567
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الحديث الحادي والعشرون

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيّ ، عَنْ العبيدي۱، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ قُتَيْبَةَ ، قَالَ : سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ مَسْأَلَةٍ ، فَأَجَابَهُ فِيهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : أَ رَأَيْتَ إِنْ كَانَ كَذَا وَكَذَا ، مَا كَانَ يَكُونُ الْقَوْلُ فِيهَا؟ فَقَالَ لَهُ :«مَهْ ، مَا أَجَبْتُكَ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ ، فَهُوَ عَنْ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لَسْنَا مِنْ «أَ رَأَيْتَ» فِي شَيْءٍ» .

هديّة :

(أ رأيت) أي ما رأيك واجتهادك إن كان الحكم كذا وكذا؟
وقوله : (ما كان يكون القول فيها) جزاء الشرط على التجريد، والتقدير. يعني : أسألك إن كان كذا وكذا، ما كان عندك ما يكون باجتهادك القول فيها؟ فزجره عليه السلام بقوله : (مه) وهي كلمة زجر؛ لزعمه صحّة الحكم بالرأي والاجتهاد الممنوع، وإلّا فمثل «رأيت كذا» بمعنى «علمت» في كلامهم عليهم السلام كثير.
(لسنا من «أرأيت» في شيء) أي من أهل الرأي والاجتهاد بالآراء والمقاييس في حكم من الأحكام الشرعيّة، فلا يكون الاختلاف في علمنا وحكمنا؛ فإنّا أهل البيت قومٌ معصومون عاقلون عن اللّه بلا واسطة أو بواسطة معصوم آخر ، وقد قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : «علّمني رسول اللّه صلى الله عليه و آله ألف بابٍ من العلم، فانفتح لي من كلّ باب ألف باب » ۲ . وقال النبيّ صلى الله عليه و آله : «اُعطيت جوامع الكلم، واُعطى عليّ جوامع العلم ۳ » ۴ .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«فقال : أ رأيت» يعني بعد تغييره صورة المسألة ، قال : ما رأيك، إن كان الأمر كذاوكذا فما جوابك عنه؟ «فقال له : مه» أي لا تقل هكذا فإنّا لسنا من المتّبعين للظنّ في شيء .
وقال الفاضل الاسترآبادي رحمه الله بخطّه : السائل قصد : أيّ شيء مقتضى اجتهادك الظنّي؟ فأجابه عليه السلام بقوله: «لسنا من أرأيت في شيء» ۵ .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«أرأيت إن كان كذا وكذا، ما يكون القول فيها» أي أخبرني عن رأيك فيما ينبغي أن يقال في مسألة ۶ هذه.
«فقال : مه» أي اُكفف، فإنّا لا نقول إلّا بما وصل إلينا من رسول اللّه صلى الله عليه و آله لسنا نقول برأينا ۷ . انتهى .
ليس في نسخته رحمه الله «كان» بعد «ما» وقبل «يكون» أو سقط من قلم الناسخ في مصنّفه. ولعلّ الثاني .

1.في الكافي المطبوع : «محمّد بن عيسى».

2.الاختصاص، ص ۲۸۳؛ الخصال، ج ۲، ص ۶۴۶ ، ح ۳۳؛ بحارالأنوار، ج ۴۰، ص ۱۳۱ ـ ۱۳۲، ح ۱۰ ـ ۱۴ .

3.في «ب» و «ج»: - «واُعطي عليّ جوامع العلم».

4.الأمالي للطوسي، ص ۱۰۴ ـ ۱۰۵، ح ۱۶۱، المجلس ۴، ح ۱۵؛ و عنه في بحارالأنوار، ج ۳۸، ص ۱۵۷، ح ۱۳۳.

5.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۹۷.

6.في المصدر : «المسألة».

7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۰۶ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
566

هديّة :

بيانه كنظيره، وهو الثامن عشر.
(وصفاء أحدهما على الآخر) أي وفضل صفاء أحدهما على الآخر .
و(أحمد بن عبداللّه العقيلي) هو أحمد النسّابة المحدّث بنصيبين ۱ .
وروي عن أبي حنيفة أنّه قال : جئت إلى حجّام [بمنى] ۲ ليحلق رأسي، فقال لي : أدْنِ ميامنك، واستقبل القبلة، وسمّ اللّه تعالى. فتعلَّمت منه [ثلاث] ۳ خصال لم تكن عندي ، فقلت له : مملوكٌ أنتَ أم حرّ؟ فقال : مملوك ، قلت : لِمَنْ؟ قالُ : لجعفر بن محمّد الصادق عليه السلام ، قلت : أشاهد أم غائب؟ قال : شاهد ، فصرت إلى بابه فاستأذنت عليه فحجبني، وجاء قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا فأذِنَ لهم فدخلت معهم، فلمّا صرت عنده قلت له : يا ابن رسول اللّه لو أرسلت إلى أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب محمّد صلى الله عليه و آله فإنّي تركت بها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم ، فقال : «لا يقبلون منّي » فقلت : ومَن لا يقبل منك وأنت ابن رسول اللّه ؟! فقال : «أنت أوّل من لا يقبل منّي، دخلتَ داري بغير إذني، وجلست ۴ بغير أمري، وتكلّمت بغير رأيي، وقد بلغني أنّك تقول بالقياس». قلت : نعم أقول ، قال : «ويحك يا نعمان، أوّل مَن قاس إبليس ـ لعنه اللّه ـ حين اُمر بالسجود لآدم عليه السلام فأبى وقال : «خَلَقْتَنِى مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ»۵ أيّما أكبر يا نعمان، القتل أو الزناء؟». قلت : القتل ، قال : «فلِمَ جعل اللّه في القتل شاهدين، وفي الزاء أربعةً، أيَنْقاس لك هذا؟» قلت : لا ، قال : «فأيّما أكبر الصلاة أو الصيام؟» قلت : الصلاة ، قال : «فلِمَ وجب على الحائض أن تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة، أيَنْقاس لك هذا؟» قلت : لا ، قال : «فأيّما أضعف المرأة أو الرجل؟» قلت : المرأة ، قال : «فلِمَ جعل اللّه ـ تعالى ـ في الميراث للرجل سهمين وللمرأة سهم ، أينقاس لك هذا؟» قلت : لا ، قال : «فبما حكم اللّه فيمن سرق عشر دراهم القطع، وإذا قطع الرجل يد الرجل فعليه ديّتها خمسة آلاف درهم ، أينقاس لك هذا؟» قلت : لا ، قال : «وقد بلغني أنّك تقرأ آية من كتاب اللّه عزّ وجلّ وهي «لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنْ النَّعِيمِ»۶ أنّه الطعام الطيّب والماء البارد في اليوم الصائف؟» قلت : نعم ، قال : «لو دعاك رجل وأطعمك طعاما طيّبا، وسقاك ماءً باردا، ثمّ امتنّ عليك به ما كنت تنسب ۷ إليه؟» قلت : أنسبه إلى البخل ، قال : «أفتبخّل اللّه تعالى؟» قلت : فما هو؟ قال : «حبّنا أهل البيت » ۸ .
روى الصدوق رحمه اللهفي كتاب علل الشرائع نظير هذا الحديث ۹ ، أو هو أطول لفظا، وأشمل ببيانه تمام القصّة مفصّلاً.

1.«نصيبين» بالموحّدة بين ياءين : بلد بين الشام والعراق. مجمع البحرين، ج ۲، ص ۱۷۴ (نصب).

2.أضفناه من بحارالأنوار.

3.كذا في المصادر، وفي النسخ «ستّ».

4.في «الف»: «دخلت».

5.الأعراف (۷) : ۱۲؛ ص (۳۸) : ۷۶ .

6.التكاثر (۱۰۲) : ۸ .

7.في «ب» و «ج»: «تنسبه».

8.بحارالأنوار، ج ۱۰، ص ۲۲۰، ح ۲۰؛ الوافي، ح ۱، ص ۲۵۸ .

9.علل الشرائع، ج ۱، ص ۸۶ ـ ۸۸ ، الباب ۸۱ ، ح ۱ ـ ۳ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94276
صفحه از 644
پرینت  ارسال به