الحديث الثالث
۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيّ ، عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ هَارُونَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُولُ :«مَا خَلَقَ اللّه ُ حَلَالاً وَلَا حَرَاما إِلَا وَلَهُ حَدٌّ كَحَدِّ الدَّارِ ، فَمَا كَانَ مِنَ الطَّرِيقِ ، فَهُوَ مِنَ الطَّرِيقِ ، وَمَا كَانَ مِنَ الدَّارِ ، فَهُوَ مِنَ الدَّارِ حَتّى أَرْشِ الْخَدْشِ فَمَا سِوَاهُ ، وَالْجَلْدَةِ وَنِصْفِ الْجَلْدَةِ» .
هديّة :
يجيء هذا الحديث بمضمونه ـ إن شاء اللّه تعالى ـ في أوائل كتاب الحدود، عن الإثنين، عن الوشّاء، عن أبان، عن سليمان بن أخي حسّان العجلي، قال : سمعت أبا عبداللّه عليه السلام يقول . الحديث.
(والخدش) : تقشير الجلد بُعودٍ وغيره من الحجر والحديد ونحوهما. و«أرشه» : ما يجبر نقصه من الدّية.
و(الجلدة) : الضربة بالسوط، ونصفها : أن يؤخذ بنصف السوط فيضرب . وذكر النصف على التمثيل؛ لمكان ثلثها في بعض الأخبار .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
و«الأرش» ـ هنا بمعنى الدية ـ : مجرور ومضاف. و«الخدش»: تقشير الجلد .
و«الفاء» في «فما» للتعقيب باعتبار الرتبة، و«ما» موصولة، وضمير «سواه» بالكسر والقصر ل «الخدش» ومرفوع تقديرا خبرا عن المبتداء المحذوف بتقدير «هو» وهو العائد. ومعنى «ما سواه» ما دونه؛ لأنّ «حتّى» للانتقال من الأقوى إلى الأضعف.
و«الجلدة» بالفتح مجرور، عطف على «الأرش » وذكر نصف الجلدة على المثال؛ لأنّ التأديب بثلثها يجيء في بعض الأحاديث في كتاب الحدود إن شاء اللّه تعالى بشرحه وبيانه .