603
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

هديّة :

(على الزيادة والنقصان) أي زيادة رواج الدِّين ونقصان رواجه؛ ففي الأوّل حقيقة، وفي الثاني تقيّة ومصلحة. أو الزيادة والنقصان كناية عن الاختلاف للتقيّة والمصلحة. ولا يأبى حمل العبارة على القول عن إرادة المعنيين .
(قال : بل صدقوا) تقيّة ، أو المراد أصحابه من الناجية.
في بعض النسخ : «ثم يجيئه من اللّه تعالى» بزيادة «من اللّه تعالى» قبل «بعد ذلك ». وفي بعض آخر : «ثمّ يجيبه بعد ذلك بما ينسخ» بالمضارع المعلوم، من الإجابة بمعنى الجواب، وزيادة المفردة الداخلة على الموصول .
قال برهان الفضلاء :
«على الزيادة والنقصان» يعني إنّا أهل البيت نجيب على التقيّة، فنزيد في حديث رسول اللّه صلى الله عليه و آله وننقص، ولم يكن رسول اللّه يفعل ذلك لعدم التقيّة عليه صلى الله عليه و آله ، فلم يزد قطّ ولم ينقص في كلامه سبحانه.
«فأخبرني عن أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله » يعني ۱ الذين وصل عددهم إلى حدّ التواتر.
«فما بالهم اختلفوا» يعني قلت : لمّا ليس على النبيّ صلى الله عليه و آله تقيّة وعدد الرواة من الطرفين على حدّ التواتر.
«ثمّ يجيئه» أي من عند اللّه تعالى «بعد ذلك» بجواب آخر «ينسخ ذلك الجواب ».
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«قال : بل صدقوا» لمّا كان الظاهر أنّ السؤال عن غير المنافقين فيما لا يجري فيه الاشتباه الناشئ عن العموم والخصوص، أو كون الكلام ذا وجهين ، أجاب عليه السلام بأنّهم صدقوا ، وأسند الاختلاف إلى الناسخيّة والمنسوخيّة ۲ .

1.في «الف»: - «يعني».

2.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۲۱۸.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
602

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي عَنْ العِدَّة ، عَنْ أَحْمَدَ ، عَنْ عُثْمَانَ ، عَنْ الْخَرَّازِ۱، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ : قُلْتُ لَهُ : مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْوُونَ عَنْ فُلَانٍ وَفُلَانٍ عَنْ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لَا يُتَّهَمُونَ بِالْكَذِبِ ، فَيَجِيءُ مِنْكُمْ خِلَافُهُ؟ قَالَ :«إِنَّ الْحَدِيثَ يُنْسَخُ كَمَا يُنْسَخُ الْقُرْآنُ» .

هديّة :

حال هؤلاء الأقوام شأن الرجل الثالث في السابق .
قال برهان الفضلاء : «عن فلان وفلان» كناية عن عدد التواتر لا يتّهمون ۲ بالكذب، على ما لم يسمّ فاعله؛ أي لوصول حديثهم إلى حدّ التواتر .

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي عَنْ عَلِيّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ التميمي۳، عَنْ عاصم بن حميد ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : مَا بَالِي أَسْأَلُكَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، فَتُجِيبُنِي فِيهَا بِالْجَوَابِ ، ثُمَّيَجِيئُكَ غَيْرِي ، فَتُجِيبُهُ فِيهَا بِجَوَابٍ آخَرَ؟ فَقَالَ :«إِنَّا نُجِيبُ النَّاسَ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ» . قَالَ : قُلْتُ : فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله صَدَقُوا عَلى مُحَمَّدٍ أَمْ كَذَبُوا؟ قَالَ : «بَلْ صَدَقُوا» . قَالَ : قُلْتُ : فَمَا بَالُهُمُ اخْتَلَفُوا؟ فَقَالَ : «أَمَا تَعْلَمُ أَنَّ الرَّجُلَ كَانَ يَأْتِي رَسُولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَيَسْأَلُهُ عَنِ الْمَسْأَلَةِ ، فَيُجِيبُهُ فِيهَا بِالْجَوَابِ ، ثُمَّ يُجِيبُهُ بَعْدَ ذلِكَ ما يَنْسَخُ ۴ ذلِكَ الْجَوَابَ ، فَنَسَخَتِ الْأَحَادِيثُ بَعْضُهَا بَعْضا» .

1.في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيّوب الخزّار».

2.في «ب» و «ج»: «يتّهم».

3.في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران».

4.في الكافي المطبوع : «بما ينسخ».

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 113196
صفحه از 644
پرینت  ارسال به