547
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
546

الحديث التاسع

۰.روى في الكافي عَنْ الثلاثة۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فُقِّهْنَا فِي الدِّينِ ، وَأَغْنَانَا اللّه ُ بِكُمْ عَنِ النَّاسِ ، حَتّى أَنَّ الْجَمَاعَةَ مِنَّا لَتَكُونُ فِي الْمَجْلِسِ مَا يَسْأَلُ رَجُلٌ صَاحِبَهُ تَحْضُرُهُ الْمَسْأَلَةُ وَيَحْضُرُهُ جَوَابُهَا فِيمَا مَنَّ اللّه ُ عَلَيْنَا بِكُمْ ، فَرُبَّمَا وَرَدَ عَلَيْنَا الشَّيْءُ لَمْ يَأْتِنَا فِيهِ عَنْكَ وَلَا عَنْ آبَائِكَ شَيْءٌ ، فَنَظَرْنَا إِلى أَحْسَنِ مَا يَحْضُرُنَا ، وَأَوْفَقِ الْأَشْيَاءِ لِمَا جَاءَنَا عَنْكُمْ ، فَنَأْخُذُ بِهِ؟
فَقَالَ :
«هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ ، فِي ذلِكَ ـ وَاللّه ِ ـ هَلَكَ ۲ مَنْ هَلَكَ يَا ابْنَ حَكِيمٍ» . قَالَ : ثُمَّ قَالَ : «لَعَنَ اللّه ُ أَبَا حَنِيفَةَ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ» . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَكِيمٍ لِهِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ : وَاللّه ِ ، مَا أَرَدْتُ إِلَا أَنْ يُرَخِّصَ لِي فِي الْقِيَاسِ .

هديّة :

خلاف بين علماء الرجال، فقيل : محمّد بن حُكيم بضمّ الحاء. وقيل بفتحها. ۳
و(ما) في (يسأل) زمانيّة كما في قوله تعالى : «مَا دُمْتُ حَيّا»۴ ، وقوله : «فَاتَّقُوا اللّه َ مَا اسْتَطَعْتُمْ»۵ .
والبارز في (تحضره المسألة) لصاحبه.
(فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا) أي لنحكم برأينا استحسانا.
(وأوفق الأشياء لما جاءنا عنكم) أي أو بأنسب الأحكام مقيسا على ما يحضرنا من أحكامكم.
(قال عليّ : وقلت) يعني هو رأى رأيا باجتهاده وأنا رأيت رأيا آخر باجتهادي على خلافه .
قال الزمخشري صاحب الكشّاف في كتاب ربيع الأبرار :
قال يوسف بن أسباط : ردّ أبو حنيفة على رسول اللّه صلى الله عليه و آله أربعمائة حديث وأكثر . قيل : مثل ذا؟ قال : قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «للفَرَس سهمان، وللرجل سهم »، وقال أبو حنيفة : لا أجعل سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن . وأشعر رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأصحابه البُدْن ، وقال أبو حنيفة : الإشعار مُثْلة . وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «البيّعان بالخيار ما لم يفترقا ۶ » . وقال أبو حنيفة : إذا وجب البيع فلا خيار . وكان عليه السلام يقرع بين نسائه إذا أراد سفرا وأقرع أصحابه ، وقال أبو حنيفة : القرعة قمار . ۷
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«فقهنا» على المعلوم من باب حَسُن، أو خلافه من التفعيل. «فَقُه» : صار فقيها.
و«الناس» عبارة عن فقهاء المخالفين.
«حتّى إنّ الجماعة» بكسر الهمزة وتشديد النون.
«لتكون» بفتح اللّام على المعلوم من المجرّد، والمستتر للجماعة.
وتعريف «المجلس» للعهد الخارجي. والمراد مجلس فقيه المخالفين.
و«ما» مصدريّة، والمصدر نائب لظرف الزمان.
وضمير «صاحبه» للمجلس.
و«صاحبه» عبارة عن فقيه المخالفين.
«تحضره» في الموضعين على المضارع المعلوم للغائبة من باب الإفعال، والمستتر للجماعة، والبارز لصاحبه ومفعول أوّل. و«جوابها» نصب ومفعول ثان، والجملة عطف على «تكون» بحذف العاطف، أو حال من المستتر في «تكون».
والمراد أنّ رجلاً إذا سأل فقيها من المخالفين بمحضر جماعة منّا عن مسألة وكان ذلك الفقيه غافلاً عن شقوقها تفهم جماعتنا ذلك الفقيه جواب كلّ شقّ من شقوقها.
و«في» في «فيما» للسببيّة. و«ما» مصدريّة، أو موصولة.
«يحضرنا» على المضارع الغائب المعلوم من باب نصر. «ما يحضرنا» عبارة عن الأحكام التي يخطر بخاطرنا فيما ورد علينا ولم نسمع حكمه من الأئمّة عليهم السلام .
«وأوفق الأشياء» عطف تفسير ل «أحسن ما يحضرنا».
«كان يقول : قال عليّ وقلت» يعني كان غرضه من قوله : إنّ الأفكار التي يخطر بخاطري في باب القياس لم يخطر بخاطر عليّ عليه السلام .
«واللّه ، ما أردت إلّا أن يرخّص لي في القياس» أي في قياس ما لم يعلم حكمه على ما علم حكمه بواسطة الموافقة في آلة القياس .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ما يسأل رجل صاحبه» أي ما يسأل رجل منهم صاحبه . والجملة حال من فاعل «لتكون» ۸ .
«فنظرنا إلى أحسن ما يحضرنا» لعلّ المراد بالأحسن ما لا يكون فيه تقيّة ولا يلحقه تغيير، وهو الأصل.
«أوفق الأشياء لما جاءنا عنكم» أي في الجواب عمّا ورد علينا قياسا على ما جاءنا عنكم «فنأخذ به» ونقوله في الجواب .
«هيهات هيهات» تأكيد في بُعده عن المسلك المستقيم وإصابة الحقّ.
«في ذلك» أي في الأخذ بالقياس.
«قال عليّ، وقلت» ظاهره أنّه كان يقول : قال عليّ قياسا، وقلت قياسا، وافقه أو خالفه . ۹
ويحتمل أن يكون مراده مخالفته بالقياس لقول عليّ عليه السلام ولو كان روايةً؛ لظنّه بالنبيّ صلى الله عليه و آله أنّه كان يقول بالقياس، وترجيح قياسه على قياسه صلى الله عليه و آله أو لترجيح قياسه على رواية عليّ عليه السلام . ولكنّه بعيد؛ لاشتماله على ضلال وطغيان ۱۰ قلمّا يرتكبه ويظهره مسلم . ۱۱ انتهى.
ما حكيناه عن صاحب الكشّاف آنفا يكفي معيارا لقرب الاحتمال وبُعده .

1.يعني : «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير».

2.في «ب» و «ج»: «هلك واللّه ».

3.اءيضاح الاشتباه، ص ۲۸۰، الرقم ۶۲۹ .

4.مريم (۱۹): ۳۱.

5.لتغابن (۶۴): ۱۶.

6.في «ب» و «ج»: «يتفرّقا».

7.ربيع الأبرار، باب العلم والحكمة والادب والكتاب والقلم، ص ۳۱۱؛ وعنه في الوافي، ج ۱۷ ص ۲۵۱ ـ ۲۵۲.

8.في المصدر : + «وهو ضمير الجماعة».

9.في المصدر : + «فأخذ بالقياس وظنّ بعليّ عليه السلام ذلك».

10.في المصدر : + «فيه».

11.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۰۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 117097
صفحه از 644
پرینت  ارسال به