553
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

هديّة :

(مستطر) من الاستطار.
وفي بعض النسخ. «مسطّر» من التسطير، يعني في كتب أحاديثنا.
(فنقيس على أحسنه) أي على أوفق ما عندنا وأنسبه؛ لما يرد علينا من الأشياء الجزئيّة التي ليست داخلة تحت الاُصول الكلّيّة ولا تحت منصوص العلّة.
(من هلك من قبلكم) أي من الفقهاء؛ ليستقيم الحصر .
و«ها» : حرف تنبيه، أو بمعنى هنا، أو هنا من أسماء الأفعال، أي فخذوا من هنا. والغرض الإشارة إلى انحصار مأخذ المسائل الدينيّة في قول الحجّة المعصوم .
وقال بعض المعاصرين :
الظاهر هنا مكان «ها» «ثمّ» قال : يعني أشار بوضع اليد على الفم إلى السكوت مطابقا لما مرّ من قوله عليه السلام : «أن تقولوا ما لا تعلمون وتكفّوا عمّا لا تعلمون ». ۱
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«ما عندنا» أي من المسائل وأجوبتها.
و«المسطّر» على اسم المفعول من التفعيل، أي مكتوب في كتبنا المضبوطة فيها ما سمعنا عنكم.
«الشيء الصغير» أي السهل الحقير من الاُمور التي لا يلزم من الخطأ في حكمها ضرر بيّن في الدنيا والآخرة.
«إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس» أي بالذي هو علّة الأسباب للمتّبعين لظنّهم في الأحكام.
«فها» أي فخذوا من أفواهنا .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله : «وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة » هذا الحديث ينبغي ذكره في الباب الآتي أيضا . ۲
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ها» اسم فعل بمعنى «خذ» .
ويحتمل أن يكون «فها» للمفرد ، ويحتمل أن يكون «فهاؤا» للجمع.
«وأهوى بيده إلى فيه» على الأوّل ك «هوى بيده» على الثاني للحال، بتقدير «قد» والباء في «بيده» للتعدية، أي مدّ ورفع يده مشيرا إلى فيه. يقال : هوت يدي له وأهوت : إذا امتدّت وارتفعت . والمعنى : إذا جاءكم ما لا تعلمون فخذوا من أفواهنا .
«نعم، وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة» [أي نعم، أتى بما يكتفون به في عهده، وبما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة] ۳ من الأحكام الشرعيّة.
تصديق ذلك قوله عزّ وجلّ : «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى»۴ ، وقوله تعالى : «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ»۵ ، فهو سبحانه لمّا أكمل الدِّين بيّن لنبيّه صلى الله عليه و آله جميع الأحكام الشرعيّة، وأنزلها إليه ؛ ولمّا أمره بتبليغ ما أنزل إليه، بلّغ بنفسه ما أمكن تبليغه إلى من أمكن تبليغه، وحمّل بعضا ليبلّغ إلى آخرين، فلم يبق حكم من أحكام اللّه إلّا وقد أتى به رسول اللّه صلى الله عليه و آله اُمّته .
«هو عند أهله» أي عند من حمّله رسول اللّه صلى الله عليه و آله ذلك، وهو أهل للتحمّل والتبليغ، وأهل ما حُمّل يعني أمير المؤمنين وأوصياؤه عليهم السلام .
تصديق ذلك قوله صلى الله عليه و آله : «إنّي تاركٌ فيكم الثقلين: كتاب اللّه ، وعترتي» ، ۶ وقوله صلى الله عليه و آله : «أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها» ۷ . ۸

1.الوافي، ج ۱، ص ۲۵۳.

2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۶.

3.ما بين المعقوفتين أضفناه من المصدر.

4.المائدة (۵) : ۳ .

5.المائدة (۵) : ۶۷ .

6.تقدّم تخريجه قبيل هذا، ذيل الحديث العاشر.

7.التوحيد، ص ۳۰۷، الباب ۴۳، ح ۱؛ الخصال، ص ۵۷۴ ، ح ۱؛ تحف العقول، ص ۴۳۰؛ المجازات النبويّة، ص ۲۰۷، ح ۱۶۶؛ عوالي اللآلي، ج ۴، ص ۱۲۳، ح ۲۰۵؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج ۷، ص ۲۱۹؛ المستدرك للحاكم، ج ۳، ص ۱۳۷ ـ ۱۳۸، ح ۴۶۳۷ ـ ۴۶۳۹.

8.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۰۲ ـ ۲۰۳.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
552

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة ، عَنْ ابْنِ عِيسى ،۱عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ الْكَلْبِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْقَصِيرِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» .

هديّة :

بيانه كنظيره، وهو الثامن. والمراد هنا كما هناك، يعني فكلّ ضلالة سبيلها إلى النار، فإنّ بعضا من الضالّين قد يهتدي .

الحديث الثالث عشر

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيٍّ ، عَنْ الْعَبِيدِي ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَمَاعَةَ،۲عَنْ أَبِي الْحَسَنِ مُوسى عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللّه ُ ، إِنَّا نَجْتَمِعُ فَنَتَذَاكَرُ مَا عِنْدَنَا ، فَلَا يَرِدُ عَلَيْنَا شَيْءٌ إِلَا وَعِنْدَنَا فِيهِ شَيْءٌ مُسَتطَّرٌ۳، وَذلِكَ مِمَّا أَنْعَمَ اللّه ُ بِهِ عَلَيْنَا بِكُمْ ، ثُمَّ يَرِدُ عَلَيْنَا الشَّيْءُ الصَّغِيرُ لَيْسَ عِنْدَنَا فِيهِ شَيْءٌ ، فَيَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلى بَعْضٍ وَعِنْدَنَا مَا يُشْبِهُهُ ، فَنَقِيسُ عَلى أَحْسَنِهِ؟ فَقَالَ :«مَا۴لَكُمْ وَلِلْقِيَاسِ؟ إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ هَلَكَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِالْقِيَاسِ» . ثُمَّ قَالَ :«إِذَا جَاءَكُمْ مَا تَعْلَمُونَ ، فَقُولُوا بِهِ ، وَإِنْ جَاءَكُمْ مَا لَا تَعْلَمُونَ ، فَهَا» وَأَهْوَى بِيَدِهِ إِلى فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : «لَعَنَ اللّه ُ أَبَا حَنِيفَةَ؛ كَانَ يَقُولُ : قَالَ عَلِيٌّ وَقُلْتُ أَنَا ، وَقَالَتِ الصَّحَابَةُ وَقُلْتُ» ثُمَّ قَالَ : «أَ كُنْتَ تَجْلِسُ إِلَيْهِ؟» فَقُلْتُ : لَا ، وَلكِنْ هذَا كَلَامُهُ . فَقُلْتُ : أَصْلَحَكَ اللّه ُ ، أَتى رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله النَّاسَ بِمَا يَكْتَفُونَ بِهِ فِي عَهْدِهِ؟ قَالَ : «نَعَمْ ، وَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ» . فَقُلْتُ : فَضَاعَ مِنْ ذلِكَ شَيْءٌ؟ فَقَالَ : «لَا ، هُوَ عِنْدَ أَهْلِهِ» .

1.في الكافي المطبوع : «أحمد بن محمّد بن عيسى».

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليُّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبدالرحمن، عن سماعة بن مهران».

3.في الكافي المطبوع وهامش «الف» : «مسطّر».

4.في الكافي المطبوع : «وما».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 117071
صفحه از 644
پرینت  ارسال به