583
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
582

هديّة :

«الاُمّي» : الأجنبيّ عن القراءة والكتاب ، ۱ والمكّي في النسبة إلى اُمّ القرى؛ قال اللّه تعالى : «هُوَ الَّذِى بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِى ضَلَالٍ مُبِينٍ»۲ .
والمراد هنا المعنى الأوّل ، والرسول صلى الله عليه و آله اُمّي بالمعنى الثاني . وإطلاق الاُمّي عليه صلى الله عليه و آله بالمعنى الأوّل ـ كما هو عند العامّة ـ باطل بدليل هذه الآية ، وكتاب سنّه حفر الخندق، وثبوت تناوله القرآن لورد القراءة .
و(على) على تضمين معنى مثل النوم والغفلة والبُعد.
و«الفترة» بالفتح، زمان ما بين الرسولين .
و«الهجعة» بفتح الهاء وسكون الجيم والعين المهملة : النوم. كنّى بها عن الغفلة.
(واعتراض من الفتنة) أي انبساط مشتمل جدّا.
سنّ اللّه تبارك وتعالى عند مشيّته ظهور حجّة من اُولي الأمر أن يعمّ الخصال الرديئة قبله في الناس، ويغلب الكفر بجنوده عليهم، ويضنّ ۳ السماء بغيثه، والأرض ببركته، والعيش برفاهيّته.
وسينجرّ الزمان لظهور صاحب الزمان صلوات اللّه عليه إلى أشدّ الحالات المذكورة وشمول الكفر والزندقة غاية الشمول ۴ ليرتفع تلك الظلمة والدّجى بطلوع شمس الهدى ، وكأنّ سبيل ذلك الشمول طريقة التصوّف بالجربزة الغالبة على إدراكات أهل آخر الزمان . وفي الحديث أنّ سورة التوحيد نزلت لهم. ۵
(وانتقاض من المبرم) يعني محكمات الشرائع السابقة في المعارف والأحكام .
و«الاعتساف» : للمبالغة في الظلم والميل عن الطريق، فالمعنى واشتداد من الجور.
و«الامتحاق» : مبالغة في الإمحاء من المحو بمعنى الذهاب والزوال .
و«التلظّي» : تلهّب النار واشتعالها.
(على حين اصفرار من [رياض] جنّات الدنيا) لضنّة السماء بغيثه بسخط من اللّه ، وكذا الأرض بمائها وبركاتها .
وفي الفقرات السابقة والآتية استعارات وترشيحات.
و«إغورار الماء» : مبالغة في غوره وذهابه في باطن الأرض .
(قد درست) أي محت وزالت. «درس الرسم» ـ كنصر وضرب ـ : عفا. و«درسته الريح» لازم ومتعدّ.
و«الردى» بالفتح والقصر : الهلاك والضلال .
و«التجهّم» بتقديم الجيم : مبالغة في الجهومة ، والجهم وككتف : الوجه الغليظ المجتمع السمج. «رجل جهم الوجه» أي كالح الوجه. «جهم» ككرم، جهامة وجهومة، و«جهمه» كمنه وسمعه : استقبله بوجه كريه كتجهّمه . قاله في القاموس ۶ .
وضبط بعض المعاصرين بتقديم الهاء على الجيم ، وقال : والتهجّم : التهدّم ۷ . وهو كما ترى .
و«الإكفهرار» : مبالغة في العبوس . و«المكفهرّ» كالمطمئنّ : السحاب الغليظ الأسود، ومن الوجوه : القليل اللّحم الغليظ الذي لا يستحيي، والمتعبّس.
و«الشعار» ككتاب : ما يلي شعر الجسد من اللباس والدّثار أيضا بالكسر: ما فوق الشعار منه.
و«التمزيق» : التفريق والتشتيت.
«أعمى» : صار أعمى.
و«أظلم» : صار ذا ظلمة .
و(الموؤودة) : المدفونة حيّة من البنات في التراب ، وقعر القليب كما كان شعار جماعة في الجاهليّة.
(يختار دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا) على ما لم يسمّ فاعله؛ أي المختار عندهم والمعزّز لديهم إنّما هو صاحب طيب العيش . ويمكن «طيّب العيش» كسيّد ، ف «الرفاهية» بالجرّ عطفا على العيش.
واحتمال «يجتاز» بالجيم والزّاي على المعلوم، من الاجتياز من الجواز، أي الرائج عندهم والمقبول في نظرهم كما ترى ولو يؤول إلى المعنى .
وكذا «يحتاز» بالمهملة والزاي على المجهول من الاحتياز من الحيازة، أي يجمع ويضبط.
وكذا «يمتار» بالميم على المجهول، من امتيار الطعام.
و«الخفوض» : جمع الخفض بالفتح وهو الدعة والراحة والسكون، ودعة العيش : وسعته وخفضه، كلّه بمعنى عيش خافض مطمئنّ لا اضطراب فيه لسعته .
(لا يرجون من اللّه ثوابا)؛ لعدم المعرفة والطاعة وانحصار نظرهم في الخلق وطمعهم منهم.
(ولا يخافون واللّه منه عقابا) لذلك أيضا .
و«النّجس» بكسر الجيم وتفتح وكالرّجس، كلّه بمعنى.
و«الإبلاس» بالمفردة على الإفعال يتعدّى ولا يتعدّى. «أبلسه» : سجنه وحبسه، أي جعله مسجونا محبوسا . و«أبلس» : يئس وتحيّر، ومنه ۸ إبليس . و«البَلَس» محرّكة : من لا خير عنده .
(وتصديق الذي بين يديه) أي من الكتب السماوية.
(ذلك القرآن) فاعل «فجاءهم».
(فاستنطقوه) : تمهيد لبيان أنّ القرآن لا يكون فرقان بين الحقّ والباطل إلّا بقيِّمٍ معصوم عاقل عن اللّه ، وأنّ القيّم له بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله من؟
(فلو سألتموني عنه) أي عن القرآن وما فيه من علم ما مضى وما يأتي إلى يوم القيامة.
(لعلّمتكم) أي لتظهر لكم دلالة من دلالات الإمامة .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
بيانه من الصدر إلى «امتحاق» ظهر في شرح الخطبة .
و«التلظّي» : توقّد النار.
«قد درست» إلى «في النار مبلس» استئناف بياني للفقرة السابقة، وصدرها ناظر إلى صدر ما سبقت. و«درست» على المعلوم أوخلافه من باب نصر ، و«الدروس» : صيرورة الشيء مفقودا، وزوال الأثر. و«الدرس» بالفتح : الإعلام والإزالة لأثر شيء .
و«أعلام الهدى» عبارة عن بيّنات الآيات المحكمات الناهية عن اتّباع الظنّ النازلة في كلّ شريعة .
و«أعلام الردى» عبارة عن قواعد المتعيّن للظنّ، والرسوم المبتدعة للمدّعين للكشف بالرياضة .
و«الفاء» في «فالدُّنيا» تفريعيّة للإشارة إلى أنّ فساد الدنيا يترتّب على فساد الدِّين غالبا؛ قال اللّه تعالى في سورة طه : «وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكا»۹ ، وفي سورة الطلاق : «وَمَنْ يَتَّقِ اللّه َ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ»۱۰ ، وأيضا : «وَمَنْ يَتَّقِ اللّه َ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرا»۱۱ .
«متهجّمة» بتقديم الهاء على الجيم المكسورة، أي منهدمة . وفي بعض النسخ بتقديم الجيم بمعنى : كالح الوجه . و«في» على الأوّل متعلّقة بما بعدها .
و«المكفهرّ» : المتعبّس .
و«الفتنة» : اختلاف الناس باتّباع الظنّ .
والمراد ب «الجيفة» : الدنيا الحرام.
«عيون أهلها» يحتمل الرفع والنصب؛ لأنّ «أعمى» على الماضي إفعال من عمى، فمتُعدٍّ؛ وبمعنى : صار أعمى، فلازم ، وكذا «أظلم» يتعدّى ولا يتعدّى .
وضمير «عليها» ل «العيون».
وأخذ الفعلين على التعدّي أولى ف «أيّامها» مفعول به ، وعبارة عن حجج اللّه تعالى ، ووجه الشبه ظاهر؛ قال اللّه تعالى في سورة إبراهيم : «وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللّه ِ»۱۲ ؛ يعني ذكّر الاُمّة بسبب بيان الأنبياء والأوصياء . وروى الصدوق في كتاب معاني الأخبار حديث : «لا تعادوا الأيّام فتعاديكم » ثمّ روى في معناه «لا تعادوا الأئمّة عليهم السلام فتعاديكم. ۱۳
«يختار» على المجهول؛ أي ينتجب . وفي بعض النسخ بالجيم مكان الخاء المعجمة على المعلوم، أي يمرّ ورائهم من العجم والتُرك وغيرهما. يعني كان ۱۴ العيش حاصلاً في غير العرب من طوائف الناس .
و«البخس» بالمفردة والخاء المعجمة كصعق : الجائر الظالم.
و«المبلس» على اسم الفاعل من الإفعال: اليائس بمعنى المأيوس .
«فجاءهم بنسخة ما في الصحف» أي النسخة التي تكون للقطع بصحّته وحقّيّته معيارا لما في الصحف الاُولى ، قال اللّه تعالى في سورة طه : «أَوَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِى الصُّحُفِ الْأُولَى»۱۵ .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«وأنتم اُمّيّون عن الكتاب» يقال لمشركي العرب : اُمّيّون؛ لنسبتهم إلى ما عليه اُمّة العرب وجماعتهم من ترك تعلّم الكتاب وجهلهم بالكتاب وغفلتهم عنه، ثمّ غلب فيمن لا يكتب .
وقد يقال : الاُمّي منسوب إلى الاُمّ؛ أي من هو باق على حالته الجبليّة التي ولد عليها . ۱۶
و«الفترة» : السكون وقلّة الاجتهاد، والزمان الخالي من الرسول بين الرسولين .
و«الهجعة» : النوم بالليل، عبّر بها عن الغفلة بالجهالة .
«وانتقاض من المبرم» أي المحكم من الشريعة السابقة .
«وامتحاق من الدِّين» أي بطلان وانمحاء .
و«التهجّم» : مبالغة الهجوم، و«الهجوم» : الدخول بلا إذن . والمراد بتهجّمها في وجوه أهلها ملاقاتها لهم لا على وفق مأمولهم ومتمنّاهم .
و«المكفهرّ» من الوجوه : القليل اللّحم، الغليظ الذي لا يستحي .
و«الممزّق» كمعظّم : مصدر كالتمزيق بمعنى التفريق .
و«الموؤودة» : البنت المدفونة حيّةً.
و«بينهم» متعلّق بالدفن أوالوأد بتضمين معنى الشيوع.
«يختاردونهم طيب العيش» أي يختار لغيرهم طيب العيش، ورفاهيّة الدعة، وسعة الدنيا .
وفي بعض النسخ : «يحتاز» ـ بالحاء المهملة والزاي ـ أي يُجمع ويُمسك ورائهم طيب العيش والتوسّع في الدنيا.
«حيّهم أعمى بخس» أي عديم المعرفة ناقص الحظّ «وميّتهم في النار مبلس» من أبلس إذا يئس.
«ولن ينطق لكم» إشارة إلى أنّ الاهتداء بالكتاب موقوف على بيان الحجّة من أهل البيت، كما بيّنه رسول اللّه صلى الله عليه و آله . ۱۷ انتهى .
اختيارنا : «يختار» بالخاء المعجمة بالمعنى الذي ذكرناه أنسب بالفقرة التالية. وآخر بيان السيّد إنكار للتفسير بالأكثر، كما حكيناه في هديّة السادس .

1.في «الف»: «الكتاب».

2.الجمعة (۶۲) : ۲ .

3.«الضِنَّة والضِنّ و... : كلّ ذلك من الإمساك والبخل». لسان العرب، ج ۱۳، ص ۲۶۱ (ضنن).

4.في «ب» و «ج»: - «غاية الشمول».

5.الكافي، ج ۱، ص ۹۱، باب النسبة، ح ۳؛ البرهان في تفسير القرآن، ج ۵ ، ص ۸۰۱ ، ذيل سورة الإخلاص.

6.القاموس المحيط، ج ۴، ص ۹۲ (جهم).

7.الوافي، ج ۱، ص ۲۷۱ .

8.في «الف»: «منها».

9.طه (۲۰) : ۱۲۴ .

10.الطلاق (۶۵) : ۲ و ۳ .

11.الطلاق (۶۵) : ۴ .

12.إبراهيم (۱۴) : ۵ .

13.معاني الأخبار، ص ۱۲۳، باب معنى الحديث الذي روى عن النبيّ صلى الله عليه و آله لاتعادوا... ، ح ۱.

14.في «ب» و «ج»: «يكون».

15.طه (۲۰) : ۱۳۳ .

16.في المصدر : + «ولم يكتب».

17.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۱۰ ـ ۲۱۲.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 116925
صفحه از 644
پرینت  ارسال به