537
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
536

الحديث الخامس

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ ابْنِ عِيسى ، عَنِ الْسرّاد ، عَنْ ابْنِ وَهْبٍ ،۱قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُولُ :«قَالَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : إِنَّ عِنْدَ كُلِّ بِدْعَةٍ ـ تَكُونُ مِنْ بَعْدِي يُكَادُ بِهَا الْاءِيمَانُ ـ وَلِيّا مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، مُوَكَّلاً بِهِ ، يَذُبُّ عَنْهُ ، يَنْطِقُ بِإِلْهَامٍ مِنَ اللّه ِ ، وَيُعْلِنُ الْحَقَّ ، وَيُنَوِّرُهُ ، وَيَرُدُّ كَيْدَ الْكَائِدِينَ ، يُعَبِّرُ عَنِ الضُّعَفَاءِ ، فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ، وَتَوَكَّلُوا عَلَى اللّه ِ» .

هديّة :

الغرض من هذا الحديث أنّ دين اللّه تعالى سلسلة نورانيّة ممتدّة من لدن آدم عليه السلام إلى انقراض الدنيا محفوظة في كلّ زمان بحجّة معصوم عاقل عن اللّه ، فمعنى (تكون من بعدي) أي في الفرقة الناجية من البضع والسبعين، كطريقة التصوّف، وهي أفحش البدع وأسوأها كفرا.
(يكاد بها الإيمان) على المجهول؛ أي يمكر ويخدع بها أهل الإيمان.
(وليّا من أهل بيتي) وهو صاحب الزمان في زماننا .
و«الذبّ» : الطرد والدفع. ذبّ عنه، كمدّ.
ودفع علماء الشيعة البدعة بإظهار علمهم في غيبة الإمام عليه السلام إنّما هو بتأييد اللّه وغلبة نور الإمام فيهم ، فالدافع لها هو الإمام بإذن اللّه ، كما أنّ الدافع لما دفعه الإمام هو اللّه سبحانه.
(يعبّر عن الضعفاء) بدون الواو في النسخ التي رأيناها، أي يكون لسانا لهم إمّا ظاهرا أو في الغيبة بإعانة نوره علماء شيعته في كلّ باب من فتن المكائد والشبهات.
(فاعتبروا يا اُولي الأبصار ) كأنّ المخاطب بهذا الخطاب في هذا الحديث مقصودا بالذات علماء عصرنا هذا؛ لدفع فِتَنه وبلاياه الشديدة العظيمة بأسهل الوجوه من مكر اللّه تعالى مع الماكرين الملحدين ، الحمد للّه ربّ العالمين .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله : «يذبّ عنه» تصريح بأنّ دافع الشبهات الإمام عليه السلام فلم يجز كفاية علم الكلام ولا سيما الكلام الباطل . ۲
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
المراد ب «الإيمان» هنا : التصديق بالمحكمات الناهية عن الاختلاف ظنّا.
«يعبّر» أي يتكلّم عنهم بما عقل عن اللّه تعالى في ليالي القدر.
«فتوكّلوا على اللّه » يعني فلا تتّبعوا ظنونكم في الحكم مشتبهات المسائل ۳ الدينيّة في غيبة الإمام وتوقّفوا وتوكّلوا على اللّه حتّى ظهر إمامكم .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«يكاد بها الإيمان» أي يمكر ، ۴ أو يراد بسوء، أو يحارب ، وفيه إشارة بوقوع فتنة ۵ يكاد بها الإيمان بعده صلى الله عليه و آله وكثرتها .
«وليّا» أي ناصرا للإيمان «موكّلاًبه» أي بالإيمان. والموكّل بالشيء هو الذي جُعل حافظا له .
والمعنى جعل حافظا للإيمان من عند اللّه «يذبّ عنه» أي يدفع عن الإيمان ويمنع عنه أعداء الإيمان، وهم أهل البدع.
«ينطق بإلهام من اللّه ، ويعلن الحقّ وينوّره» أي يظهر الحقّ ويقول به قولاً ظاهرا، ويجعله واضحا بيّنا بالبراهين والأدلّة الواضحة.
«ويردّ كيد الكايدين» أي يجيب عن شبههم.
«يعبّر عن الضعفاء» أي يتكلّم عن قبلهم . والضعفاء الذين ضعفوا عن إظهار الحقّ وإبانته بالأدلّة .
ويحتمل أن يكون «يعبّر عن الضعفاء» ابتداء كلام من الصادق عليه السلام ،
والمعنى أنّه صلى الله عليه و آله بقوله ذلك يعبّر عن الضعفاء، أي الأئمّة الذين ظُلموا واستضعفوا في الأرض.
«فاعتبروا يا اُولي الأبصار» الظاهر أنّه ۶ كلام الصادق عليه السلام . ۷

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، من الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب».

2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۶ .

3.في «ب» : «في المسائل».

4.في المصدر : «أي بها يمكر الإيمان».

5.في المصدر : «بدعة» مكان «فتنة».

6.في «ب» و «ج»: «من».

7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۹۳ ـ ۱۹۴.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 117174
صفحه از 644
پرینت  ارسال به