589
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
588

الحديث الثامن

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدٍ ، عَنْ الصهباني ،۱عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَعْيَنَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام يَقُولُ :«قَدْ وَلَدَنِي رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وَأَنَا أَعْلَمُ كِتَابَ اللّه ِ ، وَفِيهِ بَدْءُ الْخَلْقِ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَفِيهِ خَبَرُ السَّمَاءِ وَخَبَرُ الْأَرْضِ ، وَخَبَرُ الْجَنَّةِ وَخَبَرُ النَّارِ ، وَخَبَرُ مَا كَانَ وَخَبَرُ ۲ مَا هُوَ كَائِنٌ ، أَعْلَمُ ذلِكَ كَمَا أَنْظُرُ إِلى كَفِّي ، إِنَّ اللّه َ يَقُولُ : فِيهِ تِبْيَانُ كُلِّ شَيْءٍ» .

هديّة :

«ولد فلانا» كوعد، وولّدها توليدا : والتوليد التربية أيضا ، فيحتمل هنا بمعنى التربية؛ لحكومة الإمامة. وتعليمها، ومنه قوله تعالى لعيسى عليه السلام : «أنت نبيّي وأنا ولّدتك» ۳ أي ربّيتك للنبوّة، فحرّفت النصارى وقرأوا : «أنت بُنَيّ وأنا ولدتك» على التصغير في «نبيّ» بعد التصحيف، و«ولدتك» من المجرّد.
(وأنا أعلم) على التخصيص.
(كما أنظر إلى كفّي) من الأمثال في المبالغة للظهور .
وفي سورة النحل هكذا : «وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانا لِكُلِّ شَىْ ءٍ»۴ فهنا نقل بالمعنى .
و«التبيان» بالكسر : مصدر شاذّ، والقياس «التفعال» بفتح التاء، كالتنكار والتكرار. ولم يجيء بالكسر إلّا حرفان : التلقاء، والتبيان، وهو البيان الوافي .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«قد ولّدني» على المعلوم من التفعيل، يعني قد بشّر بولادتي ، فإشارة إلى أمثال ما يجيء في كتاب الحجّة في باب ما جاء في الاثني عشر والنصّ عليهم عليهم السلام من قول اللّه في الحديث القدسي : «سيهلك المرتابون في جعفر، الرادّ عليه كالرادّ عليَّ ».
و«البدء» بالفتح والهمز : الإنشاء والإحداث.
و«الخلق» هنا بمعنى التقدير والتدبير . ويحتمل أن يكون بمعنى المفعول، وناظر إلى قوله تعالى في سورة الأنبياء : «كَمَا بَدَأْنَآ أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ»۵ ، وردّ على زنادقة الفلاسفة والصوفيّة الاتّحاديّة القائلين اُولئك بقدم العالم مع المغايرة بالذات بين الأثر والمؤثّر، واُولئك به مع دعوى الاتّحاد بالذات والتغاير بالاعتبار.
«ما هو كائن إلى يوم القيامة» عبارة عمّا هو باق بشخصه، أو بنوعه إلى يوم القيامة.
«وما هو كائن» عبارة عمّا يقع ولم يكن من قبل لا بشخصه ولا بنوعه . والعلم بالحوادث الآتية، أي بأكثرها إنّما يحصل للإمام في كلّ سنة في ليلة القدر بالتحديث للاستنباط من القرآن. والبداء لا يجري إلّا في الاعتقاد بشيء ممّا يحدث قبل الاستنباط من القرآن .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«وفيه بدء الخلق» أي ذكر فيه أوّل الخلق، منه بدأ اللّه الخلق. والمراد كلّ ما اتّصف بالوجود فيما مضى من الخلق.
«وما هو كائن» أي ما يتّصف بالوجود من المخلوقات في الحال وفي المستقبل «إلى يوم القيامة» وذكر «فيه خبر السماء وخبر الأرض» أي أحوالها «وخبر الجنّة وخبر النار، وخبر ما كان وما هو كائن» أي ذكر أحوال ما كان وما هو كائن.
وهذا من التعميم بعد ذكر الخاصّ، فذكر أوّلاً اشتمال الكتاب على المخلوقات وذكرها فيه، ثمّ ذكر اشتماله على أخبارها، وذكر أحوالها مبتدئا بالعمدة الظاهرة منها في الدنيويّات، أعني السماء والأرض، وفي الاُخرويّات، أعني الجنّة والنار، ثمّ [عمّم] ۶ بقوله : «وخبر ما كان وما هو كائن» . ۷

1.في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عبدالجبّار».

2.في «ب» و «ج»: - «خبر».

3.عون المعبود، ج ۸ ، ص ۳۰۰؛ تاج العروس، ج ۵ ، ص ۳۲۸ (ولد).

4.النحل (۱۶) : ۸۹ .

5.الأنبياء (۲۱) : ۱۰۴ .

6.أضفناه من المصدر.

7.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۱۲ ـ ۲۱۳.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112419
صفحه از 644
پرینت  ارسال به