الحديث الخامس عشر
۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة ، عَنْ أَحْمَدَ ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي خَالِدٍ شَيْنُولَةَ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، إِنَّ مَشَايِخَنَا رَوَوْا عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليهماالسلاموَكَانَتِ التَّقِيَّةُ شَدِيدَةً ، فَكَتَمُوا كُتُبَهُمْ وَلَمْ تُرْوَ۲عَنْهُمْ ، فَلَمَّا مَاتُوا ، صَارَتِ الْكُتُبُ إِلَيْنَا ، فَقَالَ :«حَدِّثُوا بِهَا؛ فَإِنَّهَا حَقٌّ» .
هديّة :
(شينولة) بفتح المعجمة وسكون الخاتمة وضمّ النون : من الألقاب. وقرئ : «شنبولة» بالنون مكان الخاتمة، والمفردة مكان النون.
وقال العلّامة في إيضاحه :
شينولة، بفتح الشين المعجمة وإسكان المثنّاة من تحت وضمّ النون وإسكان الواو . وقيل : شينرلة بفتح المعجمة وسكون الخاتمة وضمّ النون وسكون الراء المهملة وفتح اللّام والتاء أخيرا ۳ .
(إنّ مشايخنا رووا) إلى آخره، يعني أنّ السلف من مشايخ الرعيّة الإماميّة رووا عنهما عليهماالسلامما جمعوا في الكتب، كالاُصول الأربعمائة . ولا بأس باحتمال «رُووا» على ما لم يسمّ فاعله .
(وكانت) أي وصارت، أي بعدهما عليهماالسلام إلى ما علم اللّه .
(فقال : حدّثوا بها فإنّها حقّ) نصّ في صحّة الاعتماد على كتب الثقات المضبوطة بتواتر الثقات، وعلى ما لا شكّ بأنّه من الثقة .
قال برهان الفضلاء :
«كانت التقيّة شديدة» أي بعد زمان الباقر والصادق عليهماالسلام . والمعنى أنّ مشايخنا الذين وصل الحديث منهم إلينا نقلوا عنهما عليهماالسلام .
«فلم ترو» على التأنيث المجهول؛ أي فلم تنقل تلك الكتب عنهم.
«فقال : حدّثوا بها؛ فإنّها حقّ» يعني يجب العمل بها وإن كان فيها ما ورد تقيّة، أو غلط فيه الراوي، أو كان كذبا، لكن بشرط العلم بأنّ تلك الكتب مضبوطة بالثقات منقولة عن الأئمّة الأطهار عليهم السلام .
وقال السيّد الباقر الشهير بداماد رحمه الله :
الأصحّ الأصوب الأقوم : «فلم يروّ عنهم» بفتح الواو المشدّدة والراء المفتوحة على صيغة المجهول من المضارع الغائب . وفي طائفة من النسخ : «فلم يرووا» من روى يروي رواية .
وواو الجمع في الفعل للمشايخ ، والضمير البارز في «عنهم» للأئمّة عليهم السلام .
وأمّا «فلم نرو» بصيغة المتكلّم مع الغير من الرواية فمن تصحيفات المصحّفين ۴ . انتهى .
يعني «فلم يروّ عنهم» من التروية بمعنى الحمل . يقال ـ كما قال الجوهري ـ : رويت الحديث رواية ورويته تروية؛ أي حملته على روايته كما رويته ۵ .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«فلم ترو عنهم» أي لمّا كانت التقيّة شديدة كتموا كتبهم التي كتبوا فيها رواياتهم، فلم تُرو عنهم تلك الكتب ولم تصل إلينا برواية الرواة عنهم .
«فلمّا ماتوا وصلت كتبهم إلينا» أي ونحن نعرف أنّها كتبهم بالقرائن المفيدة للعلم، أو بقول الثقات العارفين بأنّها كتبهم .
«فقال : حدّثوا بها» أي بالأخبار بأنّ فلان روى في كتابه ۶ كذا. «فإنّها حقّ» فإنّ تلك الروايات معتبرة ثابتة عنهم، وعمّن رووا عنه بنقلهم وإثباتهم لها في كتبهم . ۷
1.في الكافي المطبوع : «أحمد بن محمّد».
2.في النسخ : «فلم يرووا»، لكن ظاهر المصنّف «قدّس سرّه» اختيار ما اُثبت، كما سيأتي في الصفحة التالية، وهو المثبت في الكافي المطبوع أيضا.
3.في الإيضاح، ص ۲۶۶، الرقم ۵۶۷ هكذا : «محمّد بن الحسن بن أبي خالد، المعروف ب «شينر» بفتح الشين المعجمة، وإسكان الياء المنقّطة تحتها نقطتين، وضمّ النون، وإسكان الراء».
4.التعليقة على الكافي، ص ۱۱۹، بتفاوت يسير.
5.راجع : الصحاح، ج ۶ ، ص ۲۳۶۴ (روى). بتفاوت فيه.
6.في «ب» و «ج»: - «في كتابه».
7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۸۸ .