراع، بمعنى الاختبار والامتحان؛ أي الممتحن أنّه لا يمكن أن لا يفتضح .
وفي بعض النسخ : «عن الذي حدّثك عنه» مكان «عن الذي لم يحدّثك به» أي عن الشيخ الذي حدّثك ذلك الرجل روايته عنه .
وفي آخر : «عن غير الذي حدّثك به» أي غير ذلك الرجل الذي حدّثك بذلك الحديث ۲ .
وقال برهان الفضلاء بعد ضبطه : «عن الذي حدّثك عنه ۳ » :
«والكذب المفترع» أي الكذب المتعارف المبتذل، كالبكر المفترع.
أو الافتراع من الفرع، بمعنى الأعلا؛ فإنّ فرع كلّ شيء أعلاه، كأنّ هذا المحدّث يريد أن يجعل حديثه مفترعا؛ أي مرتفعا، فيسنده إلى الأعلى بحذف الواسطة؛ لغرض علوّ السند، كما إذا حدّثه زرارة عن أبي عبداللّه عليه السلام فقال : قال أبو عبداللّه عليه السلام ، وأمّا إذا قال : حدّثني أبو عبداللّه عليه السلام فهو كذب صريح .
وقال السيّد السند أمير حسن القايني رحمه الله :
«الاقتراع» بالقاف : الاختبار، وإيقاد النار . فلعلّ المعنى : الكذب الموجب للعقاب ، ف «المقترع» على اسم الفاعل .
وفي بعض النسخ : «عن الذي لم يحدّثك به» مكان «عن الذي حدّثك عنه». وضبط بعض المعاصرين ۴ : «لم يحدّثك به» وقال : والصواب أن يقال : الافتراع بمعنى التفرّع؛ فإنّه فرّع قوله على صدق الراوي، وإنّما كان كذبا لأنّه غير جازم بصدوره عن الأصل .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«افترع البكر» : اقتضّها. و«المفترع» إمّا اسم الفاعل، أي المزيل لبكارة البكر. أو اسم مفعول، أي ما اُزيل بكارته. وعلى الأوّل معناه الكذب الذي يترتّب عليه ما لم يكن قبله من إزالة المانع من العمل بالخبر، وهو حال الراوي إذا لم يكن بحيث يجوز العمل بخبره، أو وصف له بصفة فاعله؛ فإنّه مفترع به حيث لم يشاركه غيره في خصوصه .
وعلى الثاني معناه الكذب الذي سبقكم به غيرُكم، ويكون إشارة إلى وقوع هذا القسم من الكذب من السابقين من رواة الحديث ۵ .

1.في هامش المخطوطة : «الاقتضاض ـ بالقاف والمعجمتين ـ : إزالة البكارة (منه)».

2.التعليقة على الكافي، ص ۱۱۷، بتفاوت يسير.

3.في «ب» و «ج»: - «حدّثك عنه».

4.أراد ببعض المعاصرين صاحب الوافي، اُنظر: الوافي، ج ۱، ص ۲۳۲.

5.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۶ ـ ۱۸۷ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113407
صفحه از 644
پرینت  ارسال به